الأحد، 29 أبريل 2012

الولاء للدين أم الولاء للوطن .. أيهما أولا ؟؟


الولاء للدين أم الولاء للوطن .. أيهما أولا ؟؟
-   تقوم الحروب غالبا على صراع بين العقائد أو الأوطان و كل حروب المسلمين كانت في مواجهة حملات صليبية أو دولة يهودية أو هجمات تترية مجوسية سواء دفاعية أو فتوح تامين حدود الدولة الإسلامية لتامين نشر الدعوة الإسلامية حتى تكون كلمة الله هي العليا .
وهناك الكثير من الأدلة التاريخية على الخيانة لأبناء الوطن الواحد لصالح أبناء العقيدة الواحدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- تزوج العزيز بالله الحاكم الشيعي الإسماعيلي من نصرانية يونانيه الأصل ( التابعه للطائفه الملكانية -الكاثوليكية-أى ليست ارثوذكسية ) كانت لزوجته السيدة العزيزية مكانة كبيرة في حياته، وكان لها أثر كبير في كثير من السياسات التي انتهجها العزيز؛ فقد كانت تلك السيدة مسيحية على المذهب الملكاني –مذهب الكنيسة القسطنطينية فعين أخاها "أُرِيسْتس" مطرانا على بيت المقدس سنة (375هـ= 985م)، وعين أخاها الآخر أرسانيوس مطرانا على القاهرة، ثم أصبح بطريركا على القاهرة بعد ذلك (نرى هنا اثر زوجات الحكام على السياسات و أمور الحكم).
وأنجب منها الحاكم بأمر الله الذي أطلق يد النصارى على المسلمين في مصر و كان له وزير قبطي  اسمه فهد ابن إبراهيم خلع عليه لقب " الرئيس أبى العلاء " وكان مساعدا كاتبا للوزير برجوان .    وقد صادر الكثير من أموال المسلمين وبعض الدور والأراضي والحوانيت واخذ يردد (من وصفه الأقباط  بالأب القديس) في جمع من الأقباط ، أن جميع ما تأخذوه من المسلمين هو حل لنا لأننا ملاك هذه الديار غصبها منا المسلمين .
وتجد أيضا كثير من كتابات بعض الأقباط من يعظم هذا الرجل القبطي على ما فعل بالمسلمين .
- استقواء نصارى الشام بالقائد التتاري كتبغا -وكان نصرانيا نسطوريا – فتظاهروا الخمر في نهار رمضان ورشوه في الطرقات وصبوه على أبواب المساجد وأمروا أرباب الحوانيت بالقيام إذا مروا بالصليب عليهم وخربوا مساجد بجوار كنائسهم وذلك أيام هولاكو وكان قد استخدموا النساء العاهرات منهم في إغراء قادة التتار لغزو العالم الإسلامي والقضاء على الخلافة العباسية .
- استخدام نابليون لنصارى الشام كجواسيس وطابور خامس أثناء الحملة الفرنسية وقد استضافوا نابليون في دير الناصرة واخبروا عن تجمع المسلمين في نابلس والجليل وان آلاف المسيحيين والدروز دخلوا تحت لواء نابليون ويذكر الجبرتي انه بعد وصول أنباء عن سقوط العريش في يد نابليون اظهر النصارى الفرح والسرور بالأسواق والدور وأولموا في بيوتهم وغيروا الملابس والعمائم وتجمعوا للهو والخلاعة وزادوا في القبح والبشاعة وخرج النصارى من القبط والشوام والأروام  و تأهبو الخلاعة في تلك الليلة عن طورهم ورفضوا الحشمة وسلكوا مسلك الأمراء من النزول في المراكب الكثيرة وصحبتهم نسائهم وقحابهم وشرابهم وتجاهروا بكل قبيح من الضحك والسخرية و الكفريات ومحاكاة المسلمين .
- دور يعقوب بن حنا المولود في ملوي سنة 1745 في الحملة الفرنسية 1798م  وكان في خدمة سليمان أغا  الإنكشارية وشاركه في قتال قبطان باشا وظهرت مواهبه القتالية كما ظهرت من قبل في الإدارة وعندما دخل نابليون مصر التحق يعقوب في خدمة الفرنسيين في وظيفة بجيش الجنرال ديزيه أثناء حملته على الصعيد فكان يشرف على تموين الجيش الفرنسي وكان يشترك في القتال وعمليات السلب والنهب الوحشي واغتصاب النساء وهتك الأعراض ولم يقاتل المماليك بل قاتل أبناء الصعيد والعرب المجاهدين الذين جاءوا من الجزية العربية لنصرة إخوانهم في مصر وقد كون جيشا من الأقباط سمي بجيش يعقوب أو الفيلق القبطي وقد رقاه الجنرال مينو إلى رتبة جنرال وجعله مساعدا للجنرال بليار .
فقد كان عميلا وجاسوسا ومعاونا للجيش الفرنسي  وكان يقدم الأموال المسلوبة و الفتيات النصرانيات والمسلمات إلى أسياده الفرنسيين وجنودهم .
وعند تسليم القاهرة دخل يعقوب ضمن معاهدة التسليم وجمع عسكر القبط وخونتهم وهربوا جميعا  ونسائهم وعيالهم وأولادهم واخذ بعضهم يبكون  عند القائم مقام أن يؤمن من لا يستطيع الخروج منهم . وقد مات يعقوب أثناء سفره مع الفرنسيين في عرض البحر وكان عرف البحر يقضي أن يلقى الميت في البحر فطلب أتباعه من ربان السفينة بحق ما قدمه من خدمة لهم وللصليب أن يدفنه إلى جوار قبر ديزيه كما أوصى ولا يلقيه في البحر فاضطر الربان بعد موته أن يضعه في وعاء كبير من الخمر حتى يحفظ الجثة لحين الوصول إلى اليابسة .
و تجد من يعظمه من النصارى  ومنهم لويس عوض  و زاهي رياض في كتابه المسيحيون والقومية المصرية ، و بعض نصارى مصر يقيمون له مولدا باعتباره قديسا يحتفلون بذكراه في الجهاد ضد المسلمين .
ورغم التسامح الإسلامي مع نصارى الأندلس على مر القرون فقد قام نصارى الأندلس بالاستعانة بملوك أوربا  لغزو الأندلس وكانوا جواسيس لهم ودلوهم على المسالك والطرق ومداخل المدن وبعد سقوط غرناطة تم تصفية الوجود الإسلامي بالتعذيب والتنصير الإجباري أو التهجير و إبادة الخصم
-                                    الخيانة في العصر الحديث :-
سعد حداد وأنطون لحد: ميليشيا جنوب لبنان الموالية لإسرائيل : سعد حداد كان ضابطاً نصراني ماروني في الجيش اللبناني أيام الحرب الأهلية الطاحنة التي دارت بلبنان في أواسط السبعينيات القرن الماضي ، بين المسلمين والنصارى ، بسبب الوجود الفلسطيني علي أرض لبنان ، وكان قائداً لكتيبة عسكرية اغلبها من النصارى مؤلفة من 400 عسكري ، في بلدة "القليعة "علي الحدود مع إسرائيل ، وكان سعد حداد شديد الكراهية للمسلمين والفلسطينيين ، ولذلك أقدم علي الاتصال بالقادة الصهاينة وعرض العمل معهم سنة 1976 في أعقاب محاصرة الفلسطينيين لمناطق " القليعة " ، و"مرجعيون "، و"بنت جبيل " ، وبالفعل قام الصهاينة بتزويده بالسلاح والذخائر ، ولم يلتفت له أحد لانشغال اللبنانيين بالقتال الداخلي حتى أعلن سعد حداد عن تشكيل دولة لبنان الحر سنة 1979 ، وشكل ما يعرف بجيش لبنان الجنوبي ، واشترك في مذابح صبرا وشاتيلا مع الصهاينة والمليشيات النصرانية ضد المخيمات الفلسطينية سنة 1982 ، ولكن الله عز وجل لم يمهله ليهنأ بخيانته إذ أخذه أخذ عزيز مقتدر بالسرطان الذي عصف بجسده حتى هلك سنة 1984 .
خلف سعد حداد عميل آخر أشد منه في العمالة والخيانة ، وهو أنطوان لحد الذي كان يكبر حداد بأكثر من عشر سنين ، ولكنه كان جباناً خائراً أمام شهرة سعد الهالك ، هذا الخائن الجديد عمل علي توثيق علاقاته مع إسرائيل بحيث أصبح حارس أمن الصهاينة من ناحية الجنوب اللبناني ، وكان يدعو لضم جنوب لبنان للكيان الصهيوني باعتباره امتداداً جغرافياً وطبيعياً له .
تولى قيادة ما يسمى جيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل بين 1984 وحتى انهياره وفرار قيادته وعدد من عناصره إلى إسرائيل إبان التحرير في أيار سنة  2000 ويقيم حاليا في تل أبيب.
أقباط مصر و أحلام الأندلس :-  يبلغ عدد الأقباط داخل مصر حاليا 4,2 مليون نصراني منهم مليون لا ينتمي إلى الكنيسة الأرثوذوكسية بل إلى طوائف متعددة إلا أن شطحات أحلامهم بعد أن كانت مجرد تمثيل في البرلمان ب15%  رغم أن نسبتهم للسكان المسلمين لا تتجاوز 6% إلي حلم أن يكون رئيس الجمهورية يوما ما قبطي إلى رحيل المستعمر المسلم من صعيد مصر ( على حد زعم مجانينهم ) وإقامة دولة قبطية في الصعيد وذلك على غرار ما حدث في الأندلس .
لذلك فان الوطنية لا تصلح أن يجتمع تحت رايتها ولاء مطلق لأهل ملتين مختلفتين ، فمن غير المنطقي أن يقاتل المسيحي في مواجهة مسيحي مثله جاء تحت راية الصليب في مواجهة المسلمين ثم نتوقع ولاء المسيحي لجيش للمسلمين بدعوى الوطنية ! فتحدث حينئذ الخيانة كما حدثت من فبل.  
و العقلية المسيحية واليهودية دأبت على ذلك السلوك إذا ما كانت لهم الغلبة  ومثال ذلك مذابح للمسلمين في البوسنة والهرسك بمباركة الكنيسة المصرية الأرثوذكسية وكذلك الروس في روسيا القيصرية المسيحية و مذابح الفرنسيين للجزائريين أثناء الحرب العالمية الثانية ومذابح الأميركيين للمسلمين في الفلبين في القرن التاسع عشر ومنذ سنوات قليلة في العراق وأفغانستان وان ما يزيدهم تشجيعا على ذلك هو تسامح المسلمين معهم بعد انتصار المسلمين عليهم كما حدث في القدس والشام بعد الحملات الصليبية وكذلك مع أقباط مصر بعد الحملة الفرنسية والغريب أنهم لا يخزون ، بل إنهم  بعد فترة من النسيان ترتفع أصواتهم بمطالب لا يجرئون عليها لولا تشجيع بعض المنتسبين للإسلام من ثلة العلمانيين والملحدين الذين يرون في تأييدهم لمطالب الأقباط اكتساب أتباع يركنون إليهم في بلاد الإسلام ، وذلك لشعورهم بالعزلة عن جموع المسلمين أو كيدا في الإسلام والمسلمين .
و العقائد والأديان هي التي تجعل بين الناس ولاءا شعوريا وعمليا ، وهذا هو الواقع الصحيح سواء رضي به اللادينيون او العلمانيون أو لم يرضوا حيث يحاول العلمانيون إغفال اثر الدين والعقيدة في السلوك الفردي والجماعي تجاه المواقف السياسية ، و أن العداء للدين الإسلامي يكون من خلال عقيدة مضادة أو دين آخر وان محاولة إقصاء الدين عن السياسة تجده اتجاه متشدد في بلدان المسلمين فقط من خلال بعض المنتسبين للإسلام لولائهم لعقائد أخرى ويمكن قبول الدين في السياسة في البلدان المصدرة للفكرة تحت مسمي أحزاب اليمين ولا يلوم عليهم احد  يمينيتهم هذه .
وقد أشار القران إلى علي عدم ولاء أهل الكتاب للمسلمين اذا كانوا في وطن واحد :
قال تعالى  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) آل عمران
و قال تعالى ( إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)  الممتحنة2.
 و من السيرة النبوية :- خيانة اليهود للمسلمين في غزوة الخندق وقد قابل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخيانة بان حكم فيهم سعد بن معاذ و أيد حكمه بان تقتل المقاتلة وتسبى الذراري فلم يجرؤ اليهود بعد ذلك على خيانة المسلمين .  
و أبو عامر الراهب وهو من الأوس ، لم يسلم بل تنصر في الجاهلية وظل يناصب رسول الله في الإسلام العداء وسماه الرسول أبوعامر الفاسق، حاول أن يشق جيش المسلمين يوم أحد ونادى يا أهل الأوس أنا أبا عامر الراهب، فردوا عليه لا أنعمت يا أبا عامر الفاسق، فقال : لقد أصاب قومي سوءً بعدي، وحفر حفراً للإيقاع بجيش المسلمين في غزوة احد وقد هرب إلى هرقل والروم يحثه على قتال المسلمين فمات كافرا غريبا وحيدا كما دعى على نفسه .
و قد حث الله المؤمنين على ولاء بعضهم بعضا و قال تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)  المائدة .
 و قال تعالى محذرا المسلمين من عدم ولاء بعضهم بعضا و قال تعالى  (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)  الأنفال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق