الخميس، 22 مايو 2014

التاريخ والأصول العرقية للنوبة


التاريخ والاصول العرقية للنوبة

بحث نشر سابقا في كتاب وهو يلخص تاريخ النوبة كاملا بالاضافة الى الاصول العرقية للنوبين بجانب التطرق للحالة الجغرافية والسياسية والاجتماعية للنوبة .
وقد زكزت في هذا البحث التاريخي على الحدث وعلى  فاعل الحدث التاريخي الذي يبين ويوضح اسباب التحولات العرقية التي حدثت على أرض النوبة عبر المراحل التاريخية المختلفة والكتاب يمزج بين الاحداث التاريخية كاحداث قام بها أناس على ارض النوبة فمن خلال رصد الاحداث المهمة التى قام بها عرقيات معينة تغيرت في كل مرحلة بسبب الصراعات المتكررة بين العرقيات المختلفة على ارض النوبة .
حيث ينقسم عناصر الحدث التاريخي الى : 1- الحدث التاريخي 2- فاعل الحدث 3- ارض الحدث  4- زمن الحدث التاريخي .
وقد آثرت ذكر الأحداث التاريخية والحديث عن القبائل التي سكنت النوبة بالنصوص المذكورة كما هي من مصادرها التاريخية القديمة وأمهات الكتب وما قمت به هو شرح وتفسير النصوص معتمدا على أقوال العلماء والمؤرخين القدامى والمحدثين سواء العرب منهم أو الأجانب ، حيث تتوصل هذه المصادر في النهاية إلى أن النوبة خلال القرن التاسع الهجري / السادس عشر الميلادي قد بدأت تخلوا من العرق النوبي الخالص وأصبحت ذات عرق عربي نوبي حيث هاجر معظم النوبيين الاصليين إلى دارفور وكردفان وبعضهم من العرب المستعجمة الى النوبية والاخر من النوبيين المستعربين ، أما النوبيين الحاليين فهم من العرب المتصاهرين مع النوبيين الأصليين والذين إستقروا بمناطق النوبة المختلفة على إمتداد وادي النيل جنوب أسوان إلى آخر السودان ولكن نظرا للإنعزالية الشديدة التي عاشها النوبيين الحاليين قبل التهجير الأخير في 1964م جنوب أسوان نتيجة وصول المراكب إليهم قبل التهجير لوجود الشلال في أسوان وصعوبة التضاريس الصخرية البرية عند الشلال التي تفصل النوبة عن باقي مصر، لذا فقد تغافلت بعض الاجيال من النوبيين الحاليين أصولهم العربية وهو ما يخالف الحقيقة التي ذكرت في كتب التاريخ وذكرها أجدادهم منذ زمن قليل في كتب الرحالة والباحثين .  
خطة البحث : أبدأ بذكر القبائل والعرقيات المتواجدة جنوب وادي النيل في كل مرحلة زمنية ثم أقوم بذكرالممالك التي قامت في مراحل زمنية مختلفة على نفس البقعة الجغرافية في النوبة السودان وحدود كل منها وعلاقة كل منها بالاخرى ثم أسرد الاحداث التي ساهمت في التحول العرقي والقبلي على نفس هذه البقعة الجغرافية ثم تحديد هذه العرقيات او القبائل الجديدة في المنطقة ثم الاحداث التي ادت الى هجرة هذه القبائل الاخيرة وسكنت غيرها ... وهكذا للوصول الى العرقية المتواجدة حاليا بالنوبة والسودان .
فقد قسمت تاريخ جنوب وادي النيل الى مراحل زمنية ثلاث : مرحلة ماقبل التاريخ ثم المرحلة المسيحية في النوبة ثم مرحلة بد دخول الاسلام الى مصر وامتداده الى بلاد النوبة وفي كل مرحلة اقوم بذكر القبائل التي سكنت جنوب وادي النيل ثم ذكر الاحداث التاريخية التي ادت الى صراعات غيرت الخريطة العرقية عدة مرات للوصول الى عرقية القبائل التي تسكن النوبة حاليا وبذلك نثبت العروبة للنوبيين الحاليين وانهم عرقية عربية اختلطت بعرقية عربية سبقتها والاخيرة اختلطت بالنوبيين الاصليين ذوي الاصول اليمنية من الحميريين والبَلِيّين (نسبة الى قبيلة بَلِيّ التي رحلت من اليمن الى الشام ثم رحل بعضها الى مصر و بعضها الى بلاد البجة والنوبة) ومعهم بعض انباط الشام الكنعانيين وان العرقية الحامية الافريقية  لمنطقة  النوبة المصرية و السودانية كانت في تاريخ ممالك مروي وما قبلها .
بالاضافة الى رصد تغير الحدود الجغرافية لمصر في كل فترة زمنية وكيف كانت الحدود المصرية تمتد الى اعماق النوبة والسودان ثم تتراجع ثم تمتد حتى استقرت على الوضع الحالي.
وقد حاول بعض الباحين الاجانب والمصريين ايضا انكار العرقية العربية للنوبيين الحاليين ، حتى ان الباحث budge  اراد نسب اسم الكنوز الى الكلمة الفرعونية " تا كنزو" وهي كلمة اطلقها المصريون القدماء الفراعنة على أرض في العالم الآخر! و ليس لها علاقة بارض النوبة او اسوان وقال budge  انه يحتمل انها اصل تسمية قبائل الكنوز وتنسب إليها !! ، وهو تخمين كان لايجب ان يلجأ اليه لما هو معروف ومسطر في التاريخ عن الاصل العربي لقبائل الكنوز وقد اهمل budge وكثير من الباحثين الاجانب بل وبعض الباحثين المصريين ايضا  جميع المصادر التاريخية العربية التي تحدثت عن النوبة وحاولو استنتاج تاريخ يعبر عن وجهة نظرهم في نفي العرقية العربية للقبائل التى تسكن النوبة والسودان وتزامنت هذه الابحاث والاراء مع وجود الاحتلال الانجليزي لمصر والسودان وسياسة انجلترا تجاه التخطيط لفصل مصر عن السودان عرقيا ثم فصلها سياسيا وقد قام بتنفيذ هذه السياسة وزير داخلية السودان الانجليزي ماكمايكل الذي سخر امكانيات الدولة حتى العلماء في التخطيط والعمل في هذا الاتجاه . 
وقد اوجزت البحث بسياقة الادلة التاريخية من المصادر التاريخية الاصلية بالفاظها كما هي من مصادر المؤرخين القدامى وقمت بالتحليل والاستنتاج بهذه الادلة على عروبة النوبة المصرية والسودانية بل واغلب السودان الشمالي والجنوبي عرقا منذ ما قبل الميلاد وكيف تعربت لغة بعد الاسلام .

**********
أسماء النوبة وموقعها

 النوبة هي المنطقة الجغرافية الواقعة في جنوب مصر على طول نهر النيل من جنوب أسوان حتى قرب جنوب جمهورية السودان حاليا وبعضها غرب السودان حيث تقع معظم النوبة في جمهورية السودان بإختلاف ممالكها عبر التاريخ بالاضافة الى النوبة المصرية.
يقول د/ مصطفى محمد مسعد: عرفت هذه المنطقة جميعها أي النوبة العليا والوسطى والسفلى وهي التي تمتد من الشلال الأول  في الشمال إلى جنوب إلتقاء النيلين الأبيض والأزرق بإسم  النوبة في العصور الوسطي ولكن ما مصدر هذه التسمية؟ ليس لدينا من الوثائق ما يشير إلى ظهور كلمة نوبة قبل العصر البطلمي في مصر وأول من أشار إليها اراتوسطيني الجغرافي اليوناني  ثم أخذها عنه سترابون  ويبدوا مما ذكره سترابون عن هذه المنطقة وسكانها  أنها أخذت إسمها من أحد الشعوب التي كانت تعيش على الضفة الغربية لوادي النيل وهم النوبيون ثم صار هذا الشعب فيما بعد سيداً عليها كما أن إسمه ظل علماً على هذه المنطقة كلها طوال العصور الوسطى بيد أن سترابون ذكر أن النوبيين شعب مستقل عن الإثيوبيين على حين ذكرهم بليني على أنهم شعب من مجموعة الشعوب الإثيوبية التي تعيش وادي النيل الإسلام والنوبة في العصور الوسطى مقدمة جغرافيا النوبة وأسمائها ص 21
 اسماء النوبة قديما زمن الفراعنة قبل الميلاد وقبل ظهور اسم نوبة

النوبة العليا سميت :" تا - نحسيو"  ، " تا " بمعنى الارض ، و "  نحسيو " بمعنى السود .
والجزء الشمالي من النوبة ( النوبة السفلي) سمى "  تا – ستي " أي ارض الاقواس .
اما كلمة  " تا – كنزو " التي ذكرها احد الباحثين الاجانب (Beckett) في مقال منشور له في مجلة المجمع العلمي ان لفظة كنز او تا كنز  TA KENE  كانت تطلق في العصر القديم على جزيرة على النيل عند الشلال الاول و ان معنى هذه اللفظة في للغة المصرية القديمة "ارض الاقواس " .تاريخ دولة الكنوز الاسلامية  ص 56 د عطية القوصي
ولكن الحقيقة ان هذه اللفظة بمعنى ارض في العالم الاخر ولم تطلق على منطقة النوبة .
و أطلق الاغريق على سكان الجنوب في ممالك كوش ومروي ونبتة "إثيوبيين" أي بلاد السود و كلمة إثيوبيا Ethiopia كما جاء في تاريخ هيرودوت : ( أرض السود أو محرقو الوجوه ) ثم إختص لفظ إثيوبيا على بلاد هضبة الحبشة فقط بعد ذلك.
وفي عهد الرومان عرفت المنطقة الاولى باسم "دوديكاخينوس dodekaschoinos من الشلال الاول الى قرب قرية المحرقة قبل التهجير والاخرى عرفت باسم هيروسيكامينوس  hierosykaminos  وهي من المحرقة الى عكاشة جنوب الشلال الثاني باسم " تريا كونتاخينوس triakotaschoinos .
وقد سكنت قبائل من البربر بالصحراء الغربية جنوب الواحات وهم عرقية تختلف عن عرقية مملكة نوباتيا التي أسسها الملك سِلَكُو ( silko ) سنة 540م و مملكة نوباتيا أو نوبادة وهي النوبة السفلى وقد سميت بالمريس في تاريخ لاحق ، ثم جنوبها مملكة الماقرة وأطلق عليها النوبة الوسطى ثم جنوبها مملكة العلوة وأطلق عليها النوبة العليا "نوبا" .
وقال الشريف الادريسي: ومن مدينة تاجوة إلى مدينة نوابة ثماني عشرة مرحلة  وإليها تنسب النوبة وبها عرفوا وهي مدينة صغيرة وأهلها مياسير ولباسهم الجلود المدبوغة وأزر الصوف ومنها إلى النيل أربعة أيام.
 أي أن إسم النوبة ينسب إلى هذه المدينة الصغيرة التي تبعد عن وادي النيل أربعة أيام التي هي إلى الجنوب من تاجوة في دار فور أو كردفان التي ذكرها الشريف الإدريسي في ذلك الوقت منتصف القرن السادس الهجري  . الإدريسي نزهة المشتاق في إختراق الآفاق م1 ص 30 ، الإدريسي (493- 560 هـ = 1100- 1165م)
وسيتضح ان كل المنطقة الجنوبية كانت تسمى في كتب المؤرخين اثيوبيا اي بلاد السود حيث كان اغلب المؤرخين يونانيين ثم جاء المؤرخين العرب بعد ان نشات دولة النوبة او نوباتيا على يد الملك سِلَكُو سنة 540 م فبدا ذكرها في كتبهم باسم نوبة
----------
اراتوسطيني الجغرافي اليوناني : أمين مكتبة الإسكندرية (276 -196 ق.م) لم اقف على المصدر الاصلي الذي تحدث فيه اراتوسطيني عن النوبة
سترابون : مؤرخ وجغرافي وفيلسوف إغريقي عاش بين سنة ( 63 ق.م. _ 21 م).  اما بليني فهو مؤرخ روماني عاش في القرن الأول للميلاد
**********
القبائل التي سكنت  منطقة جنوب وادي النيل في العصور القديمة :
1- الإثيوبيين : الإثيوبيين إسم أطلقه المؤرخون اليونانيون على جميع الشعوب الحامية ذات البشرة السوداء التي سكنت جنوب وادي النيل وهذه الكلمة إثيوبيا Ethiopia كما جاءت في تاريخ هيرودوت: أرض السواد أو محرقو الوجوه، وكان الإغريق يطلقونها على البلاد الواقعة جنوب أسوان وحتى أثيوبيا الحالية (الحبشة) ثم إختصت هضبة الحبشة فقط بهذا الاسم .
يعتبر وولتر امري هو اول من دون تاريخ النوبة في كتابه مصر وبلاد النوبة وقام بتسمية جميع شعوب جنوب وادي النيل القديمة ذات البشرة السوداء " نوبة " ومنها شعوب حضارات كوش وكرمة ونبتة ومروي وذلك حتى يتفادى الخلط بين اسم اثيوبيا التي تسمت به هضبة الحبشة حديثا وبين الشعوب التي سكنت جنوب وادي النيل التي كانت تسمى في المصادر الاغريقية القديمة بإثيوبيا ، ولكن امري استدرك ذلك وذكر ان بداية دولة النوبة ""نوباتيا" سنة 540 م وانها تنتمى الى المجموعة الحضارية (X او س ) حيث قسم النوبة الى خمس مجموعات عرقية حضارية .
وكان قديما قبل الميلاد يطلق أسماء كوش و مروي ونبتة على سودان جنوب وادي النيل ثم تسمت بعد الميلاد بممالك مقرة وعلوة وهي أسماء الممالك التي سميت بها النوبة السودانية ثم سميت المنطقة كلها بعد ذلك بدولة السودان حاليا ، وقد كان عند الجغرافيين العرب قديما يطلق لفظ السودان الغربي والاوسط والشرقي على مناطق دول وسط و جنوب غرب أفريقيا حاليا ثم إختص به جمهورية السودان الحالية وتسمت هذه الدول بأسماء افريقيا الوسطى وتشاد و نيجيريا والنيجر بمعنى أرض السود بالإنجليزية بعد الإحتلال الأوروبي لها .
يطلق إسم السودان على جميع الأقاليم شبه الصحراوية من أفريقيا التي إنتشر فيها الإسلام وتمتد جنوب الصحراء الكبرى ومصر أي من محيط الأطلنطي في الغرب إلى الحدود الغربية للحبشة في الشرق و تساير حدودها الجنوبية بصفة خاصة خط عرض 10 شمالا و تنقسم هذه الأقاليم إلى ثلاث أقسام : (أولا) السودان الغربي ويشمل حوض نهر السنغال ونهر غمبيا والمجري الأعلى لنهر فولتا العليا والحوض الأوسط لنهر النيجر. (ثانيا) السودان الأوسط ويشمل حوض تشاد . (ثالثا) السودان الشرقي ويشمل الحوض الأعلى والأوسط لنهر النيل) . من تذييل تشحيذ الاذهان بسيرة أهل العرب والسودان ص132 التونسي. د/خليل محمود عساكر و د/ مصطفى محمد مسعد .
و يقول د/عبد الله عبد الماجد إبراهيم : ماذا نعني بالسودان ؟
نعني بالسودان سودان وادي النيل والسودان الاوسط والغربي وهو في اطار السودان الكبير الذي عرفه الرحالة والجغرافيون المسلمون في العصور الوسطى باسم بلاد السود وبلاد السودان الغربي والذي اشتهر اخيرا بغرب افريقيا وهي تشمل السنغال وجامبيا ومالي والنيجر والكونغو وسيراليون وغانا وولتا العليا وجمهورية تشاد (أي ان بلاد السودان تشمل في عرف العرب من الناحية الجغرافية اقليم غربي افريقيا ومعظم سودان وادي النيل) الغَرَّابة ص640 .
توضيح : بلاد السودان ( الشرقي والاوسط والغربي ) في الخرائط القديمة هي الممالك القديمة في وسط وغرب افريقيا



2- قبائل البجة وقبائل الحداربة: البجة قبائل حامية سكنت بين وادي النيل والبحر الأحمر وقد لحق بهم في أوائل القرن الاول قبل الميلاد بعض القبائل اليمنية التي تسمى الحداربة:
يقول د/عبد المجيد عابدين: طائفة من الحداربة،وهم حضارمة أصلا، والحضارمة يلحقون بنسب حِمْيَر بن سبأ، ولا يبعد أن يكون الحداربة عناصر شتى من أعقاب سبأ، كان منها قبيلة بلى، نزحوا إلى بلاد البجة قبل مجيء ربيعة بزمن طويل، يربو على ثلاثة قرون". البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب الباب الرابع القبائل العربية في وادي النيل مرحلة الأحلاف في إقليم مصر وأثرها في السودان  ص 49 دراسات في تاريخ العروبة في وادي النيل
ويقول دمحمد ربيع محمدحاج : البحر الأحمر لم يكن في وقت من الأوقات حاجزاً يمنع الاتصال بين شواطئه الآسيوية العربية وشواطئه الأفريقية ؛ إذ لا يزيد اتساع البحر على المائة والعشرين ميلاً عند السودان ، ويبدو بهذا أنه ليس من الصعب اجتيازه بالسفن الصغيرة ؛ وفي الجنوب يضيق البحر الأحمر لدرجة كبيرة عند (بوغاز) باب المندب ، حتى لا يزيد على عشرة أميال، وهو الطريق الذي سلكته السلالات والأجناس إلى القارة الأفريقية منذ آماد بعيدة.
وتذهب بعض الروايات التاريخية إلى أن المصريين القدماء الذين عبدوا الإله حورس كانوا عرباً هاجروا من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر عن طريق مصوع ، وتابعوا سيرهم عن طريق وادي الحمامات شمالاً إلى مصر ، وأن معبد الشمس الذي بُني قرب ممفيس إنما بنته جاليات عربية ، وصلت إلى هناك في وقت غير معروف ، ووجدت آثار لجاليات عربية كبيرة تسكن المنطقة المحاذية للنيل من أسوان شمالاً إلى مروى جنوباً، وقد دلت الأبحاث الأثرية والتاريخية على أن هجرات عربية قدمت من جنوب الجزيرة واليمن عبر البحر الأحمر ، يعود بعضها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وثبّتت بعض هذه الجاليات العربية أقدامها في بعض جزر البحر الأحمر (مثل: دهلك وباضع) منذ عدة قرون قبل الإسلام ، ولم يقتصر وجود الجاليات العربية على الساحل الأفريقي ، بل إن أفراد هذه الجاليات قد توغلوا في الداخل، ووصل بعضهم إلى ضفاف النيل ، وأقاموا شبكة من طرق القوافل التجارية بين ساحل البحر الأحمر والمناطق الداخلية ، وقد وصلت العرب أقطار وادي النيل عن الطريق الشمالي البري المار عبر سيناء إلى مصر ، ثم انحدرت جنوباً إلى بلاد البجة والنوبة.
وقد بلغـت هذه الهجرات أقصاها ما بين 1500 ق. م ـ 300 ق. م في عهد دولتي (معين وسبأ) وحمل المعينيون والسبئيون لواء التجارة في البحر الأحمر ، ووصلوا في توغلهم غرباً إلى وادي النيل ؛ ونشطت حركة التجار العرب بخاصة زمن البطالمة والرومان ، ولا شك أن عدداً غير قليل من هؤلاء استقروا في أجزاء مختلفة من حوض النيل ؛ ولحق بهم عدد من أقاربهم وأهليهم ، وفي القرنين السابقين للميلاد عبر عدد كبير من الحميريين مضيق باب المندب ، فاستقر بعضهم في الحبشة ، وتحرك بعضهم الآخر متتبعاً النيل الأزرق ، ونهر عطبرة ليصلوا عن هذا الطريق إلى بلاد النوبة ، كما يرجح أنهم لم يتوقفوا عند هذا الحد ، بل قد انداحوا في هجرتهم حتى المناطق الغربية لسودان وادي النيل .
وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن هناك حملات عسكرية قام بها الحميريون في وادي النيل الأوسط وشمال أفريقيا ، وتركت هذه الحملات وراءها جماعات استقرت في بلاد النوبة ، وأرض البجة ، وشمال أفريقيا، كما تشير بعض الروايات إلى حملة قادها (أبرهة ذي المنار بن ذي القرنين الحميري) على السودان وبلاد النوبة والمغرب في أوائل القرن الأول قبل الميلاد ، ثم حملة أخرى قادها ابنه (إفريقيش) إلى شمال أفريقيا ، وقد داخلت تلك الجماعات المهاجرة الوطنيين من أصحاب تلك البلاد التي هاجروا إليها، وأصبح لهم وجود معتبر فيها ، ولعل وجود العمامة ذات القرنين التي كانت شارة من شارات السلطة الكوشية دليل على ذلك الوجود الحميري المبكر ، إضافة إلى عدد من القرائن الأخرى الدالة على هذا الوجود .
كذلك وردت إشارات إلى وجود جماعات من الحضارمة عبروا البحر الأحمر إلى ساحله الأفريقي في القرن السادس الميلادي ، ثم اختلطوا بالبجة ، وكونوا طبقة حاكمة خضع لها البجة ، وقد عرفوا عند العرب بالحداربة  الذين استقروا في إقليم العتباي في الشمال ، ثم اضطروا إلى الانتقال جنوباً في القرن الخامس عشر الميلادي ؛ حيث أسسوا مملكة البلو (مملكة بني عامر) في إقليم طوكر .الهجرات العربية إلى بلاد النوبة والسودان الشرقي وآثارها الثقافية والحضارية د ربيع محمد الحاج
يقول المسعودي : وأما البجة فإنها  نزلت بين بحر القلزم ونيل مصر، وتشعبوا فرقا، وملكوا عليهم ملكا، وفي أرضهم معادن الذهب، وهو التبر، ومعادن الزمرّد، وتتصل سراياهم ومناسرهم على النُّجُبِ إلى بلاد النوبة، فيغيرون ويسبون، وقد كانت النوبة قبل ذلك أشد من البجة، إلى أن قوي الإسلام وظهر، وسكن جماعة من المسلمين معدن الذهب وبلاد العلاة وعلاقي وعِيْذَاب، وسكن في تلك الديار خلق من العرب من ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان، فاشتدت شوكتهم، وتزوجوا في البجة، فقويت البجه بمن صاهرها من ربيعه، وقويت ربيعه بالبجة على ما ناوأها وجاورها من قحطان وغيرهم من مضر بن نزار ممن سكن تلك الديار، وصاحب المعدن في وقتنا هذا - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثماثة - أبو مروان بشر بن إسحاق، وهو من ربيعه، يركب في ثلاثة آلاف من ربيعه وأحلافها من مضر واليمن وثلاثين ألف حراب على النُّجُب من البجة بالحجف البجاوية، وهم الحداربة، وهم المسلمون ممن بين سائر البجة وباقي البجة كفار يعبدون صنما لهم. مروج الذهب ج1 ص 175
و يروى المقريزي :اعلم أنّ أول بلد البجة من قرية تعرف بالخربة معدن الزمرّذ في صحراء قوص، وبين هذا الموضع، وبين قوص نحو من ثلاث مراحل...... ، وآخر بلاد البجة، أوّل بلاد الحبشة، وهم في بطن هذه الجزيرة أعني جزيرة مصر إلى سيف البحر الملح مما يلي جزائر سواكن، وباضع،ودهلك
"جزر تتبع اريتريا حاليا"، وهم بادية يتبعون الكلأ حيثما كان الرعي بأخبية من جلود وأنسابهم من جهة النساء، ولكل بطن منهم رئيس، وليس عليهم متملك ولا لهم دين، وهم يورثون، ابن البنت وابن الأخت دون ولد الصلب، ويقولون: إنّ ولادة ابن الأخت وابن البنت، أصح فإنه إن كان من زوجها، أو من غيره ،فهو ولدها على كل حال، وكان لهم قديما رئيس يرجع جميع رؤسائهم إلى حكمه يسكن قرية تعرف: بهجر، هي أقصى جزيرة البجة ، ثم كثر المسلمون في المعدن فخالطوهم وتزوّجوا فيهم، وأسلم كثير من الجنس المعروف بالحدارب إسلاما ضعيفا، وهم شوكة القوم، ووجوههم، وهم مما يلي مصر من أوّل حدّهم إلى العلاقي، و عِيْذَاب المعبر منه إلى جدّة وما وراء ذلك، ومنهم جنس آخر يعرفون بالزنافج هم أكثر عددا من الحدارب غير أنهم تبع لهم وخفراؤهم يحمونهم ويحبونهم المواشي ولكل رئيس من الحدارب، قوم من الزنافج في حملته، فهم كالعبيد يتوارثونهم بعد أن كانت الزنافج قديما أظهر عليهم، ثم كثرت أذيتهم على المسلمين، وكانت البجة تعبد الأصنام، ثم أسلموا في إمارة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، . الخطط والآثار ص 360 نقلا عن كتاب لإبن سليم الأسواني (عبد الله بن أحمد بن سليم الأسواني ) سنه 358هـ/ 969 أخبار النوبة والبجة والنيل م
3- قبائل البربر :
وكانت قبائل من بربر فلسطين قد سكنت الواحات ثم إختفت من هذه المناطق ورحلت إلى غرب أفريقيا حيث صحراء موريتانيا (بمعنى الواحات الداخلة) قبل قيام مملكة نوباتيا على يد سِلَكُو  بقرون و قد فروا من فلسطين من الحرب مع النبي داوود عليه السلام قبل الميلاد بألف سنة وقد سكنوا الصحراء الغربية لمصر ثم توكوها إلى المغرب الأفريقي .
حيث يروي المقريزي : وإن جالوت بن بالوت، لما قتله داود، سار إبنه جالوت بن جالوت إلى مصر، وبها ملوك مدين، فأنزله ملك مصر، بالجانب الغربيّ، فأقام بها مدّة ثم سار إلى بلاد الغرب .المواعظ والإعتبار  بذكر الخطط والآثار ج 1 ص 268 .
وقال الشريف الإدريسي عن جبل جالوت البربري :"أرض الواحات الخارجة بما إتصل بها في جنوبها من أرض التاجوين... نازلا مع الجبل المسمى جبل جالوت البربري وإنما سمي به لأن جالوت هزم عسكره به ولجأ هو وجملة من خيله إلى هذا الجبل فسمي بذلك إلى الآن وفي الشرق من هذا الجبل جملة من بلاد مصرعلى ضفة النيل النازل إليها من أعلى بلاد النوبة".نزهة المشتاق في إختراق  الآفاق المجلد 1 ص 30
قبائل بربر فلسطين هي غير قبائل "النوباتاي أو النوباطيين" .

4- قبائل النوبة (النوباطيين) :
تنسب النوبة إلى مدينة نوابة موقعها في دارفور والتي ذكرها الشريف الإدريسي " ومن مدينة تاجوة إلى مدينة نوابة ثماني عشرة مرحلة وإليها تنسب النوبة وبها عرفوا"  نزهة المشتاق في إختراق  الآفاق المجلد 1 ص 30 .
ومدينة نوابة هذه التي تبعد عن دارفور بحوالي 810 كم  تقريبا في الصحراء الغربية كما ذكر الإدريسي وقد تكون هذه القبائل انتشرت في واحات السودان مثل واحة سليمة وهم قبائل غير قبائل بربر جالوت  الذين رحلوا من فلسطين عبر مصر إلى المغرب.
وقد تكون سكنت واحات السودان مثل واحة سليمة وكردفان بعد صراع تلك القبائل مع الكوشيين المرويين ثم عادت وسكنت وادي النيل بعد إنتصار سِلَكُو وتكوين أول مملكة للنوبيين وهي مملكة نوباتيا وملكها سِلَكُو سنه 540م .
وقد أطلق المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس في القرن السادس الميلادي  إسم  "النوباتاي" على أنها  مجموعة سكنت الواحات وهي بالمنطقة الغربية لوادي النيل وأن الإمبراطور دقلديانوس (توفى 313م) أمر هذه القبائل بالإنتقال الى وادي النيل من الشلال الأول  إلى الشلال الثالث وحماية حدود مصر الجنوبية من البليميين ومحاربة البليمي و ربط بينها وبين النوباتيين أتباع الملك سِلَكُو.
و قد إستبعد الشاطر بصيلي صحة كلام هذا المؤرخ بكون شعب مملكة نوباتيا أصلهم وفدوا من الواحات المصرية .
وقد تنسب النوبة الى قبائل مملكة النبط بالشام والتي زحف بعضها الى اليمن في حملة سنة 24 ق م  وبعضها سكن مصر وجنوبها . 
ويقول د محمد غيطاس:( لكن دي فيلار   Voneret de Villard   ) يعتقد ان النوبا هم اصحاب البلاد الاصليون اما النوباتيون فهم الذين استعان بهم دقلديانوس وانهم من اصل ليبي ونزحوا من شمال افريقيا تحت ضغط الرومان الى الصحراء واستقر بعضهم في الواحة الخارجة وبعد استدعاء دقلديانوس لهم استطاعوا السيطرة على منطقة النوبة السفلى واختلطوا بسكانها واستطاعوا تاسيس مملكة النوبة التي استقبلت المسيحية وهم بهذا يمثلون الطبقة الحاكمة في النوبة اما النوبيون الاصليون فقد مثلوا عامة الشعب الذين كشفت عنهم اعمال التنقيب في مقابر المجموعة س  X )  حملة اليونسكو واضواء جديدة على تاريخ النوبة ص 47 د محمد غيطاس دار المعرفة الجامعية اسكندرية 1987م  .
ثم يذكر في الصفحة التالية نقلا عن وولتر امري في حديثه في التقرير عن المقابر الملكية في بلانة وقسطل ص 206 (  ان الغزاة النوباديين لمروي كانوا شعبا بدائيا ولم يصلوا الى الدرجة  التي يستطيعون معها تقليد اسلافهم في العمارة والعادات الدينية ) .
و يقول عبد العزيز صالح: " أمر الإمبراطور أوجسطوس إلى نائبه الروماني على مصر آيليوس جاللوس Aelrus Gallus  بمهمة إرهاب العرب أو احتلال أرضهم فترأس جيشًا كثيفًا وإنضم إليه عدد كبير من اليهود ومن الأنباط حلفاء الرومان. وخرج الجيش في عام 24 ق. م على متن أسطول كبير (قيل إنه تألف من 130 سفينة) من خليج السويس واتجه في البحر الأحمر حتى  Leuke Kome  ولعلها هي ميناء الحوراء أو أملج الحالية التي إستغلها قوم مدين في عصورهم القديمة ثم خضعت لنفوذ الأنباط. وسلكت جيوش جاللوس بعدها سبيل البر خلال ساحل الحجاز وتهامة اليمن وخربت في طريقها مدنًا كبيرة. وعندما وصلت إلى الجنوب بدأت بتخريب مدن دولة معين القديمة التي أصبحت سبأ مسئولة عنها، وروى استرابون أن ملك نجران فر حين اقتراب قوات الرومان. وفتحت يثل أبوابها ودمر الغزاة مدن نشق ونشان وكمنة ولية وحريب وحاصروا مأرب. ولكن حملتهم باءت في نهاية أمرها بالفشل ولم تتعد مأرب، وفقدت كثيرًا من سفنها ومن رجالها كان قد صحبها رجلان اهتم التاريخ بهما، استرابون الجغرافي الرحالة الذي روى احداثها (من وجهة نظره) وكان صديقًا شخصيًا للقائد جاللوس، ثم رجل آخر اختلف الحكم عليه، وهو رجل من الأنباط ترأس قومه الذين رافقوا الحملة واعتبره الرومان دليلا لهم على أساس خبرته بالطرق البرية في شبه الجزيرة وخبرته بطرق العرب في القتال، وقد ذكره استرابون بإسم سلياؤوس وهو إسم قد يكون محرفًا عن إسم صالح أو سِلي أو سِلاء.تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة ص 104
 وتشير المصادر الى فشل الحملة وغرق كثير من سفنها التي ابحرت من مصر الى الحجاز ثم الى اليمن برا ولكن سترابو حاول مجاملة صديقة صالح سيلا قائد الحملة بوصف معارك حدثت في اليمن قتل فيها عشرة الاف يمني مقابل رجلين من الرومان ! حيث لم تسجل اي من هذه المعارك في النقوش والاثار اليمنية  ويبدوا ان الجنود قد هربوا وادعوا غرق السفن فضلا عن عدم إخلاص الدليل النبطي للرومان سيلا  ومن معه من الانباط برغبتهم في الوفاء لبني عمومتهم العرب وهم نفس المجموعة التي اطلق عليها  بعد ذلك المريس او المارينز البحارة الانباط الذين استقروا في منطقة النوبة المصرية
و اسم سيلا هو شبيه باسم سلها ملك نوباتيا (سِلِها او سِيَلا– كُو ، الملك سِلها ) سنة 540 م الذي ذكره ابن سليم الاسواني بان "جد النوبة سلها " وهو إسم نبطي و الصورة التي وجدت بكنيسة فرس لحاكم الاقليم مزاريك الذي لقب بإيبارش (وهو لقب حاكم ولاية في التنظيم الاداري) وهو ايضا لقب نبطي اتخذ عن الدولة البيزنطية الرومانية في تنظيم وظائف الدولة.  تاريخ دولة الانباط ص 117 إحسان عباس.
يقول ايضا عبدالمجيد محمود: الإسماعيلية والأنباط.: والإسماعيلية هو الاسم القديم لعرب البادية في الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية. ويبدو أن منطقة ارتحالهم كانت تبدأ من شمال الحجاز وتمتد شمالا وغرباً إلى برزخ السويس. ومن المحتمل أن يكون النبط أو الأنباط فرعا من هؤلاء الإسماعيلية. والأنباط شعب عربي باتفاق العلماء، لا يتجاوز ما وصل إلينا من تاريخهم القرن الرابع قبل ميلاد المسيح، أو سنة 312ق.م على وجه التحديد. أسسوا دولة قوية على رقعة واسعة تقع بين سوريا شمالا وبلاد العرب جنوبا، وبين الفرات شرقا والبحر الأحمر غرباً: زحفوا على منطقة شرق الأردن واستولوا عليها، وفي حوالي 85ق.م صار ملكهم الحارث ملكا على دمشق. دراسات في تاريخ العروبة في وادي النيل من ص 10.
وقد قام امبراطور روما بإرسال جيش لمحاربة النبط، فخرب مملكتهم سنة 106م، وأصبح الانباط تابعين للرومان ثم وفد بعضهم الى جنوب وادي النيل .
والإسماعيلية هو الاسم القديم لعرب البادية في شمال غربي من شبه الجزيرة العربية. ويبدو أن منطقة ارتحالهم كانت تبدأ من شمال الحجاز وتمتد شمالا وغرباً إلى برزخ السويس.
و قد يطلق الاسماعيلية ايضا على قبائل الانباط التي كانت لهم دولة في الشام ورحل كثير منهم الى اوروبا والى مصر ، والاسماعيلية أيضا لفظ يطلق على العرب المستعربة أولاد اسماعيل بن إبراهيم عليه السلام والروم اخوالهم سيدنا اسماعيل من ابنته بسمة ذكر ذلك الطبري في تاريخه ص 190
وغالبا ينتمي النوباطيين الى انباط الشام مع تحريف الكلمة قليلا وخاصة ان قبائل النوباطيين ظهرت بعد إختفاء السفن التي كانت تحمل جنود البحارة الذين هاجموا اليمن ورحلوا عنها ولم يعودوا الى الشام وتوجهت الحملة الى وادي النيل بعد ذلك لحرب مروي الكوشية وظهرت بعد ذلك قبائل النوباطيين في صحراء كردفان وواحات السودان مختلطة ببعض الحِمْيَريين اليمنيين ، والشكل التشريحي لهم وطبقا لوصف المصادر القديمة بالسكان الحُمر، وكذلك الرسوم على جدار كنيسة فرس لملك النوبة ميزارك ، و وصف الشريف الادريسي لنسائهم بمواصفات شعوب غير حامية .
يقول عن النوبة وأعراق أهلها :"وفي نسائهم جمال فائق وهن مختتنات ولهن أعراق طيبة ليست من أعراق السودان في شيء وجميع بلاد أرض النوبة في نسائهم الجمال وكمال المحاسن وشفاههم رقاق وأفواههم صغار ومباسمهم بيض وشعورهم سبطة وليس في جميع أرض السودان من المقازرة ولا من الغانيين ولا من الكانميين ولا من البجاة ولا من الحبشة والزنج قبيل شعور نسائهم سبطة مرسلة إلا من كان منهن من نساء النوبة ".نزهة المشتاق في إختراق  الآفاق المجلد 1 جزء 3 ص 30
وهذا يدل ان في ذلك التاريخ- بداية الفتح الإسلامي لمصر على أن العرق النوبي الشمالي النوبة والمقرة بهذه المواصفات (المواصفات التشريحية طبقا لعلم الاجناس)عرقية وجنس غير حامي بل ذو عرق عربي(يمني) متصاهر مع الكوشيين ( الاثيوبيين) وذلك يدعم قول إبن سَليم الأسواني أن جد النوبة سِلَها (سِلَكُو) وجد المَقُرَّة مَقُرِّي من حِمْيَر من اليمن وأن الهجرات اليمنية كما ذكرت بالنصوص التاريخية قد نزلت أرض النوبة قديما قبل الإسلام وسموا بالنوبة الحمر (البيض) كما وصفوا في نص الملك عيزانا ، لإحتفاظهم بملامحهم العربية الغير أفريقية لقرب عهدهم بمصاهرة الكوشيين.
5 – قبائل البليمي (التابعة للروم) : 
وقد سكنوا مع البجة جنوب أسوان شرق وادي النيل إلى حدود مروي خلال العصر الروماني والبليمي وهم غير قبائل البجا في شرق السودان والبحر الأحمر حيث رأي يقول أن البليمي تنسب إلى قبائل" بَلِيّ " التي كانت تسكن اليمن ثم إنتقلت إلى الشام ثم هاجر كثير منهم إلى الصعيد في زمن الخليفة عمر بن الخطاب مابين سوهاج وقامولة غرب النيل و وكانت المنطقة ما بين فاو و عِيْذَاب في الشرق لقبيلة جهينة وقد كان لبعض قبائل بَلِيّ تواجد بمصر قبل وفود بعضهم الى مصر و الصعيد بامر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
حيث يروى المقريزي : وكانت بَلِيّ بالشام فنادى رجل من بلى بالشام يا آل قضاعة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي لله عنه فكتب إلى عامل الشام أن يسير ثلث قضاعة إلى مصر فنظروا فإذا بَلِيّ ثلث قضاعة فسيروا إلى مصر. وكانت بَلِيّ متفرقة بأرض مصر ثم إتفقت هي وجهينة فصار لبَلِيّ من جسر سوهاي غربا إلى قريب غرب قمولة وصار لها –أي لجهينة- من الشرق من عقبة قاو الخراب إلى عِيْذَاب. وكان ببلاد مصر هذه من بطون بلى ... البيان والإعراب فيما نزل مصر من الأعراب ص 7. المقريزي (766 - 845 هـ = 1365 - 1441 م) .
والصحيح أن البليمي قبائل موالية للروم في الشام و هب قبائل يمنية الاصل . يقول الشريف الإدريسي :" وربما أغار على أطرافها خيل السودان المسمين بالبَلِيّين ويزعمون أنهم روم وأنهم على دين النصرانية من أيام القبط وقبل ظهور الإسلام.نزهة المشتاق في إختراق  الآفاق  م1 ج1 ص 31
وقد سميت بعض قبائل الغجر في اوروبا الشرقية وروسيا واوروبا الشرقية " روم " ويطلق عليهم"الاخوان السود"  وهم ليسوا رومان بيزنطيين عرقا ، وقد اشتهروا بالتجوال بانوع الخيول الجيدة التي يتجولون بها في اوروبا . تاريخ الغجر ص67 الينا ماروشياكوفا 
وفي نفس الصفحة ذكر الادريسي عن عِيْذَاب والبجة :ويسكنها قوم يعرفون ببني بولس ، ويقال إنهم من البجاة، ويقول آخرون أنهم من العرب وأنهم فزارة ، قوم نفاهم أبو بكر الصديق .
واستخدام البَلِيّين للخيل يدل على أصلهم العربي حيث ان الخيل غير مستحبة ويكرهها البجة و قراءة الإنجيل باللغة الجرمقانية (الالمانية) يدل على علاقتهم بقبائل في أوروبا .
كما يذكر ابن الفقيه ( والروم ملكانيّة يقرءون الإنجيل بالجرمقانيّة. تاريخ البلدان ، ص 130 
والتوفيق بين المقالتين هو ان البَلِيّين والانباط اختلطوا بعضهم بعضا في الشام واندمجوا مع الامبراطورية الرومانية وتشعبوا في بلادها شمالا في اوروبا وجنوبا في مصر والسودان وبلاد البجة والنوبة .
ونستنتج ان البليين أو البليمزPlemmyes  كما يسميها العلماء الأجانب )  والذين يرجح انهم قبائل بَلِيّ اليمنية الأصل والتي سكنت الشام وكانت تابعة للامبراطورية الرومانية .
ويحتمل ان تكون كلمة مريس هي تحريف لكلمة مارينز(Marines) اي البحارة التابعين للرومان الذين هاجموا اليمن ثم رحلوا عنها عام 5 ق.م ويرجح انها نفس المجموعة التي قامت بعد ذلك بالتوجه الى مروي الكوشية واستقرارهم ونزولهم بين البحرالاحمر والنيل.
وقد تحدث محمد ابراهيم بكر عن البليين والنوباطيين في فصل كامل في كتاب تاريخ السودان القديم ص 221 وسماها المجموعة الغامضة (x) وان الادلة عليهم من خلال حفريات مقابرهم انها خليط بين عناصر واجناس الحضارات المصرية والرومانية البيزنطية والافريقية الخالصة وانهم لم يستعملوا الكتابة على الاطلاق ولم يستدل على كتابات توضح تاريخهم او اصولهم مكتوبة وان اول اسم ظهر في مؤلفات المؤرخين عن قبائل النوباطيين ذكره المؤرخ برسكوس priscus   عندما تحدث عن معاهدة المائة عام التي عقدها الامبراطور مكسيمينوس مع كل من النوباطيين والبليميين.
 اما قول المؤرخ بروكوبيوس الذي عاش في القرن السادس الميلادي ان الامبراطور دقلديانوس (توفى سنة 313م اي قبل ثلاث قرون من حياة المؤرخ) بأنه أمر النوباطيين الذين زعم انهم كانوا يسكنون الواحة الخارجة فأمرهم ان يسكنوا وادي النيل ليستوطنوا النوبة السفلى جنوب اسوان ورجح د/محمد ابراهيم ان بروكوبيوس إعتمد في ذلك على الرواية الشفهية المتناقلة.
ويقول د عبدالمجيد محمود:ولاندري أي قبائل من العرب عناهم استرابو(66ق.م– 24م) وبلينيوس (حوالي70م ) وهما مؤرخان يونانيان، عاشا في أوائل العصر المسيحي، حين ذكرا أن العرب تكاثروا في أيامهما على العدوة الغربية من البحر الأحمر، حتى شغلوا ما بينه وبين النيل في أعلى الصعيد، وأصبح نصف سكان قفط منهم، وكان لهم جمال ينقلون عليها التجارة والناس بين البحر والنيل لا ندري ممن كان هؤلاء العرب أكانوا من بلّى ام من الأنباط أم من قبائل أخرى .دراسات في تاريخ العروبة في وادي النيل ص 19

===========
الممالك في جنوب وادي النيل في زمن الفراعنة :
وقد غزا جنوب وادي النيل بعض ملوك الفراعنة الأوائل وكانت ارض النوبة تسمى في ذلك الوقت ب ( تا نحسيو – تا بمعنى الارض ونحسيو بمعنى السود والجزء الشمالي من النوبة يسمى تا ستى أي ارض الاقواس )  وأول من غزا جنوب وادي النيل هو بيبي ثاني ملوك الأسرة السادسة والملك تحتمس الثالث وقد فر عدد من المصريين من ظلم الهكسوس وخاصة إلى منطقة أر كُو بدنقلة وساعدوا الكوشيين على تنظيم دولة لهم وعلموهم الحياة المدنية والعمران وتمكن الملك أحمس الأول  من طرد الهكسوس بمعاونة ملك الكوشيين ، و قد إنصبغ الكوشيين بالصبغة المصرية في عهد رمسيس الثاني 1290 ق .م وقد بلغت حدود الدولة المصرية مدينة نبتة جنوب دنقلة الحالية عند الشلال الرابع وإستخدم رمسيس الثاني جنودا كوشيين في حربه ضد الحيثيين وحيث كانت تسكن قبائل" الواوات والمازوي والأرتت واليام "وسميت فيما بعد بمملكة كوش .
أولا- مملكة كوش :- إمتدت من الشلال الرابع إلى الشلال السادس و بحلول العام 900 ق.م تفتت إلى ثلاث ممالك صغيرة كوشية حكمت في الماضي، الأولى و عاصمتها كرمة  (2400-1500 ق.م.) ، ثم نبتة من (1000-300ق.م.)، وآخرها مروي (300 ق.م. – 350 م ) .
وقد ضعفت شوكتها وإحتل الجزء الشمالي منها الملك الفرعوني مرن رع .
2- مملكة نبتة:- تأسست على يد الملك " كاشتا " ، و" نبتة " بالقرب من الشلال الرابع و نشأت بين (747 ق م - 200 ق م) .
 ، وفي الشمال كانت الإمبراطورية المصرية المتهالكة التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة نتيجة للتمزق والصراعات الداخلية وخلف كاشتا" على العرش إبنه "سابقون" ثم "سيبخون " ثم تمكن الملك المعروف ب "بعانخي"، من توحيد قطري وادي النيل فعليا بعد أن إستنجد به المصريون لحماية طيبة في الجنوب من خطر الملك الشمالي " تفنخت " ، وتوالى على عرش نبتة بعد " بعانخي" العديد من الملوك أهمهم إبنه "شبتاكا" الذي تصدى للزحف الآشوري عندما أرسل جيوشه بقيادة أخيه الأصغر " تهارقا " الذي وجد نفسه مضطرا للتخلي عن نشاطاته المدنية والتصدي للآشوريين عام 663 ق.م.
وقد خلف " تهارقا " إبن أخيه "تانوت أمون" الذي تمكن من إستعادة منف من الآشوريين وإستعاد وادي النيل ،وقد إنتهت مملكتهم إلى إحتلال الأجزاء الشمالية من مملكة كوش في عهد الملك المصري" بساماتيك الثاني" في آخر الدولة الفرعونية الحديثة وإنتفلت العاصمة إلى مدينة نبتة بين الشلال الخامس إلي الشلال السادس.
ثم في زمن الإحتلال الفارسي لمصر أرسل قمبيز جواسيس إلى ملك الإثيوبيين بالهدايا ولكن ملك الإثيوبيين أدرك نواياهم فأرسل معهم قوسا وقال لهم: "قولوا له إن ملك إثيوبيا ينصح ملك الفرس بأنه حينما يستطيع الفرس أن يشدوا قوسا كهذه بسهولة فليأت بجيش أقوى لمحاربة الإثيوبيين الأصلاء"،وقد جاء قمبيز بجيش لغزو الإثيوبيين ولكن الجيش مات في الصحراء بالجوع والعطش .
3- مملكة مروي :-30 ق.م إلى 350 ب.م تأسست وتوسعت مملكة مروي على أنقاض مملكة نبتة في نفس المنطقة الجغرافية وأصبحت المنطقة بين الشلالين الأول والثاني منطقة محايدة بينها وبين مصر خلال العصر البطلمي (مصر وبلاد النوبة ص 233  وولتر إمري).
تشير كثير من المصادر إلى أن مروي سقطت في عام 350 على يد عيزانا ملك إثيوبيا(هضبة الحبشة)....... وقد خلف الملك عيزانا نقشاً طويلاً حكى فيه غزوه للسودان (مملكة مروي جنوب وادي النيل) وبرر لذلك بعاملين رئيسيين هما:
1- إنه أراد معاقبة المرويين الذين تمردوا عليه وتعدوا على أهالي مانقورتو والحسا والباريا ولأنهم أخطأوا حينما ظنوا أنه لن يستطيع عبور نهر تكازا (فرع من نهر عطبرة على الحدود الاثيوبية السودانية حاليا) والوصول إليهم.
أنه جاء لوقف المذابح البشعة التي أحدثها السكان السود في السكان الحمر (البيض) ونقضهم العهود أكثر من مرة بوقف تلك التعديات بل زادوا إساءة معاملة رسله الذين بعثهم للتحري فيما كان يجرى من شغب وفوضى (مملكة مروي – التاريخ والحضارة ص 42. عمر حاج الزاكي).
والسكان البيض الذي أشار إليهم النقش هم الهجرات العربية اليمنية والنبطية التي عبرت البحر الأحمر من اليمن إلى الحبشة وساحل البحر الأحمر ثم إلى شمال مملكة مروي بوادي النيل وواحات السودان حيث في ذلك التاريخ كان هناك تحالف ومزج بين الحبشة واليمن التي أصبحتا مملكة واحدة.
ويقول د محمد ابراهيم بكر : والنص مكتوب بالإثيوبية القديمة التي يطلق عليها (GE’EZ)   ويوجد منه نسخة بالإغريقية..... فالملك عيزانا ملك أكسوم(حكم الملك عيزانا ما بين 317 – 342م طبقا لرأي كماير) يدعي سيطرته على سبأ وحِمْيَر في جنوب شبه الجزيرة العربية ثم ريدان ومنطقة سيامو جنوب أكسوم ومنطقة البجا وهي المنطقة التي تقع في الصحراء إلى الشمال الغربي من أكسوم بالإضافة إلى سيطرته على كاسو(كوش) - أي مملكة مروي - كما يسميها المؤرخين ، و من خلال وصف الملك عيزانا لحملته على جيرانه السودانيين النوبا وكوش في الغرب يتضح أن الصورة هناك قد تغيرت كثيرا فلم تعد منطقة الحضارة المروية القديمة وقفا على الشعب المروي (كوش) فحسب إنما ظهر عنصر بشري جديد في المنطقة يتمثل في القبائل النوبية  التي إستغلت ضعف المملكة المروية وبدأت تدريجيا في مناطق الحضارة المروية بعد أن رحلت عن مواطنها الأصلية في كردفان(تاريخ السودان القديم  ص 214.  محمد ابراهيم بكر، وكلمة "مواطنها الاصلية في كردفان " ذلك قبل رحيلها الى وادي النيل ولكن لم يستقر العلماء على اصل النوباطيين قبل وجودهم في كردفان لان هناك نصوص كتبها الملك سيلكو تتحدث عن هجرة من الجنوب الى الشمال لمحاربة البليمي) .
و عن أصل مملكة أكسوم : ومملكة أكسوم الحبشية التي قامت في الجزء الشمالي للمرتفعات الإثيوبية نتيجة هجرة من جنوب شبه الجزيرة العربية تشمل السبئيين ربما في أواخر الألف الأخيرة قبل الميلاد قد أصبحت في بداية القرن الأول  الميلادي مركزا تجاريا متقدما(تاريخ السودان القديم  ص 214. محمد ابراهيم بكر) .
وقد أرسل ملك مروي رسالة إلى الإمبراطور الروماني" تريوبوتياتوس جاليلوس"  لطلب المساندة الرومانية ضد قبائل النوبة الذين كانوا يهددون مملكة مروي والذين تسببوا أخيرا في إسقاطها كما ساعدوا أيضا في إستقلال قبائل البليميين بعد أن إستغلوا فرصة ضعف الحكومة المركزية في مروي(تاريخ السودان القديم  ص 218 . محمد ابراهيم بكر).
هذه الرسالة جاءت من الملك "تومن" ومرسلة بسفارة برئاسة شخص يدعي "باسون بن بايزة" وكلمة " بن"  تدل على ان الذي يرأسهم ذو اسم عربي .
ومن ذلك يتبين أن النوبة كيان عرقي يختلف عن الممالك الكوشية (الاثيوبية) وأنهم عرقية أخري وفدت إلي المنطقة متأخرا قبيل سقوط مروي الكوشية وأنها من أسباب سقوطها وأن قبائل البليمي كانت تحت حكم المرويين ثم أصبحت كيان منفصل بعد سقوط مروي.
جنوب وادي النيل زمن حكم البطالمة لمصر :
(بين عام 234 ق.م زمن دخول الإسكندر الاكبر مصر :إلى عام 28 ق.م زمن استيلاء أوكتافيوس على مصر ) .
تذكر المصادر التاريخية خلو المنطقة من أسوان وحتى الشلال الثاني من السكان ولا سيما من الكوشيين أو حتى من النوبيين وفي أواخر العصر البطلمي حدث أن ملك مروي أركامون مد سلطانه إلي جزيرة فيلة حيث له نقوش هناك عليها إسمه وأيضا بالقرب من الدكة قبل التهجير (اسمها بسيليكس ايام الاغريق) قد شيد مقصورة داخلية للمعبد ، بينما أضاف بطليموس الرابع الفناء الخارجي أما الصالة التي تسبق قدس الأقداس فقد شيدها بطليموس التاسع ، وهذا المزج الحضاري الفريد بين المرويين والبطالمة في هذه المنطقة المحايدة يعبر عن تسوية ودية بين الطرفين(مصر وبلاد النوبة ص 235. وولتر امري) .
جنوب وادي النيل زمن حكم الرومان لمصر:
(بين عام 31 ق.م إستيلاء أوكتافيوس الروماني على مصر حتى  عام 640 م عندما فتح عمرو بن العاص لمصر)
إهتم الرومان بالمنطقة بين الشلال الأول  والثاني وأنشاوا معبد بالقرب من كلابشة القديمة ، وفي سنة 25ق.م قام المرويين في عهد الملكة " كنداكة" أو هي المحاربة امانيريناس ملكة إثيوبيا بثورة ضد الرومان وتغلبوا على الحامية الرومانية وإستولوا على جزيرتي أنس الوجود وألفنتين (سماها العرب أسوان بعد ذلك) ، فخرج الحاكم الروماني" بترونيوس "على رأس جيش كبير وإلتقى الجيش المروي قرب الدكة وكانت الغلبة للرومان الذين تقدموا جنوباً وحاصروا فلول الجيش المروي في قلعة أبريم وإستولوا عليها ، ثم واصلوا زحفهم صوب عاصمة مروي نباتا وتمكن "بترونيوس" من تدميرها ونهب ما فيها من كنوز ، إلا إن كل ذلك لم يضعف مقاومة المرويين الذين جمعوا قواتهم وتقابلوا مع الجيش الروماني عند أبريم فقبل المرويين الصلح مع الرومان والذي تم بموجبه إعفائهم من دفع الجزية للرومان ، ثم مرت منطقة جنوب أسوان الي آخر وادي النيل بفترة غامضة لا يعرف عنها الكثير ووفود مجموعات بشرية جديدة مجهولة الجنس كما عرفت بإسم حضارة بلانة (الحضارة مجهولة العرق "س او"X) لوجود أثار حضارة بها ولم تسمى بهذا الإسم في عصرها ، أو قد أحضر الرومان عدد من القبائل الرومانية في هذه المنطقة بين الشلال الأول الى الشلال الثالث وهي قبائل البليمي والنوباديين كمحاربين لحراسة حدود مصر الجنوبية وسموا بالمريس (غالبا هي تحريف لكلمة Marines مارينز بمعنى البحارة) وهم عرقيتين مختلفتين والتي إستوطنت المنطقة وعثر على مقابرهم في قسطل و بلانة وكانت تحتوي على عناصر رومانية وعربية ومصرية وعناصر اخري افريقية زنجية يحتمل انهم كانوا جنودا او عبيدا للبليين او النواطيين.
وفي عهد البطالمة عرفت منطقة النوبة المصرية باسم"دوديكاخينوس   dodekaschoinos" من الشلال الاول الى قرب المحرقة الحالية(القديمة قبل التهجير) بينما عرفت نفس المنطقة في عهد الرومان باسم هيروسيكامينوس  hierosykaminos  (سميت بلاد العلاة بعد دخول بني الكنز ربيعة فيها اطلق عليها وادي الكنوز منذ عهد قريب) ومن المحرقة الى عكاشة جنوب الشلال الثاني باسم " تريا كونتاخينوس   triakotaschoinos (وعرفت ببلاد الجبل ثم سميت بعد ذلك وادي النوبة) وتدل هذه الاسماء على امتداد التنظيم الاداري الروماني لهذه المنطقة وظلت تعرف بهذه الاسماء حتى قيام النوبة المسيحية فعرفت باسماء اخرى (الاسلام والنوبة وفي العصور الوسطى ص 23 مصطفى محمد مسعد  ).
جنوب وادي النيل بعد المسيحية (545 م - 1400 م)
بدأت علاقة النوبة بالمسيحية عندما أرسلت الإمبراطورة الرومانية "ثيودورا "(على المذهب الملكاني مذهب الملك وهو المذهب الكاثوليكي الآن) بعثة تبشير مسيحية من القسطنطينية عام 543 م بقيادة" جوليان " لنشر المسيحية بهذه المنطقة الجنوبية وساعده الأسقف ثيودور أسقف فيلة وأليفنتين (سميت أسوان بعد ذلك). وذلك بعد ان سكن بها النوباديين (قبائل النوبة) بعد هزيمتها لقبائل البليمي الموالية للرومان الذين  أصبحوا معادين لإعتناق للديانة المسيحية.
  وورد في العهد الجديد (الإنجيل) : (ثم إن ملاك الرب كلم فيلُبُس قائلاً قم وأذهب إلى نحو الجنوب على الطريق المنحدر من أورشليم إلى غزة التي هي برية . فقام وذهب وإذا رجل حبشي خصي وزيراً لكنداكة ملكة الحبشة كان على جميع خزائنها، كان قد حج إلى أورشليم للسجود فيها، وهو راجع إلى الحبشة راكباً في عربته، يقرأ في كتاب النبي أشعياء) (العهد الجديد، أعمال الرسل، الإصحاح الثامن: 26-27.) . وحج الغلام الى اورشليم و قرائته للانجيل يدل على اعتناقه للمسيحية اي ان المسيحية كانت متواجدة لها معتنقين في مملكة مروي قبل اعتناق النوبة باكملها للمسيحية بعد ذلك .
وفي عهد الإمبراطور جوستنيان إعتنقت المنطقة المسيحية بكل شعوبها (علي المذهب الملكاني الكاثوليكي وليس المذهب الأرثوذكسي اليعقوبي) ليبدأ العصر المسيحي في النوبة ثم بعد الفتح العربي الإسلامي والقضاء على الرومان في مصر وحرية المذهب اليعقوبي في الدعوة إنتشر المذهب اليعقوبي (الإرثوذكسي) في النوبة بعد ذلك بعد ان انتشر في مصر بدلا من المذهب الملكاني .
****************** 
المذهب المسيحي في النوبة بعد الفتح الإسلامي لمصر:
يذكر إبن الفَقيه: والنوبة يعقوبية ، وللصقالبة صلبان- الحمد الله على الإسلام- وكذلك أهل علوا وتكريت والقبط والشام كلّها نصارى يعقوبيّ وملكي ، نسطوري، ونيقلائي، وركوسي، ومرقيونيّ، وصابئ ، ومناني- الحمد لله على الإسلام ، والنوبة أصحاب ختان لا تطأ في الحيض، ولا تغتسل من الجنابة، وهم نصارى يعقوبية، يهذون الإنجيل، والروم(البليميين او البلييين) ملكانية يقرءون الإنجيل بالجرمقانية ، وأهل بجة عباد أوثان، يحكمون بحكم التورية ودمقلة مدينة النوبة وبها منزل الملك وهي على ساحل البحر، ولها سبع حيطان وأسفلها بالحجارة، وطول بلادهم مع النيل ثمانون ليلة)( تاريخ البلدان ، ص 130  ). 
ويبدوا أن البجة قد إتخذت التوراة للحكم من الحداربة اليمنيين الذين نزلوا قديما أرض البجة والحبشة ووادي النيل .
ووجدت صورة لملك نوبي وجدت بكنيسة قديمة بفرس شمال وادي حلفا إسمه (ميزاريك) ولقبه إيبارش Eparch صاحب قلعة الجبل في ابريم وملامحه عربية والتاج أعلاه هلال ومن الأمام نجمة صهيون والتاج عليه قرنين وهو ما كان يشتهر به تيجان ملوك حمير باليمن وهو ما يؤكد العرقية اليمنية للنوبة المسيحية كما ذكر ابن سليم الاسواني ان جد النوبة والمقرة من اليمن ولقب إيبارش Eparch هو رتبة لحاكم ولاية في التنظيم الاداري عند الرومان و استخدمها الانباط في تنظيم وظائف دولتهم (تاريخ دولة الانباط ص إحسان عباس 117).

وقد قامت في هذا العصر ثلاث ممالك مسيحية في منطقة النوبة وهو البداية الحقيقية للنوبة ككيان سياسي كمملكة مستقلة تكونت من القبائل اليمنية التي سكنت وادي النيل مع الكوشيين القدماء بالمصاهرة والصراع أحيانا كثيرة والتغلب عليها وعلى قبائل البليمي الذين ثاروا على الرومان بسبب رفض البليميين ترك الوثنية وإعتناق الدين المسيحي الذي إعتنقته الإمبراطورية الرومانية.
يقول عباس محمد زين : كان العالم الجغرافي ارسطينوس ٢٤٠ق.م أول من ذكر اسم نوباي حيث ذكر" يقطن أهل نوباي الضفة الغربية للنيل ما بين مروي وكبوشية والدبة وهم خاضعون لملك  مروي " القديمة".
اما استرابو المؤرخ الروماني الذي زار النوبة ٢٧ ق.م في صحبة الجيش الروماني فيقول ان النوباي كانوا يملكون الأرض بين مروي والشلال الأول أي أنهم تمكنوا من بسط نفوذهم على المنطقة بين الشلال الأول ومروي خلال تلك الفترة (٢٤٠ - ٢٧٠) منبسط نفوذهم على المنطقة بين الشلال الاول ومروي .
ويقول الكاتب الروماني بولينيوس ٧٠ م أن النوباي كانوا يملكون ضفتي النيل غربا وشرقا وكان مركزهم (تنويس)وهى حاليا جزيرة أرقو ويؤكد هذا كتاب الجغرافيا لبطليموس ١٥٠م.
أما الكتاب المقدس"العهد القديم" بالرغم من أنه حوى اسماء كل العشائر والقبائل والشعوب السامية وغير السامية إلا أنه لم يتعرض لما عرف بالنوبة مما يدل على حداثة التسمية وان كانت هناك إشارة إلى ارض النوبة فكان يشير اليها باسم كوش أو بلاد حام. وعلى سبيل المثال ما ورد في اخبار الأيام الإصحاح الأول (بنو حام كوش ومصرايم وقوم كنعان (الجذور العربية لحضارة النوبة عباس محمد زين ص 19).
1- مملكة نوباتيا: 
أسسها الملك " سِلَكُو ( silko ) وهي (سِلَها  – كُو )، و " كُو " بمعني الملك فيكون معنى الإسم  (الملك سِلْها) ما بين الشلالين الأول  والثالث على أنقاض مملكة البليمي كانت عاصمتها عند كلابشة(للملك سِلَكُو  نقوش بالقرب من كلابشة القديمة يعود إلى 540 م (بلاد النوبة في العصور الوسطي ص16. ب.ل. شتي) ثم تحولت العاصمة إلى فرس(جنوب أدندان القديمة) ثم نزح إليها بني الكنز بعد ذلك وإستولوا عليها .
وقد قامت هذه المملكة بعد حروب بين البليمي والنوباديين كما يشير نقش الملك سِلَكُو بعد أن هزمهم بعد ثورتهم على الرومان لآخر مرة عام 540 م الذي سجل سِلَكُو أخبار إنتصاراته بالحروف الإغريقة على جدران معبد الإمبراطور أوغسطس عند كلابشة جنوب أسوان.
نص النقش : أنا سِلَكُو ملك النوباتيين وكل الإثيوبيين  ذهبت إلى تلميس وطافية وحاربت البليميين  مرتين وأعطاني الإله قوس النصر وبعد الثلاث مرات إنتصرت مرة أخرى عليهم وإحتللتها وثبت نفسي هناك مع جيوشي (تاريخ السودان القديم  ص 226 . د محمد ابراهيم بكر).
والنوباطيين أو النوباديين فرع من الشعوب النوبية أخذت في الاستيطان التدريجي في وادي النيل في منطقة الحضارة المروية منتهزة فرصة ضعف مملكة مروي حتي إذا إحتضرت أجهزت عليها القبائل النوبية وكونت على أنقاضها ثلاث ممالك وثنية ففي الشمال نوباتيا وعاصمتها فرص وفي الوسط ماقرة وعاصمتها دنقلة العجوز وسمي سكان المملكتين بالنوبة الحمر ، ثم علوة في الجنوب وعاصمتها سوبا وسمي سكانها  بالنوبة السود(تاريخ السودان القديم  ص 227 . د محمد ابراهيم بكر) .
2- مملكة المَقُرة :
كانت في مناطق: سمنه والشب وواحة سليمة وادي حلفا وصاي ودنقلة وهى مناطق الشلالات الثالث والرابع إلى ما بعد الشلال الخامس وتبدأ من الشلال الثالث إلي"الأبواب" التي تقع بالقرب من كبوشية "شندي" ، وهذه المملكة عاصمتها "دنقلة العجوز" وقد إتفقت هذه المملكة مع عبد الله بن ابي السرح الذي غزا النوبة وضرب دنقلة بالمنجنيق سنة 31هـ =651م وأخضع ملكها على دفع الجزية (سميت بمعاهدة البقط سياتي ذكرها لاحقا بالتفصيل) .
وقد هاجر إلي المقرة بني الكنز الفارين من صلاح الدين الأيوبي وفي عهد الظاهر بيبرس تم إرسال حملة للقضاء على مملكة المقرة بعد تهديد أحد ملوكها لحدود مصر الجنوبية بتواطؤه مع الصليبيين وسوف اذكر ذلك لاحقا بالتفصيل.
يقول المقريزي:"النوبة والمَقُرة جنسان بلسانين كلاهما على النيل فالنوبة هم المريس المجاورون لأرض الإسلام وبين أوّل بلدهم وبين أسوان خمسة أميال ويقال أن " سِلها " جد النوبة و مَقُرَّي جد المَقُرَّة من اليمن وقيل النوبة ومَقُرَّي من حِمْيَر وأكثر أهل الأنساب على أنهم جميعاً من ولد حام بن نوح وكان بين النوبة والمقرة حروب قبل النصرانية. وأوّل أرض المقرة قرية تعرف بـ تافة(بجوار امباركاب القديمة) على مرحلة من أسوان ومدينة ملكهم يقال لها نجراش على أقل من عشر مراحل من أسوان ويقال أن موسى صلوات الله عليه غزاهم قبل مبعثه في أيام فرعون فأخرب تافة وكانوا صابئة يعبدون الكواكب وينصبون التماثيل ثم تنصروا جميعاً النوبة والمَقُرَّة ومدينة دنقلة هي دار مملكتهم وأوّل بلاد علوة قرى في الشرق على شاطئ النيل تعرف بالأبواب،ولهذه الناحية وال من قبل صاحب علوة يعرف بالرحراح والنيل يتشعب من هذه الناحية على سبعة أنهار" (الخطط والآثار ص 354 نقلا عن " أخبار النوبة لابن سليم الاسواني "سنه 358هـ/ 969م).
و من تشابه اسم  النوبة باليمن:- (نوب) : من قرى مخلاف صداء من أعمال صنعاء) مراصد الاطلاع. ص 1392 (ونوبة: بلد صغير بإفريقية إلى تونس وإقليبيا.، ونوبة أيضا: موضع على ثلاثة أيام من المدينة.،ونوبة أيضا: هضبة حمراء نحو الجنوب من أرض بنى عبد الله بن كلاب ) نفس المصدر ص 1394، صفيّ الدين (المتوفى 739هـ).
القلقشندي : بنو مقري - بطن من حمير من القحطانية، وهم بنو مقري بن سبيع من بني عريب بن زهير بن ايمن بن الهميسع بن حمير، وحمير قد تقدم نسبه عند ذكره في حرف الحاء المهملة من ولده تبع ذو معافر أحد ملوك بني مقطع النجدي، واسمه معاوية بن الحارث من ملوك اليمن التبابعة. نهاية الارب في انساب العرب ج1 ص 425
وأصل " سِلْها  ومَقُرَّي " جدا النوبة والمَقُرَّة يرجع الى بعض المهاجرين اليمنيين الحِمْيَريين قبل دخول الإسلام إلى مصر والتي أدت إلى تعريب النوبة الشمالية مبكرا حتى قبل الإسلام بقرون طويلة حيث أن أصل الكوشيين حامي وخاصة بقاياهم الذين سموا بالنوبا السود وهي مملكة العلوة وكذلك ما بعدها جنوبا من شعوب أفريقية أما النوبة الشمالية " النوبة المريس والمَقُرَّة " فتم تعريبها عرقا قديما في عصور مبكرة وقد تكاثر وإكتسب العرب الحِمْيَريون لهجة النوبة الشمالية بالمصاهرة تدريجيا عبر قرون طويلة وصراع مع الكوشيين المرويين.
وقال المسعودي عن أحمد بن طولون : سئل رجلا بأعالي بلاد مصر من أرض الصعيد وأنه علاّمة بمصر وأرضها من برها وبحرها وأخبارها وأخبار ملوكها، وأنه ممن سافر في الأرض، وتوشَطَ الممالك، وشاهد الأمم من أنواع البيضان والسودان وسئل عن النوبة وأرضها، فقال: هم أصحاب إبِل وبُخْت، وبقر وغنم، وملكهم يستعد الخيل العتاق، والأغلب من ركوب عوامهم البراذين، ورميهم بالنبل عن قسيئ عربية، وعنهم - أخذ الرمي أهل الحجاز واليمن وغيرهم من الغرب، وهم الذين يسميهم العرب رماة الحدق، ولهم النخل والكرم والذرة والموز والحنطة، وأرضهم كأنها جزء من أرض اليمن، وللنوبة أترج كأكبر ما يكون بأرض الِإسلام، وملوكهم تزعم أنهم من حمير، وملكهم يستولى على مقرا ونوبة وعلوة، و وراء علوة أمة عظيمة من السودان تدعى بكنة وهم عُرَاة كالزنج، وأرضهم تنبت الذهب) (مروج الذهب ج1 ص 155.) .
ويتحدث المسعودي عن:"مساكن النوبة : وأما النوبة فإفترقت فرقتين: فرقة في شرق النيل وغربية ،وأناخت على شطيه، فإتصلت ديارها بديار القبط من أرض مصر والصعيد من بلاد أسوان وغيرها ، وإتسعت مساكن النوبة على شاطئ النيل مصعدة،ولحقوا بقريب من أعاليه،وبنوا دار مملكة،وهي مدينة عظيمة تدعى دنقلة،والفريق الآخرمن النوبة يقال لهم علوة،وبنوا مدينة عظيمة وسموها سوبة. قال المسعودي:.......،وكنت بفسطاط مصر فأخبرت أن الملك في مدينة دنقلة للنوبة كابل بن سرور،وهو ملكا بن ملكا بن ملك فصاعدا وملكه يحتوي على ماقرة وعلوة ، و البلد المتصل بمملكته بأرض أسوان يعرف بمريس،وإليه تضاف الريح المريسية،وعمل هذا الملك متصل بأعمال مصر من أرض الصعيد ومدينة أسوان"( مروج الذهب ج1 ص 174). 
وهنا فرق المسعودي في ذلك التاريخ بين النوبة المريس (النوبة المصرية) وإعتبرها غير النوبة وقال أن النوبة فرقتين الماقرة والعلوة وإنضما في ذلك التاريخ تحت ملك واحد وهو كابل بن سرور وهواسمه عربي ايضا.
ويقول ايضا ابن خلكان (والمَرِيسي  هذه النسبة إلى مريس وهي قرية بمصر، هكذا ذكره الوزير أبو سعد في كتاب النتف والطرف، وسمعت أهل مصر يقولون: إن المريس جنس من السودان بين بلاد النوبة وأسوان من ديار مصر وكأنهم جنس من النوبة، وبلادهم متاخمة لبلاد  أسوان، وتأتيهم في الشتاء ريح باردة من ناحية الجنوب يسمونها المريسي، ويزعمون أنها تأتي من تلك الجهة، والله أعلم) (وفيات الاعيان ج1  ص 278 ابن خلكان) .
3- مملكة عَلْوَة :
وقامت في النوبة العليا بالقرب من الشلال السادس إلي جنوب السودان حاليا يطلق عليها نوباء تميزا لها عن النوبة الشمالية وكانت عاصمتها سوبا بالقرب من الخرطوم الحالية وسقطت في عام 1504/910هـ على يد الفونج .
فإن النوبيين القدماء(النوبة والمَقُرة) هم منطقة النوبة الشمالية وهم العرب اليمنيين من تصاهروا مع ملوك النوبة الكوشية وهم غير النوباويين وهم آخر ممالك النوبة وهي العلوة بقايا الكوشيين وهم من قضى على معظمهم الفونج ولم يحدث تداخل بينهم وبين العرب المسلمين بالمصاهرة مثل النوبة الشمالية .
و يقول بوركهارت:- "ويطلق لفظ نوبا على جميع السود القادمين من بلاد العبيد جنوبي سنار... فلونهم أفتح من لون الزنج وهو ضارب إلى حمرة النحاس ولكنه أدكن من لون العرب الأحرار من أهل سنار وشندي "( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ، ص 292. سنة 1814م) .
ويتحدث نعوم شقير في أوائل القرن العشرين عن النوباويين في السودان في تاريخ النوبا العليا:" وقد إنقرض النوبة من تلك البلاد وإنقرضت لغتهم ولم يبق منهم إلا نفر قليل في نواحي شندي وجريف ودقمر بقرب سوبه فإعتنقوا الإسلام وإتخذوا لغة العرب لغة لهم ولم يزالو مميزين عن العرب في الملامح والأخلاق تمييزا لا يراه إلا الوطني. وهم على إسلامهم محتقرون وإسم  نوباوي من ألفاظ الشتم عندهم والعرب تأنف من مصاهرتهم إلا أنهم قد يتزوجون من الجميلات من نسائهم ويزوجون كبارهم غير الجميلة من نساء العرب(تاريخ السودان ص75 . نعوم شقير (1964م : 1922م )).
كما يلاحظ ان القبائل الاخرى التي ما زالت تسكن شمال السودان قلما تستخدم كلمة نوبي للدلالة عن هويتها وانما يميلون لقول دنقلاوي حلفاوي محسي كنزي (الجذور العربية لحضارة النوبة عباس محمد زين ص 18).
ويقول جمال حمدان : ( وقد اختلف العلماء طويلا في اصل النوبيين جنسيا وكذلك حول اصل النوبية لغويا وجزء من هذا الاختلاف مرده الى العلاقات بين النوبة والنوبا فبين النوبيين في وادي النيل والنوباويين في دارفور تشابه لغوي محقق وان كان جزئيا يوميء إليه حتي الاسم ذاته وقد ارجع البعض هذا التشابه الى مجرد العلاقات التجارية المتواترة بين المنطقتين لا سيما وان الاودية الصحراوية تربط بينهما وعليهما يمتد طريق درب الاربعين جزئيا  ولكن البعض الاخر ارجع ذلك التشابه الى الاصل الجنسي الواحد محددا التخصص في دارفور اساسا ، وهكذا كانت دائما نظريتان متعارضتان الاولى ترجعهم الى اصول زنجية افريقية أتت من الجنوب ثم تعدلت بعناصر ودماء حامية من الشمال وعلى الجانب اللغوي ايضا ترى النظرية ان النوبية من اصل زنجي أضيفت إليها عناصر حامية أما النظرية الثانية فترى أن الاساس القاعدي هو على العكس حامي قوقازي أتى من الشمال بينما ان العنصر التكميلي الذي عدل وشكل نمطهم في النهاية انما هو المؤثرات الزنجية الوافدة من الجنوب والرأي نفسه ينطبق على اللغة ـ فهي اساسا لغة حامية داخلتها مؤثرات شديدة من اللغات السودانية من الجنوب . ولقد حسمت الدراسات الحديثة الموقف نهائيا لصالح النظرية الاخيرة بينما سقطت النظرية الزنجية بشقيها الجنسي واللغوي الى الابد ) (جمال حمدان شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان- النوبة المصرية  ج2  ص 340    دار الهلال ط 1994م) .
**********
ممالك قامت على فلول بعض القبائل الكوشية والنوبية والعربية الفارة من الحروب والصراعات في وادي النيل

1- مملكة الداجو : نشات في دارفور وكانت عاصمتها جبل مرة ثم أم كردوس ثم كلوا.
ويرى آركل أنها  إمتداد لمملكة مروي التي إنهارت نحو عام350 م ففر ملوك الداجو غرباً إلى كردفان ولحق بهم أيضا قبائل أفريقية مثل المسليت (المساليط) والزغاوى وهم من قبائل الصحراء الليبية وحكم عدد كبير من ملوك الداجو المنطقة حتى أنهارت المملكة وهم جاءوا من مروي ، أي من بقايا فلول المملكة الكوشية بعد سقوطها على يد عيزانا ملك مملكة أكسوم الحبشية فهرب ملوك مروي إلى جنوب غرب نهر النيل وأنشأوا مملكة في دارفور و وقد هاجر الداجو أيضا من دارفور إلى جبال النوبة وللنوبيين في جبال النوبة ستة عشر لهجة وهم أول من إستقروا في منطقة "إبيي" وهي المنطقة المتنازع عليها الآن بين السودان والجنوب المنفصل وذلك قبل أن يسكنها قبائل المسيرية العربية و الدينكا نوق الإفريقية التي هي قبائل إفريقية من أكبر قبائل كينيا ، وقد تصاهروا مع قبيلتي السقوري و قبيلة اللقوري ، ثم لحقهم إلى دارفور في القرن التاسع الهجري/ السادس عشر ميلادي عدد كبير من القبائل النوبية من النوبة الشمالية والمقرة كالبرتي ،والميدوب، و البيقو والتنجور، و البرقد .
ويقول الشريف الإدريسي: ومن مدينة مانان إلى مدينة تاجوة ثلاث عشرة مرحلة وهي قاعدة بلاد التاجوين (الداجو) وهم مجوس لا يعتقدون شيئا وأرضهم متصلة بأرض النوبة ومن بلادهم سمنة ومدينة سمنة هذه مدينة صغيرة وحكى بعض المسافرين إلى مدائن كوار أن صاحب ِبلاق توجه إلى سمنة وهو أمير من قبل ملك النوبة فحرقها وهدمها وبدد شملهم على الآفاق وهي الآن خراب ومن مدينة تاجوة إليها ست مراحل ومن مدينة تاجوة إلى مدينة نوابة ثماني عشرة مرحلة وإليها تنسب النوبة وبها عرفوا وهي مدينة صغيرة وأهلها مياسير ولباسهم الجلود المدبوغة وأزر الصوف ومنها إلى النيل أربعة أيام وشرب أهلها من الآبار(نزهة المشتاق في إختراق  الآفاق المجلد الأول ص 30) .
بلاق : ذكرت في كثير من المصادر التاريخية العربية علي أنها الحد الفاصل بين النوبة وبلاد الإسلام في مصر بعد الفتح العربي الإسلامي لمصر،كما يذكر المسعودي : "والموضع الذي يتسلَّم فيه هذا البقط ويحضره من سميناه وغيرهم من النوبة من ثقات الملك يعرف بالقصر، وهو على ستة أميال من مدينة آسوان بالقرب من قرية بلاق، وبلاق هذه مدينة في الموضع المعروف بالجنادل من الجبال والأحجار،" مروج الذهب ص 176. وتوجد قرية ثانية اخرى اسمها بلاق (ومدينة بلاق من مدن النوبة وهي بين ذراعين من النيل وأهلها متحضرون ومعايشهم حسنة وربما وصلت إليهم الحنطة مجلوبة والشعير والذرة عندهم ممكن كثير موجود وبمدينة بلاق يجتمع تجار النوبة والحبشة وتجار أرض مصر يسافرون إليها) نزهة المشتاق في إختراق  م1 ص38 الادريسي ،  وقد تكون  بين النيل ونهر عطبرة ( ومن بلاد النوبة مدينة علوة وهي على ضفة النيل أسفل من مدينة دنقلة وبينهما مسير خمسة أيام) ويقول( وبين علوة وبلاق عشرة أيام) .
 وقيل ان اصل الكلمة بمعنى ميناء وسميت كذلك بولاق بالقاهرة وبولاق الدكرور بالجيزة (اصلها كلمة بولاق التكرور والتكرورهي بلاد جنوب غرب افريقيا حاليا و كانت تاتي التجارة من هذه  اليلاد وخاصة تجارة الجِمَال حيث كانت الجيزة وامبابة مشهورة بتجارة الجمال القادمة من السودان وبلاد افريقيا)
2-  مملكة الفور: وهم سكان دارفور الذين أعقبوا حكم الداجو في المنطقة وسميت دار فور ويعتبرون إمتدادا شعب الداجو.
3-  مملكة التنجور (التنجار) :  بعد أن إنهارت مملكة الداجو ثم الفور قامت مملكة التنجور وأصلهم من السلو أصل منطقة المريس جنوب أسوان وبعضهم من بني هلال الذين إستوطنوا مع بني الكنز ربيعة ثم رحلوا عن المنطقة فترة اواخر القرن الثامن الهجري(تشحيذ الأذهان ص 138. التونسي ، في رحلة الى دارفور من سنة 1803 م /1218هـ الى 1813م/1228هـ تذييل الكتاب ل مصطفى محمد مسعد ذاكرا رأي ماك مايكل في
 Mac Michael : History of the Arabs in the Sudan, pp 66- 71 .
يقول د/عبد الله عبد الماجد: يذكر المؤرخين ان التنجر مغاربة فروا امام ضغط قبيلة بني هلال وحلفائها في الشمال الافريقي ثم اختلطوا بشعب الداجوا الذي كان يسكن في هذه المنطقة ،و معنى هذا انهم حملوا الاسلام الى دارفور وهم يخترقون برنو و واداي وانهم باسم الاسلام كونوا مملكة دارفور(الغرابة ص 136) .
الحقيقة ان التنجور وبني هلال وفدوا الى دارفور من جنوب مصر وليس من المغرب وكانت توجد قرية اسمها تنجور على النيل في منطقة المحس .
و بعض المؤرخين يذكرون ان بني هلال كانوا في تونس من خلال السيرة الهلالية التي كتبت في تونس ولكن احداث قصة ابو زيد الهلالي كانت في دار فور وقد ذكر ذلك د مصطفى محمد مسعد في رسالة ماجيستير
4- مملكة الكيرا وقد إنتزعت أسرة الكيرا (الخير) حكم دارفور من التنجور(تشحيذ الاذهان بسيرة اهل العرب والسودان ص 7  ) ، وهم امتداد للتنجار و خليط من العرب مع الفور سموا بطبقة الكنجارة (التنجارة) ومنهم الملك دالي و الملك كورو والملك سليمان سلونجي بن كورو و الملك على دينار الذي قضى الإحتلال الإنجيزي للسودان على مملكته.

-------

خريطة مصر لإبن حوقل (صورة الأرض ص 128).
----------
علاقة الداجو بالنوبة وبني هلال :  يقول الشريف الإدريسي" أرض الواحات الخارجة بما إتصل بها في جنوبها من أرض التاجوين (الداجو) وأكثر بلاد الجفار والبحرين راجعا في أرض سنترية التي عرضنا بذكرها قبل هذا وذاهبا في مساكن بني هلال نازلا مع الجبل المسمى جبل جالوت البربري وإنما سمي به لأن جالوت هزم عسكره به ولجأ هو وجملة من خيله إلى هذا الجبل فسمي بذلك إلى الآن وفي الشرق من هذا الجبل جملة من بلاد مصر على ضفة النيل النازل إليها من أعلى بلاد النوبة"( نزهة المشتاق في إختراق  الآفاق م1 ج1 ص121).
مما يدل على سكنى بني هلال شمال دارفور من أسوان إلي دنقلة في جهة الصحراء الغربية وقد تصاهروا مع النوبة والداجو والفور وأصبح منهم ملوك على الفور والداجو فيما بعد.
وقال البكري:"في ذكر ممالك السودان:" صار ولد كوش بن كنعان نحو المغرب حتّى قطعوا نيل مصر، ثمّ افترقوا فصارت منهم طائفة إلى المشرق وطائفة إلى المغرب، فمن المشرق النوبة والبجاة والزّنج والحبشة، فمن المغرب الزّغاوة والمفاقوا ومركة وكوكو وغانة وغيرهم من أنواع الأحابيش والزنج، أصناف منهم مكير وبربر، وهم غير البربر الّذين في بلاد المغرب  والمشكر  وغيرهم"( المسالك والممالك ص 320).
توضيح : [(البربر) : هو اسم يشمل قبائل كثيرة فى جبال المغرب، من برقة إلى آخر المغرب، على البحر المحيط. وفى الجنوب إلى بلاد السودان، وهم أمم وقبائل لا تحصى، وهذه أماكن سمّيت بأسماء من نزل بها من قبائلهم ببلاد المغرب، وهى هوّارة، أمتاهة، ضريسة، مغيسة و فجومة ولطية، مطماطة، صنهاجة، نفزة ، كتامة، لواتة، مزاتة، ربوحة ، نفوسه، لمطة، صدينه، مصمودة، غمارة، مكناسه، وارية، قالبة، أتينة، كومية، سخور، أمكنة، صرزبانة ، قططة، حبير، يراثن ، واكلان، قصدران، زرنجى، برغواطة زواوة ، كزولة.] مراصد الاطلاع ج1 ص 176- صفيّ الدين (المتوفى 739هـ).
وقال ايضا  ان في بلاد الصومال نوع اخر من البربر : مقدشيو :مدينة فى أول بلاد الزنج جنوبى اليمن، فى برّ البربر فى وسط بلادهم، وهؤلاء البربر غير البربر الذين بالمغرب وهؤلاء سود متوسّطون بين الحبش والزنوج، وأهل هذه المدينة كلّهم غرباء ليسوا بسودان، ولا ملك لهم ) ج 3 ص 1297
وقال الحموي: وبلاد النوبة ست مراحل(المرحلة 45 كم تقريبا فيكون  45 ×6 = 270 كم تقريبا)وبها قبائل من البربر من لواتة وغيرهم"(معجم البلدان ص 342).
أي أن قبائل من البربر قد سكنت النوبة في ذلك العصر أو هم نوع من البربر غير بربر المغرب كما ذكر البكري.
**********
العرب المسلمين في منطقة أسوان والنوبة والسودان
نبذة عن العرب والعروبة
يقول القلقشندي : في بيان ما يقع عليه اسم العرب، وذكر أنواعهم وما ينخرط في سلك ذلك أما من يقع عليه اسم العرب فقد قال الجوهري في صحاحه: " العرب جيل من الناس، وهم أهل الأمصار، والأعراب سكان البادية والتحقيق أن اسم العرب يشمل الجميع، والأعراب نوع منهم. قال الجوهري: " وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب، ويقال: تعرّب العجمي، إذا تشبه بالعرب "وقد ذكر صاحب " العِبر " أن لفظ العرب مشتق من الإعراب، وهو البيان، أخذاً من قولهم: أعرب الرجل عن حاجته، إذا أبان، سُمُّوا بذلك لأن الغالب عليهم البيان وتصغير العرب: عُريب، والنسبة إلى العرب: عربيّ، وإلى الأعراب: أعرابيّ، لأنه لا واحد له يُرد إليه، بخلاف مساجد، حيث ينسب إليها: مسجدي، نسبة إلى الواحد منها من حيث إن لها واحداً ترد إليه ثم إن كل من عدا العرب فهو عجمي، سواء الفرس أو الترك أو الروم أو غيرهم، وليس كما تتوهم العامة من اختصاص العجم بالفرس، أما الأعجم فالذي لا يفصح في الكلام وإن كان عربياً، ومنه سميّ: زياد الأعجم الشاعر، وكان عربياً .
وأما أنواع العرب فقد اتفقوا على تنويعهم أولاً على نوعين : عاربة ومستعربة :ـ
أما العاربة: فقال الجوهري: هم العرب الخلّص. قال في العبر: وهم العرب الأُوَل الذين فهّمهم الله اللغة العربية ابتداء فتكلموا بها فقيل لهم: عاربة، إما بمعنى الراسخة في العروبية، كما يقال: ليل لائل، وإما بمعنى الفاعلة للعروبية والمبتدعة لها، لمّا كانوا أول من تكلم بها قال الجوهري: وقد يقال فيها: العرب العَرْباء .
والمستعربة: الداخلون في العروبية بعد العجمة ..... قال الجوهري: وربما قيل لهم المتعربة ثم اختلف في العاربة والمستعربة..... فذهب ابن إسحاق والطبري إلى أن العاربة هم: عاد، وثمود، وطَسْم، وجَديس، وأُميم، وعَبيل، والعَمالقة، وعبد ضَخْم، وجُرْهم الأولى، التي كانت في زمن عاد، ومن في معناهم والمستعربة: بنو قحطان بن عابر بن شالخ بن أُد بن سام بن نوح عليه السلام، لأن لغة عابر كانت عجمية، إما سريانية، وإما عبرانية، فتعلّم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمنهم، وتعلم بنو إسماعيل العربية من جُرهم من بني قحطان حين نزلوا عليه وعلى أمه بمكة. وذهب آخرون، منهم المؤيد صاحب حماه، إلى أن بني قحطان هم العاربة، وأن المستعربة هو بنو إسماعيل فقط والذي رجحه صاحب "العبر" الأول.محتجاً بأنه لم يكن في بني قحطان من زمن نوح عليه السلام إلى عابر من تكلم بالعربية، وإنما تعلموها نقلاً عمن كان قبلهم من العرب، من عاد وثمود ومعاصريهم، ممن تقدم ذكرهم )( قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان الفصل الثاني  ص 3 و 4) .
العرب المستعجمة:  واضاف ابن خلدون نوع اخر سماهم العرب المستعجمة وهم العرب الذين خالطوا واكتسبوا لهجة غيرهم من الامم وسكنوا بلاد العجم وقال : " ولد اسمعيل وهم العرب التابعة للعرب ثم انقرض أولئك الشعوب في أحقاب طويلة وانقرض ما كان لهم من الدولة في الاسلام وخالطوا العجم بما كان لهم من التغلب عليهم ففسدت لغة أعقابهم في آماد متطاولة وبقى خلفهم أحياء بادين في القفار والرمال والخلاء من الارض تارة والعمران تارة وقبائل بالمشرق والمغرب والحجاز واليمن وبلاد الصعيد والنوبة والحبشة وبلاد الشأم والعراق والبحرين وبلاد فارس والسند وكرمان وخراسان أمم لا يأخذها الحصر والضبط قد كاثروا أمم الارض لهذا العهد شرقا وغربا واعتزوا عليهم فهم اليوم أكثر أهل العالم وأملك لامرهم من جميع الامم ولما كانت لغتهم مستعجمة على اللسان المضرى الذى نزل به القران وهو لسان سلفهم سميناهم لذلك العرب المستعجمة " (تاريخ ابن خلدون جزء 2 ص 16).


توزيع القبائل في الجزيرة العربية

وقد بدأت الهجرات العربية الإسلامية الى اسوان والنوبة من بداية غزو عبدالله بن ابي السرح لدنقلة سنة 21هـ / 642 م ثم دخول دنقلة سنة 31 هـ / 652 م وابرام اتفاقية او معاهدة البقط بين العرب والنوبيين . 
**********
اتفاقية او معاهدة البَقْطْ بين العرب المسلمين والنوبيين
 قال المقريزي : ( قاد عبد الله بن أبي السرح جيشًا بإتجاه الجنوب ضد الممالك المسيحية في النوبة ، بعد معركة دنقلة، أدرك ابن أبي السرح صعوبة الاستيلاء على هذه المنطقة لذا عقد المعاهدة التي تم التفاوض عليها بين أبي سرح وملك المقرة "كالديرات : كانت المعاهدة اتفاقا شفهيا وذات بنود واضحة ونصها : عهد من الأمير عبد الله بن سعد ابي سرح لعظيم النوبة ولجميع أهل مملكته، عهد عقده على الكببير والصغير من النوبة من حدّ علوة أنّ عبد الله ابن سعد، جعل لهم أمانا وهدنة جارية بينهم، وبين المسلمين ممن أرض أسوان إلى حدّ أرض جاورهم من أهل صعيد مصر، وغيرهم من المسلمين، وأهل الذمّة، إنكم معاشر النوبة آمنون بأمان الله وأمان رسوله محمد النبيّ صلى الله عليه وسلم، أن لا نحاربكم، ولا ننصب لكم حربا ولا نغزوكم ما أقمتم على الشرائط التي بيننا وبينكم على أن تدخلوا بلدنا مجتازين غير مقيمين فيه، وندخل بلدكم مجتازين غير مقيمين فيه، وعليكم حفظ من نزل بلدكم، أو يطرقه من مسلم أو معاهد، حتى يخرج عنكم، وإنّ عليكم ردّ كل آبق خرج إليكم من عبيد المسلمين، حتى تردّوه إلى أرض لإسلام، ولا تستولوا عليه، ولا تمنعوا منه ولا تتعرّضوا لمسلم قصده وحاوره إلى أن ينصرف عنه، وعليكم حفظ المسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم، ولا تمنعوا منه مصليا، وعليكم كنسه وإسراجه وتكرمته، وعليكم في كل سنة ثلثمائة وستون رأسا، تدفعونها إلى إمام المسلمين من أوسط رقيق بلادكم غير المعيب، يكون فيها ذكران وإناث، ليس فيها شيخ هرم، ولا عجوز، ولا طفل لم يبلغ الحلم، تدفعون ذلك إلى والي أسوان، وليس على مسلم دفع عدوّ عرض لكم ولا منعه عنكم، من حدّ أرض علوة إلى أرض أسوان، فإن أنتم آويتم عبد المسلم أو قتلتم مسلما أو معاهدا، أو تعرّضتم للمسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم بهدم أو منعتم شيئا من الثلاثمائة رأس والستين رأسا، فقد برئت منكم هذه الهدنة والأمان وعدنا نحن وأنتم على سواء حتى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين علينا بذلك عهد الله وميثاقه وذمّته وذمّة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولنا عليكم بذلك أعظم ما تدينون به من ذمّة المسيح، وذمّة الحواريين، وذمّة من تعظمونه من أهل دينكم، وملتكم الله الشاهد بيننا وبينكم على ذلك. كتبه عمرو بن شرحبيل في رمضان سنة إحدى وثلاثين) (المواعظ والإعتبار  بذكر الخطط والآثار ج 1 ص 369  ).
 وهذا النص الكامل انفرد به المقريزي لهذه المعاهدة التي سميت بمعاهدة البقط بخلاف المؤرخين الآخرين الذين أوردوا أجزاء منها في مؤلفاتهم مثل:
 الطبري : قال (أن المسلمين لما فتحوا مصر غزوا نوبة مصر فقفل المسلمون بالجراحات وذهاب الحدق من جودة الرمي فسموا رماة الحدق فلما ولي عبدالله بن سعد بن أبي سرح مصر ولاه إياها عثمان بن عفان رضي الله عنه صالحهم على هدية عدة رؤوس منهم يؤدونهم إلى المسلمين في كل سنة ويهدي إليهم المسلمون في كل سنة طعاما مسمى وكسورة من نحو ذلك قال علي قال الوليد قال ابن لهيعة وأمضى ذلك الصلح عثمان ومن بعده من الولاة والأمراء وأقره عمر بن عبدالعزيز نظرا منه للمسلمين وإبقاء عليهم(تاريخ الطبري ج 2 ص 516) .
وذكرها ايضا ابن عبد الحكم (ذكر النوبة : قال: عبد الرحمن: غزا عبد الله بن سعد الأساود، وهم النوبة، كما حدثنا يحيى ابن عبد الله بن بكير سنة إحدى وثلاثين وحدثنا عبد الملك بن مسلمة، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، قال: كان عبد الله بن سعد بن أبى سرح عامل عثمان على مصر، فى سنة إحدى وثلاثين، فقاتله النوبة. قال ابن لهيعة: وحدثنى الحارث بن يزيد، قال: اقتتلوا قتالا شديدا، وأصيبت يومئذ عين معاوية بن حديج وأبى شمر بن أبرهة، وحيويل بن ناشرة، فيومئذ سمّوا رماة الحدق، فهادنهم عبد الله بن سعد إذ لم يطقهم. وقال الشاعر: لم تر عينى مثل يوم دمقله ... والنخيل تعدو بالدروع  مثقله  ، قال ابن أبى حبيب فى حديثه: وإن عبد الله صالحهم على هدنة بينهم، على أنهم لا يغزونهم، ولا يغزوا النوبة المسلمين، وأن النوبة يؤدّون كلّ سنة إلى المسلمين كذا وكذا رأسا من السبى، وأن المسلمين يؤدّون إليهم من القمح كذا وكذا، ومن العدس كذا وكذا، فى كل سنة. قال ابن أبى حبيب: وليس بينهم وبين أهل مصر عهد ولا ميثاق، إنما هى هدنة أمان بعضنا من بعض قال ابن لهيعة: ولا بأس أن يشترى رقيقهم منهم ومن غيرهم. وكان أبو حبيب أبو يزيد بن أبى حبيب- واسمه سويد- منهم حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا ابن لهيعة، قال: سمعت يزيد بن أبى حبيب، يقول: أبى من سبى دمقلة مولّى لرجل من بنى عامر من أهل المدينة يقال له شريك ابن طفيل. قال: وكان الذي صولح عليه النوبة كما ذكر بعض مشايخ أهل مصر، على ثلاثمائة رأس وستين رأسا فى كل سنة، ويقال بل على أربعمائة رأس فى كل سنة. منها لفىء المسلمين ثلاثمائة رأس وستون رأسا، ولوالى البلد أربعون رأسا.  قال: وزعم غيره من المشايخ أنه لا سنّة للنوبة على المسلمين، وأنهم أوّل عام بعثوا بالبقط أهدوا لعمرو بن العاص أربعين رأسا، فكره أن يقبل منهم، فردّ ذلك على عظيم من عظماء القبط يقال له نستقوس، وهو القيّم لهم فيها، فباع ذلك، واشترى لهم جهازا، فاحتجّوا بذلك أن عمرا بعث إليهم القمح والخل وذلك أنهم زجروا عن القمح والخيل، فكشفوا ذلك فى الزمان الأول فأصيبوا. (فتوح مصر والمغرب ص2015 و 216) .
وذكرها المسعودي (وقد كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لما افتتح عمرو بن العاص مصر كتب إليه بمحاربة النوبة، فغزاهم المسلمون، فوجدوهم يرمون الحدق وأبي عمرو بن العاص أن يصالحهم، حتى صرف عن مصر، ووليها عبد اللّه بن سعد، فصالحهم على رؤوس من السبي معلومة، مما يسبي هذا الملك المجاور للمسلمين من غيرهم من ممالك النوبة المقدم ذكرها فيما سلف من صدر هذا الباب المدعو بملك مريس وغيرها من أرض النوبة، فصار ما قبض منه من السبي سَنّةً جارية في كل سنةٍ إلى هذه الغاية يحمل إلى صاحب مصر ويدعى هذا السبي في العربيه بأرض مصر والنوبة بالبقط، وعمد ذلك ثلثمائة رأس وخمس وستون رأسا، وأراه رسم على عدد أيام السنة، هذا لبيت مال المسلمين بشرط الهدنة بينهمِ وبين النوبة، وللأمير بمصر غير ما ذكرنا من عدد السبي أربعوت رأسا، ولخليفته المقيم ببلاد أسوان المجاورة لأرض النوبة، وهو المتولي لقبض هذا البقط، وهو السبي، عشرون رأساً غير الأربعين، وللحاكم المقيم بأسوان الذي يحضر مع أمير أسوان قَبْضُ البقط خمسة رؤوس غير العشرين التي يقبضها الأمير، ولاثني عشر شاهداً عدولاً من أهل أسوإن يحضرون مع الحاكم حين قبض البقط اثتا عشر رأساً من السبي حسب ما جرىَ به الرسم في صدر الإسلام في بلد إيقاع الهدنة بين المسلمين النوبة، والموضع الذي يتسلَّم فيه هذا البقط ويحضره من سميناه وغيرهم من النوبة من ثقات الملك يعرف بالقصر، وهو على ستة أميال من مدينة آسوان بالقرب من جزيرة بلاق (مروج الذهب ص 176).
وقد اختلف في معنى البقط هل هي عربية او نوبية لانه ليس من مصدر قديم يفسر الكلمة والحقيقة ، و الكلمة بالنوبية معناها "النصف" ويحتمل انه تقرر ان يحمل الى مصر نصف خراج ارض النوبة ، وهناك اقوال شاذة ليس عليها دليل وتخالف المنطق في تخمين واستنتاج معنى أصل تسمية كلمة البقط منها انها كلمة لاتينية بمعنى معاهدة pacutm  ومنها انها بالمصرية القديمة بمعنى الضريبة العينية ، والصحيح انه لا يمكن ان تسمى المعاهدة بالاتينية او المصرية القديمة لانها معاهدة بين العرب والنوبيين! .
ومعناها في المعاجم العربية ( بَقَطٌ أَي منتشرون متفرقون. والبَقْطُ: جمع المتاع وحزمه .... وقال أبو معاذ النحوي: البَقَطُ، بالتَّحْريك: ما سقط من الثمر إذا قطِع فأخطأه المخلب... وفي العُبَاب: يخطئه المِخْلَب، والمِخْلَبُ: المِنْجَل بلا أسنان: والبَقَط: الفِرْقَة من الناس وقيل: القطعة من الشيء ... وقال شمر: سمعت أبا محمد يروي عن ابن المظفر أنه قال: البَقْطُ: أَنْ تعطي الرجل البستان على الثلث أَو الربع، وبه فسر حديث سعيد بن المسيبِ: لا يصلح بَقْطُ الجِنانِ. وقال ابن الأَعرابي: القَبْط ، الجَمع، والبَقْط: التَّفْرِقَة) (تاج العروس ج 19 ص 163).
ويروي المقريزي عن سبب تسمية أسوان : ( أسوان من قولهم: أسى الرجل، يأسى ، أسى: إذا حزن، ورجل أسيان وأسوان: أي حزين ، وأسوان في آخر بلاد الصعيد، وهي ثغر من ثغور الإقليم يفصل بين النوبة وأرض مصر ) (الخطط والآثار الجزء الأول ص 365) .
وقال المسعودي:ومدينة أسوان يسكنها كثيرمن العرب من قحطان ونزاربن معد من ربيعه ومضر وخلق من قريش، وأكثرهم ناقلة من الحجاز وغيره"( مروج الذهب ص 171).
تعريف : ربيعة الفرس لان نصيبه من ورث ابيه كانت جياد دهماء وكانت سكناهم ما بين اليمامة والبحرين والعراق وهم بنو ربيعة نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقوم بن ناخور بن تيرخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن اسماعيل بن ابراهيبم عليه السلام
تعريف : مضر - قبيلة من العدنانية، وهم بنو مضر بن معد بن عدنان، قال أبو عبيد: وهم عيلان بن قيس عيلان، وقيل ابن مضر لصلبه، ويقال لمضر هؤلاء مضر الحمراء، وذلك انه حصل له من المال انية الذهب. قال في العبر: وكانت مضر أهل الكثرة والقلب بالحجاز من سائر بني عدنان، وكانت لهم الرياسة بمكة والحرم
وقال ناصر خسرو: "وتسمى هذه الولاية أسوان بالصعيد الأعلى"( سفر نامة ص 19  ). 
ويذكر الشريف الإدريسي: "وأسوان هذه من ثغور النوبة إلا أنهم في أكثر الأوقات متهادنون وكذلك مراكب مصر لا تصعد في النيل إلا إلى مدينة أسوان فقط وهي آخر الصعيد الأعلى وهي مدينة صغيرة عامرة... وليس يتصل بمدينة أسوان من جهة الشرق بلد للإسلام إلا جبل العلاقي"( نزهة المشتاق في إختراق  الآفاق م1 ج1 ص 39).
و قال المسعودي أن العرب الساكنين في أسوان قد إشتروا من النوبيين أراضيهم في داخل النوبة فغضب ملك النوبة ورفع دعوى إلى حاكم وقاضي أسوان وقال أنهم عبيد له لا يحق لهم بيع أراضيهم فرفض بعض النوبيين ذلك ورضي آخرون فمن رفض عبوديته لملك النوبة سكن المريس والآخرون سكنوا جنوبا خارج المريس .
يقول المسعودي : " ولمن بأسوان من المسلمين ضياع كثيرة داخلة بأرض النوبة يؤدًون خراجها إلى ملك إلنوبة، وابتيعت هذه الضياع من النوبة في صدر الزمان في دولة بني أمية   وبني العباس ، وقد كان ملك النوبة إستعدى المأمون(تولى المأمون باللَّه الخلافة في سنة ثمان وتسعين ومائة 198هـ/814م حتى 218 هـ /834م)حين دخل مصر على هؤلاء القوم بوفد أوفدهم إلى الفسطاط، ذكروا عنه أن ناساً من أهل مملكته وعبيده باعوا ضياعاً من ضياعهم ممن جاورهم من أهل أسوان، وأنها ضياعه والقوم عبيده، ولا أملاك لهم، وإنما تملكهم على هذه الضياع تملك العبيد العاملين فيها فرد المأمون أمرهم إلى الحاكم بمدينة أسوان ومن بها من أهل العلم والشيوخ، وعلم من ابتاع هذه الضياع من أهل أسوان أنها ستنزع من أيديهم، فإحتالوا على ملك النوبة بأن تقدموا إلى من إبتاع منهم من أهل النوبة أنهم إذا حضروا حضرة الحاكم أن لا يقروا لمليكهم بالعبودية، وأن يقولوا: سبيلنا معاشر المسلمين سبيلكم مع ملككم تجب علينا طاعته وترك مخالفته، فإن كنتم أنتم عبيداً لملككم وأموالكم له فنحن كذلك .، فلما جمع الحاكم بينهم وبين صاحب الملك أتوا بهذا الكلام للحاكم أو نحوه مما وقفوا عليه من هذا المعنى، فمضى البيع لعدم إِقرارهم بالرق لملكهم إلى هذا الوقت، وتوارث الناس تلك الضياع بأرض النوبة من بلاد مريس، وصار النوبة أهل مملكة هذا الملك نوعين: نوع ممن وصفنا أحرأر غير عبيد، والنوع الأخر من أهل مملكته عبيد، وهم من سكن النوبة في غير هذه البلاد المجاورة لأسوان، وهي بلاد مريس " (مروج الذهب ص 175.) .
ويقول المسعودي (وقد كانت النوبة قبل ذلك أشد من البجة، إلى أن قوي الإسلام وظهر، وسكن جماعة من المسلمين معدن الذهب  وبلاد العلاة  وعلاقي  و عِيْذَاب ، وسكن في تلك الديار خلق من العرب من ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان، ) (المسعودي مروج الذهب ج1 ص 175) .
حدود مصر في ذلك التاريخ كما يذكر ابن حوقل (حدّثنى أبو المنيع كثير بن أحمد الجعدىّ الاسوانىّ أنّ اسوان افتتحها عبد الله بن أبى سرح سنة إحدى وثلاثين وافتتح هيف وهى المدينة التى تجاه اسوان عن غربىّ النيل وقد تدعى قرية الشقاف وافتتح بلاق وهى مدينة فى وسط ماء النيل على حجر ثابتة فى وسط الماء منيعة كالجزيرة وبينها وبين اسوان ستّة أميال وبحذائها على النيل من جهة المشرق مسجد الردينىّ وقصر آليه وتحت المسجد بيعة للنوبة وهو آخر حدّ الإسلام وأوّل حدّ النوبة، ولم يزل المسلمون مستظهرين على جميع من جاورهم هناك من النوبة والبجة الى سنة أربع ومائتين 204هـ ) (صورة الارض ص 51) .
وقد سكن العرب اسوان وايضا النوبة الشمالية ودخلوا النوبة للتجارة واستقروا بها وتوجد مقابر مسلمين في القرن الاول الهجري ذكرتها دسعادماهر مكتوب عليها بالخط الكوفي وخاصة عند تافة (بجوار قرية امباركاب قبل التهجير) .
ويقول اليعقوبي (ووادي العلاقي كالمدينة العظيمة به خلق من الناس وأخلاط من العرب والعجم أصحاب المطالب وبها أسواق وتجارات وشربهم من آبار تحفر في وادي العلاقي، وأكثر من بالعلاقي قوم من ربيعة من بني حنيفة من أهل اليمامة انتقلوا إليها بالعيالات والذرية..... ثم إلى موضع يقال له: كبار يجتمع الناس به لطلب التبر وبه قوم من أهل اليمامة من ربيعة.....  وإلى معدن يقال له: ميزاب تنزله لمى وجهينة ....... ومن العلاقي  إلى موضع يقال له دح ينزله قوم من بني سُلَيم وغيرهم من مضر...... ومن العلاقي إلى معدن يقال له: السنطة، وبه قوم من مضر وغيرهم  ) (البلدان ص 172) .
ويبدوا ان تواجد العرب بوادي العلاقي شرق النوبة مباشرة بين النيل والبحر الاحمر قبل حياة اليعقوبي بزمن (توفى  بعد 292 هـ = 905 م ) ومنهم بني سُلَيم القيسية الذين سيفد من بقي منهم بالجزيرة العربية والشام الى المنطقة في زمن العزيز بالله مع بني هلال بالتغريبة الهلالية المشهورة.
وقد أقام العرب بأسوان الثغور لصد هجمات النوبة والبجة من الجنوب وخاصة من قبائل جهينة و بَلِيّ وربيعة وقد ثار عليهم البجا وطردوهم من العلاقي عام 242هـ  / 857 م فأرسل الخليفة العباسي المتوكل حملة وجمع معها هؤلاء العرب بقيادة محمد بن عبد الله القُمِّي  إنتهت لصالح القُمِّي واستولى العرب على قلعة ابريم بعد ذلك ثم تم الصلح بينهم وبين البجة وعادت قبيلة ربيعة للعمل بإستخراج الذهب ثم حدث تصاهر بين ربيعة والبجة وبين الحداربة  أيضا ذوي الأصل اليمني والأم البجاوية .
يقول ابن الاثير احداث سنة241هـ /855م (وفيها أغارت البجاة على أرض مصر، وكانت قبل ذلك لا تغور بلاد الإسلام لهدنة قديمة، وقد ذكرناها فيما مضى، وفي بلادهم معادن يقاسمون المسلمين عليه أن ويؤدون إلى عمال مصر نحو الخمس فلما كانت أيام المتوكل امتنعت عن أداء ذلك، فكتب صاحب البريد بمصر بخبرهم، وأنهم قتلوا عدة من المسلمين ممن يعمل في المعادن، فهرب المسلمون منها خوفاً على أنفسهم، فأنكر المتوكل ذلك، فشاور في أمرهم، فذكر له أنهم أهل بادية، أصحاب إبل وماشية، وأن الوصول إلى بلادهم صعب لأنها مفاوز، وبين أرض الإسلام وبينها مسيرة شهر في أرض قفر وجبال وعرة، وأن كل من يدخلها من الجيوش يحتاج إلى أن يتزود لمدة يتوهم أنه يقيمها إلى أن يخرج إلى بلاد الإسلام، فإن جاوز تلك المدة هلك، وأخذتهم البجاة باليد، وأن أرضهم لا ترد على سلطان شيئاً ، فأمسك المتوكل عنهم، فطمعوا وزاد شرهم حتى خاف أهل الصعيد على أنفسهم منهم، فولى المتوكل محمد بن عبد الله القُمِّي محاربتهم، وولاه معونة تلك الكور، وهي قفط والأقصر وأسنا وأرمنت وأسوان، وأمره بمحاربة البجاة، وكتب إلى عبسنة بن إسحاق الضبي، عامل حرب مصر، بإزاحة علته وإعطائه من الجند ما يحتاج إليه، ففعل ذلك وسار محمد إلى أرض البجاة وتبعه ممن يعمل في المعادن والمتطوعة عالم كثير، فبلغت عدتهم نحواً من عشرين ألفاً بين فارس وراجل، ووجه إلى القلزم، فحمل في البحر سبعة مراكب موقورة بالدقيق، والزيت، والتمر، والشعير، والسويق، وأمر أصحابه أن يوافوه بها في ساحل البحر مما يلي بلاد البجاة، وسار حتى جاوز المعادن التي يعمل فيها الذهب، وسار إلى حصونهم وقلاعهم، وخرج إليه ملكهم، واسمه علي بابا  في جيش كثير أضعاف من مع القُمِّي ، فكانت البجاة على الإبل، وهي إبل فرة تشبه المهاري، فتحاربوا أيامأ ولم يصدقهم علي بابا القتال لتطول الأيام، وتفنى أزواد المسلمين وعلوفاتهم، فيأخذهم بغير حرب، فأقبلت تلك المراكب التي فيها الأقوات في البحر، ففرق القُمِّي ما كان فيها في أصحابه فامتنعوا فيها...... ثم إن ملكهم علي بابا طلب الأمان فأمنه على أن يرد مملكته وبلاده، فأدى إليهم الخراج للمدة التي كان منعها وهي أربع سنين، وسار مع القُمِّي إلى المتوكل، واستخلف على مملكته ابنه بغش، فلما وصل إلى المتوكل خلع عليه وعلى أصحابه، وكسا جمله رحلاً كليحاً وجلال ديباج، وولى المتوكل البجاة طريق مصر، ما بين مصر ومكة، سعداً الخادم الإيتاخي، فولى الإيتاخي محمداً القُمِّي ، فرجع إليها ومعه علي بابا وهوعلى دينه، وكان معه صنم من حجارة كهيئة الصبي يسجد له. ) (الكامل في التاريخ ج2 ص 232 ) .
وقد كانت اليمامة هي موطن قبيلة ربيعة في الجزيرة العربية حيث يذكر ابن حوقل : " وأمّا اليمامة فواد والمدينة به تسمّى الخضرمة دون مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وهى أكثر نخيلا وثمرا من المدينة ومن سائر الحجاز، وكانت قراراً لربيعة ومضر فلمّا نزل عليها بنو الأخيضر  جلت العرب منها الى جزيرة مصر فسكنوا بين النيل وبحر القلزم وقرَّت ربيعة ومضر هناك وصارت لهم ولتميم كالدار التى لم يزالوا بها ، وابتنوا بها غير منبر كالمحدثة التى بظاهر اسوان وكالعلاقى وهو المنهل يجتاز به الحجيج الى عيذاب وهم أهل معدن الذهب وإقامتهم عليه فى أمور سآتى على ذكرها فى أماكنها " (صورة الارض ص 31) .
تعريف : بنو الأخيضر - تصغير أخضر، بطن من بني الحسن السبط ابن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه بن أبي طالب بن هاشم من العدنانية، وهم بنو محمد الأخيضر بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الجون بن حسن بن الحسن السبط، كان لهم مالك باليمامة من جزيرة العرب، وكان أول أمرهم أنه لما ثار محمد المهدي بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط اختفى أخوه موسى الجون إلى أن هلك، وكان من عقبة محمد الأخيضر المقدم ذكره، وأخوه إسماعيل فخرج اسماعيل بالحجاز وتسمى بالسكاك سنة أحدى وخمسين ومائتين، ثم قصد مكة فاستولى عليها وخطب لنفسه، ثم هلك فولى معاوية أخوه محمد الأخيضر سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وقصد اليمامة فملكها، وكان له من الولد محمد وإبراهيم ويوسف وعبد الله، فملك بعده إبنه يوسف، ثم ملك بعده إبنه اسماعيل، ثم ملك بعده أخوه الحسن بن يوسف، ثم ملك بعده ابنه أحمد بن الحسن، ولم تزل بيده حتى غلبه عليها القرامطة) نهاية الأرب ج1 ص 89
تعريف:   بنو تميم - بطن من طابخة وطابخة من العدنانية وهم بنو تميم بن مر بن أد بن طابخة، ، قاله الجوهري: عنأبي عديم نقل فسمي به الرجل وكان لتميم من الولد زيد مناة، وعمرو بن الحارث. قال في العبر: وكانت منازلهم بأرض نجد من هنالك على البصرة واليمامة، وامتدت إلى الغري من أرض الكوفة، ثم تفرقوا بعد ذلك في الحواضر، ولم تبق منهم بادية، وورث مساكنهم غزية من طي، وخفاجة من بني عقيل بن كعب، ومن بطونهم حنظلة، وبنو العنبر
وذكر المقريزي ايضا عن ابن سليم الاسواني (وأقام القُمِّي بأسوان مدّة، وترك في خزائنها ما كان معه من السلاح وآلة الغزو، فلم تزل الولاة تأخذ منه حتى لم يبقوا منه شيئا، فلما كثر المسلمون في المعادن، واختلطوا بالبجة، قلّ شرهم، وظهر التبر لكثرة طلابه، وتسامع الناس به فوفدوا من البلدان، وقدم عليهم أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحميد العُمَريّ(نسبة بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه) ، بعد محاربته النوبة في سنة خمس وخمسين ومائتين(255هـ)، ومعه ربيعة وجهينة وغيرهم من العرب، فكثرت بهم العمارة في البجة حتى صارت الرواحل التي تحمل الميرة إليهم من أسوان، ستين ألف راحلة، غير الجلاب التي تحمل من القلزم إلى عيذاب، ومالت البجة إلى ربيعة وتروحوا إليهم وقيل: إنّ كهان البجة قبل إسلام من أسلم منهم ذكرت، عن معبودهم الطاعة لربيعة، ولكنون معا، فهم على ذلك، فلما قتل العمريّ، واستولت ربيعة على الجزائر، والاهم على ذلك البجة، فأخرجت من خالفها من العرب، وتصاهروا إلى رؤساء البجة، وبذلك كف ضررهم عن المسلمين) (الخطط والآثار ص 363)  .
ويبدوا ان هذه الجزائر هي جزائر البحر الاحمر في دهلك وباضع وسواكن وسنجد المصادر بعد ذلك تشير الى ان الكواهل وهم فروع من ربيعة (وقال بعض نسابة السودان ان نسبهم الى عبدالله بن الزبير بن العوام رضي الله عنه ) قد سكنت بها واصبح ملوكهم بعد ذلك من الاشراف بنو الاخيضر اولاد الشريف ابي نما الحَسَني وسميت ب ( آر  تِجّة الأشراف ) آر  تجة– بمعنى أرض الجزيرة ، و وذكر اركل ان الحفريات التي اجريت عند منطقة الريح على البحر الاحمر كشفت عن اربع شواهد قبور من الحجر لحكام ربيعة مكتوبة بالخط الكوفي ويرجع تاريخها الى القرن الرابع الهجري (Mac Michael : History of the Arabs in the Sudan, p 189).
او قد يقصد ابن سليم جزائر النيل عند جنوب أسوان حيث ما زال هناك جزيرة بالقرب من جزيرة فيلة باسوان تسمى جزيرة البجة واخرجت ربيعة من خالفها من العرب من القبائل الاخرى من اماكن الذهب و من النوبة ففي النصوص الاخري اللاحقة تذكر ان جهينة اخذت النوبيين الى البداوة في الصحراء الغربية وكذلك بني هلال و هم فرع من مضر وفدوا الى المنطقة بالتغريبة الهلالية سنة 366 هـ /977م وبعد مصاهرتهم النوبيين لزمن طويل ولا يوجد ذكر لقبيلة تميم في المنطقة بعد ذلك اي ان لفظ الكنوز او  بني الكنز سيطلق على عدد كبير من العرقيات العربية المختلطة بالنوبيين وليس من قبيلة ربيعة بن نزار فقط.
وقال ابن حوقل( ثمّ إنّ البجة افتتحت انبوا (كوم امبو حاليا كما يذكر محمد رمزي في القاموس الجغرافي ق2 ج4 ص 23) مدينة من الصعيد كان بينها وبين اسوان مرحلة سنة اثنتين وثلثين ومائتين -232هـ -من المتوكّل وكان يلى اسوان وعينونا والحوراء عبيد بن جهم مولى المأمون وكانت انبوا مضافة اليه فركب من عينونا والحوراء فى جلاب فأرسى بأقاصى جزيرة مصر بمعسكره فأثخن فى البجة قتلا وسبيا واستردّ ما سباه البجة من انبوا وعاد الى اسوان وعبر الى عينونا، وكان فى بعض أصحابه من عاين التبر وآثار العمل فيه للروم بالجزيرة عند أوّل دخولهم مع عبيد بن جهم مولى المأمون فنكصوا الى البلد من سنتهم وصادف ذلك دخول محمّد بن يوسف الحسنىّ الأخيضر اليمامة وانقشاع أهلها من جوره الى أرض مصر والمعدن فى آلاف كثيرة فغلبوا على من كان بها من أهل الحجاز لسنتهم وفورهم وتكامل بالعلاقىّ قبائل ربيعة ومضر وهم جميع أهل اليمامة فى سنة ثمان وثلاثين ومائتين) ، ثم قال ابن حوقل عن اشهب جد (كنز الدولة) و قتله للقُمِّي بعد فتح قلعة ابريم بسنة واستقلال ربيعة بالمنطقة عن الخلافة العباسية سنة 245هـ / 858م :(وأنفذ الى يركى ملك النوبة فأتاه طائعا فانحدر بالجميع الى بغداد فى سنة ثمان هذه المؤرّخة فأدخلهما الى السلطان فنودى عليهما فبلغ ملك البجة سبعة دنانير وملك النوبة تسعة فأجرى لكلّ واحد منهما فى كلّ يوم مثل ثمنه وعاد الى  اسوان بعد مواقفتهما على أداء الجزية، وأتى العلاقىّ وكان خلّف عليها أشهب ربيعة من بنى عُبَيد بن ثعلبة الحنفىّ وهو جدّ أبى عبد الله محمّد بن أحمد بن أبى يزيد بن بشر(ينتمي اليه قبائل البشارية باسوان والسودان وهم بقايا قبائل ربيعة باسوان)صاحب المحدثة وهى المدينة التى لربيعة محادّة لاسوان وأبو عبد الله هذا ابن عمّ أبى بكر إسحاق بن بشر صاحب العلاقىّ وكان قد مسّ الناس بالجور فرفع عليه الى القُمِّىّ فقبض عليه فلم يجد لديه شيئا وكانت مروءة أشهب تستغرق عائده فحبسه طويلا ثمّ أطلقه وقد أحفظ أشهب فعل القُمِّىّ به وكان فى جملة رجاله فعمل على قتله وقيل للقمىّ ذلك فقال لأن يلقى الله بدمى أحبّ الىّ من أن ألقاه بدمه فقتله أشهب فى سنة خمس وأربعين ومائتين، وزال منذ ذلك أمر السلطان بالعلاقىّ وهلك المتوكّل)( صورة الارض ص 53 و 54).
وتوفى المتوكل سنة (247 هـ = 861 م) وانقطعت ولاية الخلافة العباسية على مصر منذ بدأت الدولة الطولونية سنة 254هـ / 868م ولم تهتم بجنوب مصر في بلاد النوبة والبجة الا في الدولة الاخشيدية .
فقد قام الخازن بغزو النوبة سنة 345 هـ/ 955م  والاستيلاء على قلعة ابريم وذلك بسبب هجوم ملك النوبة علي اسوان كما يذكر المقريزي (وفي ذي الحجة سنة أربع وأربعين وثلثمائة، أغار ملك النوبة على أسوان، وقتل جمعا من المسلمين، فخرج إليه محمد بن عبد الله الخازن على عسكر مصر من قبل، أو نوجور بن الإخشيد في محرم سنة خمس وأربعين، فساروا في البر والبحر، وبعثوا بعدة من النوبة أسروهم، فضربت أعناقهم، بعد ما أوقع بملك النوبة، وسار الخازن، حتى فتح مدينة أبريم وسبى أهلها ) (الخطط والآثار ص 366) .
ويبدوا ان قلعة ابريم بعد ان سبى الخازن اهلها وفرغت من ساكنيها فقد استولى عليها بني الكنز ربيعة .
قال بن سليم الأسواني: (وأوّل بلد النوبة، قرية تعرف بالقصر  من أسوان إليها خمسة أميال، وآخر حصن للمسلمين، جزيرة تعرف بِبلاق، بينها وبين قرية النوبة ميل، وهو ساحل بلد النوبة، ومن أسوان إلى هذا الموضع، جنادل كثيرة الحجر لا تسلكها المراكب إلا بالحيلة، ودلالة من يخبر بذلك من الصيادين الذين يصيدون هناك، لأنّ هذه الجنادل متقطعة وشعاب معترضة في النيل، ولإنصبابه فيها خرير عظيم ودويّ يسمع من بعد، وبهذه القرية مسلحة، وباب إلى بلد النوبة، ومنها إلى الجنادل الأولى  من بلد النوبة ، عشر مراحل ، وهي الناحية التي يتصرّف فيها المسلمون، ولهم فيما قرب أملاك ويتجرون في أعلاها، وفيها جماعة من المسلمين قاطنون، لا يفصح أحدهم بالعربية )"( المواعظ والإعتبار  بذكر الخطط والآثار ص 251) .
أي ان النوبة المصرية من جنوب اسوان الى الشلال الثاني جنوب بلانة قد سكنها العرب واكتسبوا لهجة النوبيين في زمن ابن سَليم الاسواني سنة 358هـ/969م وكان لهم تصرف في هذه الارض بمعني انه لايوجد سلطان لملك النوبة في دنقلة عليهم ويتاجرون في جنوبها أي في النوبة العليا وقول ابن سليم ان النوبة اصبحت ملكا لكنز الدولة وبالتالي قلعة ابريم.
وبعد هذه الهجرة الاختيارية للعرب الى العلاقي والنوبة فقد لحق بالعرب في النوبة قبائل اخري بتهجير جبري كما يذكر ابن خلدون: "ثم تحيز بنو سُلَيم والكثير من ربيعة بن عامر إلى القرامطة عند ظهورهم وصاروا جندا بالبحرين وعمان ولما تغلب شيعة إبن عُبَيد الله المهدي على مصر والشام، وكان القرامطة قد تغلبوا على أمصار الشام فإنتزعها العزيز منهم وغلبهم عليها وردهم على أعقابهم إلى قرارهم بالبحرين، ونقل أشياعهم من العرب من بني هلالو سُلَيم ، فأنزلهم بالصعيد وفي العدوة الشرقية من نهر النيل، فأقاموا هناك وكان لهم أضرار بالبلاد"( العبر ج6 ص 13). 
توضيح : القرامطة حركة شيعية اسماعيلية- لقبهم المستشرقين ببلاشفة المسلمين (بلاشفة نسبة الى الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا) لإفراطهم في سفك الدماء والدعوة إلي الإشتراكية واباحة المحرمات وشيوعية المال والنساء ونكاح المحارم وتعتبر الديانة المزدكية احد فرق المجوسية هي اصل افكار الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا وكذلك ومنهج القرامطة الاسماعيلية
توضيح : بنو هلال -  بطن من عامربن صعصعة من هوازن العدنانية، وهم بنو هلال بن عامر بن صعصعة، منهم ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو عبيد: وهي في بني عبد الله بن هلال وفيهم الشرف في بني هلال، ومنهم أيضاً زينب بنت خزيمة زوج النبي هلكت في حياته، وهي التي يقال لهاأم المساكين لانها كانت تحبهم. قال في العبر: وكان لهلال خمسة أولاد شعبة وناشرة ونهيك وعبد مناف وعبد الله، قال: وبطونهم ترجع إلى هؤلاء الخمسة. قال ابن سعيد: وجبل بني هلال بالشام معروف، وقد صار عربه حراثين، ومنه قلعة هلال المشهورة، قال الحمداني ولهم بلاد اسوارة من صعيد مصر، قال: وكانوا أهل بلاد الصعيد كلها إلى عيد آب) نهايةا لارب ب معرفة انساب العرب ج 1 ص 249 القلقشندي ، لاحظ قال عن عيذاب انها عيد اب . ، (بنو هلال بن عامر بن صعصعة  بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ابن عيلان ابن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان)
توضيح : بنو سليم - بضم السين - قبيلة عظيمة من قيس عيلان والنسبة اليهم سلمى، وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس ) نهاية الارب ب معرفة انساب العرب ج1 ص 443 القلقشندي . (هو سليم بن منصور بن عكرمة بن خفصة ابن قيس بن عيلان ابن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان )
ثم إنتقل كثير منهم إلى غرب النيل بالصحراء الغربية وجنوب الواحات .
كما يذكر بن حوقل : وبالواحات من بنى هلال عدّة." ويقول: ثمّ من أسفل النيل في يمين الصورة ناحية الواحات وتحت ذلك مساكن بنى هلال" (صورة الارض ص 133) . 
 فقد لحق بني هلال وبني سُلَيم بأبناء عمومتهم في الصعيد والنوبة وبلاد البجة ، في زمن العزيز بالله الفاطمي (من 364هـ/ 975م الى 366هـ /977م ) بعد أن أسر الفاطميين العبيديين للقبائل الموالية للقرامطة وهم قبائل من عشيرة داوود القيسية منها بني هلال وذلك بوصفهم أسرى حرب بما سمي في كتب "السيرة الهلالية" لديهم بالتغريبة الهلالية ، فقد قام القرامطة مع هذه القبائل بقتل الحجاج و نزع الحجر الأسود سنة 363 هـ/974م ونقلوه الي البحرين وردموا بئر زمزم بجثث قتلى الحجاج وعطلوا الحج نظرا لخلو الكعبة من الحجرالأسود بعد أن نزعوه وأعيد بعد إثنين وعشرين عاما (الكامل في التاريخ ج3 ص 430).
ويروي ايضا احداث سنة 364هـ : وفيها خرج بنو هلال وجمع من العرب على الحجاج، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وضاق الوقت، فبطل الحج، ولم يسلم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الموسوي، والد الرضي، على طريق المدينة، فتم حجهم (الكامل في التاريخ4 ص 63)
مما دعى الفاطميين الي القيام بتغريب أشياعهم من الشام بعد أن تغلبوا عليهم بها ونقلوهم إلي الصعيد الأعلى والواحات ثم إلى النوبة .
  يروي المقريزي : "ففي بلاد أسوان وما تحتها بنو هلال ....... وبنو هلال بطن من بني عامر وكانوا أهل بلاد الصعيد كلها إلى عِيْذَاب " (البيان والإعراب فيما نزل مصر من الأعراب ص 17  ) .
وسيكون لهم أثر في الصعيد والنوبة والسودان وفي الصراع مع بني الجعد الأنصار و النوبيين وإجلائهم منها سنة 767 هـ و 780 هـ /1379م.
وقال الزركلي عن هلال بن عامر. قال ابن خلدون: " وسارت قبائل دياب وعوف وزغب وجميع بطون هلال إلى إفريقية، كالجراد المنتشر، لا يمرون بشئ إلا أتوا عليه ". وقاتلهم المعز، فقتلوا رجاله ونهبوا أمواله، وهزموه. ثم كان لبني هلال، من تونس إلى المغرب، وهم: رياح، وزغبة، والمعقل، وجشم، وقرة، والأثبج، والخلط، وسفيان. وقال ابن حزم: من بطول بني هلال: بنو قرة وبنو بعجة الذين بين مصر وإفريقية وبنو حرب الذين بالحجاز، وبنو رياح الذين أفسدوا إفريقية. وفي " خلاصة تاريخ تونس " أن جموع بني هلال وسليم، التي قاتلت المعز بن باديس، كانت تناهز أربعمائة ألف، وأن المعركة التي هزم بها نشبت قرب جبل "حيدران" في الجنوب الشرقي من المملكة التونسية الآن، على الجادة الكبرى بين قابس والقيروان، في المكان المعروف اليوم بودران. وفي كتاب " قبائل العرب في مصر " أن الموحدين أجلوا كثيراً من هلالي إفريقية، إلى الأندلس، وأن السلطان قلاوون بمصر، استعان بهم في فتح دنقلة، وأنهم كانت لهم في أيام ابن خلدون بقايا في الصعيد، وأن المقريزي وصفهم بالكثرة في شرقي عيذاب، وأن في المؤرخين من يعد " الجعافرة " في الصعيد بطنا منهم، وقد سكن بعضهم السودان. وينقل عن " برسيفال " تقديره أن " هلال بن عامر " كان حيا سنة 414 م (215 ق هـ قلت: في هذا التقدير نظر، لأن اجتماع نحو 400 ألف مقاتل، أكثرهم منهم، في مكان واحد في أوائل المئه الخامسة للهجرة، يدل على أن مجموعهم لا يقل يومئذ عن المليونين، وهذا العدد، من سلالة رجل واحد، لا يتكون في ستة قرون ولا ضعفيها (الأعلام  ج8 ص 91  الزركلي الدمشقي )


**********
إمارة بني الكنز الأولى
بدأت هذه الامارة بإستيلاء العرب وخاصة قبيلة ربيعة على وادي العلاقي ومدينة المحدثة القريبة من اسوان و على حصن ابريم في النوبة سنة 345 هـ/ 955م  وبالتالي على مجمل النوبة المصرية المريسية من جنوب اسوان الى الشلال الثاني حيث انهم سبق وان استولوا من قبل ذلك على بلاد العلاة من جنوب اسوان الى قرب العلاقي .
 ويذكر ابن الاثير احداث قبل سنة 398 هـ/ 1008 م عن خروج ابي ركوة الثائر الاموي ضد الفاطميين (وانهزم أبو ركوة ومعه بنو قرة وساروا إلى حللهم، فلما بلغوها ثبطهم الماضي عنه، فقالوا له: قد قاتلنا معك، ولم يبق فينا قتال، فخذ لنفسك وانج؛ فسار إلى بلد النوبة، فلما بلغ إلى حصن يعرف بحصن الجبل للنوبة أظهر أنه رسول من الحاكم إلى ملكهم، فقال له صاحب الحصن:الملك عليل، ولا بد من استخراج أمره في مسيرك إليه. وبلغ الفضل الخبر، فأرسل إلى صاحب القلعة بالخبر على حقيقته، فوكل به من يحفظه، وأرسل إلى الملك بالحال، وكان ملك النوبة قد توفي وملك ولده،فأمر بأن يسلم إلى نائب الحاكم)( الكامل في التاريخ ج 4 ص 143  ).
ويروي المقريزي : وكانت عيذاب لبني يونس من ربيعة ملوكها عند قدومهم من اليمامة فجرى بينهم وبين بني بشر حروب انهزموا فيها ومضوا من عيذاب إلى الحجاز ثم وقعت حروب بين بني بشر قتل فيها إسحاق فأحضروا إليهم من بلبيس الشيخ أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن يوسف المعروف بأبي يزيد بن إسحاق بن إبراهيم بن مسروق وهو ابن عم إسحاق بن بشر المقتول، ويرجع نسبه إلى .......وإلى مسروق هذا ينسب كنز الدولة حامي أسوان وأنشأ مكانه المعروف بساقية شعبان ولم يزل رئيسا على ربيعة حتى مات. فقام برياستهم بعده ولده أبو المكارم هبة الله بن الشيخ أبى عبد الله محمد بن علي ويعرف بالأهوج المطاع، وهو الذي ظفر بأبي ركوة الخارج على الحاكم بأمر الله وقبض عليه فأكرمه الحاكم إكراما عظيما ولقبه كنز الدولة وهو أول من لقب بذلك منهم. ولم تزل الإمارة فيهم وكلهم يعرفون بكنز الدولة، حتى كان آخرهم كنز الدولة فقتله الملك العادل أبو بكر بن أيوب في سابع صفر سنة 570 هـ /1175م سبعين وخمسمائة عندما خالف على السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وجمع لحربه وقتل أخاه أبا الهيجاء السمين (البيان والإعراب في نزل مصر من الاعراب ج1 ص 28).
ومن النصين لابن الاثير والمقريزي يتبين ان الملك الذي بقلعة الجبل في ابريم هو ملك بلاد النوبة على العرب ببلاد المريس وعلاقي هو ابوالمكارم هبة الله وهو اول من لقب بكنز الدولة سنة 398 هـ / 1008م وانهم ملكوا النوبة و قلعة الجبل بابريم بعد ان فتح الخازن للقلعة سنة 344هـ وقبل سنة من زيارة ابن سليم الاسواني للنوبة سنة 358هـ تقريبا .
اما عن النص الذي ذكره المقريزي على لسان ابن سليم الاسواني يقول : (قال مؤلفه رحمه الله: وقد غلب أولاد، كنز الدولة على النوبة وملكوها من سنة وبنى بدنقلة جامع يأوي إليه الغرباء،) (المواعظ والعتبار في ذكر الخطط والاثار ج1 ص 357) .
قول المقريزي ( قال رحمه الله ) اي ان القول قول المقريزي نقلا بتصرف منه وليس هو النص الاصلي لابن سليم .
 ويقول المقريزي ان اولاد كنز الدولة (وملكوها من سنة )، ولا يعرف اي سنة زار فيها ابن سليم النوبة لان من ارسله هو جوهر القائد (من 358هـ/ 969م الى 364هـ /975م ) بعد فتح الفاطميين لمصر سنة 358هـ  اي ان اولاد الكنز ملكوها قبل سنة من فترة حكم جوهر القائد او زيارة ابن سليم للنوبة او من كتابة الاسواني لهذه الوثيقة المفقودة ولفظ المقريزي (اولاد الكنز) وهو لقب اطلقه الحاكم بامر الله (من997م / 387هـ الى 1021 م / 412هـ)على ابوالمكارم هبة الله بعد القبض على ابي ركوة سنة 398هـ / 1008م  فلا يمكن ان يكون ان هذا اللقب قد ذكره ابن سليم سنة 358هـ قبل اربعين سنة فالمراد من كلام المقريزي ان من ملك النوبة هم العرب الذين لقبوا باولاد الكنز بعد ذلك.
وخاصة ان قلعة ابريم قد خلت من اهلها سنة 345 هـ/ 955م بعد ان سبي الخازن أهلها.
ويتحدث المقريزي عن ربيعة: "وكان بصعيد مصر أولاد الكنز أصلهم من ربيعة.... وكانت البجة تشن الغارات على القرى الشرقية في كل وقت حتى أخربوها، فقامت ربيعة في منعهم من ذلك حتى كفوهم، ثم تزوجوا منهم وإستولوا على معدن الذهب"( البيان والإعراب فيما نزل مصر من الأعراب ص 27  ).
وذكر ابوصلح الارميني في تاريخه " قبض على ابي ركوة عند مدينة من بلاد مقرة تعرف باسم بوسقا وكان بها مقام صاحب الجبل وبها دير ابوشنودة وكان ذلك سنة اثنين وتسعين وثلاثمائة للعرب ، وكان ملك النوبة آنذاك يدعى روفائيل (تاريخ ابو صالح الارميني كنائس واديرة مصر ص 11).
وروفائيل هذا هو ملك مقرة في دنقلة وليس صاحب الجبل في قلعة ابريم .
وقال ابن خلدون عن ابى ركوة " فقالوا له انج بنفسك إلى بلد النوبة ووصل إلى تخومهم وقال أنا رسول الحاكم فقالوا لابد من استئذان الملك فوكلوا به وطالعوا الملك بحقيقة الحال وكان صغيرا قد ولى بعد سرقة أبيه وبعث إليه الفضل بشأنه وطلبه فكتب إلى شجرة بن منيا قائد الخيل بالثغر بان يسلمه إلى نائب الحاكم"( تارخ ابن خلدون جزء 4 ص 58).
وقال النويري "فبلغه أنه وصل إلى بلاد النوبة فكتب إلى متملكها يقول إن عدوّ أمير المؤمنين الحاكم فى بلادك، وكتب إلى صاحب الجبل وهو نائب صاحب دنقلة ومقره ببلد الدّو فيما بين دنقلة وأسوان. وندب الفضل من العسكر من توجّه لقبضه، وكان المساعد على مسكه الشيخ أبو المكارم هبة الله، شيخ بنى ربيعة وقيل إنه وجد فى دير يعرف بدير أبى شنودة فى أطراف النوبة، فمسك. وكان الطعن به فى شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وثلاثمائة (نهاية الأرب في فنون الأدب ج 28 ص 183).
ولكن هناك من المصادر ما تنسب امراء بني الكنز الى الاشراف وآل بيت النبي
كما يذكر الإدفوي(الطالع السعيد ص 134) في قصيدة عن الشاعر أبو الفرج سهل الأسواني .  
أيا كنز الدولة آل النبي  ...  ومن ذب عن حوزتيهما وحامى
بهرت الأنام بمجد أشم ...  سبقت إلى غايته الكرام

وقال الادفوي ايضا (واخبرني من وقف على مكتوب فيه اربعون شريفا خاصة وان مكتوبا اخر فيه سبعون شريفا يفادون غيرهم ووقفت انا على مكتوب فيه قريب من اربعين وفيه جمع كبير من بيت واحد مؤرخ بما بعد العشرين وستمائة ) (الطالع السعيد ص 64 -) .
عمدت بعض قبائل الأشراف الحسينيين نسبة الى الحسين بن على رضي الله عنهما الى أخفاء نسبها لكثرة ما تعرضوا له من القتل من الامويين والعباسيين بعد ذلك  والتي أفرد ابو الفرج الأصفهاني(284 هـ الى 356هـ) مؤلفاً لهذه الحوادث باسم "مقاتل الطالبيين " وقد عمد بعض الأشراف الحسينيين خاصة أبناء محمد المهدي بن الحسن العسكري والذي هاجر من بغداد الى المغرب صغيرا بإرسال ابيه له بعد أن ادرك عزم الخليفة العباسي المهتدي باللَّه ثم المعتمد باللَّه على قتله هو وولده وخاف على إبنه محمد فأرسله الى المغرب سنة 260هـ بعد ان اعلن وفاته سنة 251هـ  والذي تعتقد الشيعة بغيبته و انه الامام الاثني عشر المنتظر والحقيقة انه قد هاجر الى المغرب واختبأ بها وله ذرية كبيرة في انحاء كثيرة وخاصة بمصر والمغرب وغيرها مذكورة حتى الان و بعض المغالين ينكرون ان الحسن العسكري كان له ولد و بعضهم ينكر ان ابنه محمد له عقب لانه قد مات صغيرا في زمن ابيه ولم يعقب وهذا فقط من باب نكاية و دحض معتقد الشيعة في المهدي الذي يعتقدون بغيبته والصحيح ان محمد بن الحسن العسكري لم يغيب كما يعتقد الشيعة ولم يمت صغيرا كما ينكره البعض من المغالين ، وانما عاش بالمغرب في مدينة فاس
و كثير من الاشراف الحسينيين وخاصة اولاد محمد المهدي بن الحسن العسكري كانوا يخفون انسابهم خشية الملاحقة والقتل وخاصة من خلفاء الدولة العباسية التي كانت تلاحقهم بالقتل في كل مكان ومنهم قبائل الجعافرة التي بصعيد مصر الاعلى وكانت تحسب ضمن قبائل الجعافرة الطيارة وقد صرحت بنسبها الحسيني بعد زوال دولة بني العباس وقيام الخلافة العثمانية التركية . 
 ويصف ناصر خسرو الذي مر على اليمامة منتصف القرن الخامس الهجري ( حوالي سنة445هـ / 1054م) :" بلغنا اليمامة بعد مسيرة أربعة أيام بلياليها وباليمامة حصن كبير قديم والمدينة والسوق حيث صناع من كل نوع يقعان خارج الحصن وبها مسجد جميل وأمراؤها علويون منذ القديم  ولم ينتزع أحد هذه الولاية منهم إذ ليس بجوارهم سلطان أو ملك قاهر وهؤلاء العلويون ذوو شوكة فلديهم ثلاثمائة أو أربعمائة فارس "( سفر نامة ص 40) . 
هؤلاء الامراء العلويون الذين يقصدهم ناصرخسرو هم بني الاخيضر ملكوها من سنة 252هـ حتي انتزعها منهم القرامطة سنة 311هـ و انهم بقواها حتى شاهدهم ناصر خسرو سنة 481 هـ بعد نهاية القرامطة 
و كان العلويين الحسنيين (بنو الاخيضر) امراء باليمامة ويحتمل ان يكون قد رحل بعض العلويين مع ربيعة الى مصر والى علاقي لانه يقول (جلت العرب منها ) و قد بقى بعض العلويين في اليمامة ولقب اميرهم في العلاقي بكنز الدولة بعد ذلك ومن بني الاخيضر من اصبح ملوك مالي وغانة ، يقول القلقشندي قال (بنو صالح بن عبد الله بن موسى ابي الكرام بن موسى الجون ابن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط رضى والحسن ، كانت لهم دولة ببلاد غانة من بلاد السودان من جهة البحر المحيط الغربي، ذكرهم صاحب كتاب رجار في الجغرافيا. قال في العبر: ولعل صالح هذا هو صالح بن يوسف بن محمد بن الاخيضر بن يوسف بن ابراهيم بن موسى الجون) (نهاية الارب في معرفة انساب العرب  ج1 ص 311.) .
بنو صالح بن موسى بن عبد الله الساقى ويلقب بأبى الكرام بن موسى الجون وهم الذين كانوا ملوكا بغانة من بلاد السودان بالمغرب الاقصى وعقبهم هنالك معروفون) العبر ج4 ص 113 ابن خلدون ، وموسى هذا الملقب بالمنسي كان من اغني اهل الارض من ثروته من الذهب المستخرج من امبراطوريته التي كانت تشمل مالي وغانة وكل ساحل افريقيا الغربي على البحر المحيط (الاطلنطي
وقد نسَّب المقريزي وغيره كنز الدولة الاول الى ربيعة الفرس بن نزار وقد يكون نسب كنز الدولة الى الاشراف حيث كانت قبيلة ربيعة الفرس في اليمامة و كان بعض الاشراف الحسنيين بني الاخيضر امراء علي اليمامة ثم رحلت عنها ربيعة الى مصر وكذلك رحل عنها بني الاخيضر الى عدد من المناطق مثل مكة والمدينة وجزر دهلك وباضع بالبحر الاحمر على ساحل الحبشة وقد رحل بعضهم الى غانة.

وبذلك فان بني الكنز لفظ اطلق على جميع العرب الذين سكنوا اسوان والنوبة الشمالية واكتسبوا لهجة النوبيين و لقب اميرهم بلقب "كنز الدولة " ولفظ بني الكنز بعد ذلك اطلق على اتباعه سواء كانوا اولاده من نسله او من قبائل اخرى تابعة وخاضعة له غير قبيلة كنز الدولة الاول ابوالمكارم هبة اللة وهي قبيلة بني حنيفة من ربيعة بن نزار ، بل امتد الى بني هلال وسليم وزغبة وجهينة وبعض القريشيين وغيرهم ممن خضعوا لحكم امير منطقة اسوان والمريس والنوبة والذي درج على تسميته بالكنز  .
و ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان: جدّ جاهلي قديم، كان مسكن أبنائه بين اليمامة والبحرين والعراق. وهو الّذي يقال له (ربيعة الفرس)  الاعلام الزركلي ج3 ص 17
وتذكر المصادر التاريخية بأن القريشيين في مصر كانوا مقربين لبني أيوب والأيوبيون (دراسات في تاريخ العروبة في وادي النيل : مرحلة الأحلاف في مصر وأثرها في السودان من ص 44) .
بعد نهاية الدولة الفاطمية و قد أغلق صلاح الدين الجامع الازهر للقضاء على المذهب الشيعي كإتجاه سياسي ومذهبي،لم يتعرض لنقابة الأشراف التي كانت تمثل حفظ أنساب آل البيت.
ولم يكن الامر كذلك مع المماليك بعد ذلك لاصولهم الغير عربية فضلا عن كونهم مماليك اجلاب وقد حدثت كثير من النزاعات بين العرب والمماليك ثم الترك العثمانيين.
بعد نهاية الدولة الايوبية يقول المقريزي (ثم إن المعز (ايبك) جمع الأموال فأحدث الوزير مكوسا كثيرة سماها الحقوق السلطانية، وعاد المعز إلى قلعة الجبل في سنة إحدى وخمسين وأوقع بعرب الصعيد وقبض على الشريف حصن الدين ثعلب بن ثعلب، وأذلّ سائر عرب الوجهين القبليّ والبحري وأفناهم قتلا وأسرا وسبيا، وزاد في القطيعة على من بقي منهم حتى ذلوا وقلوا) الخطط ج3 ص 414
حدود مصر في ذلك التاريخ: يذكر إبن الفَقيه : ومن دمقلة إلى أسوان أوّل مصر مسيرة أربعين ليلة، ومن أسوان إلى الفسطاط خمس عشرة ليلة ومن أسوان إلى أدنى بلاد النوبة خمس ليال، وفي الشرق من بلاد النوبة البجة ما بين النيل وبحر اليمن، وهو بحر القلزم بمصر، وبحر الجار بالمدينة، وبحر جدّة بمكّة، وبحر اليمن بالشحر،وعمان وفارس والأبلّة"( مختصر تاريخ البلدان ص 130.).
حسب المسافة الفعلية بين أسوان والفسطاط "القاهرة" 850كم = 15 ليلة  ، أي أن الليلة 850÷15= 55كم تقريبا ، أي أن مسافة خمس ليالي تكون 55×5=275كم تقريبا
وقد إستقرت في أرض المعدن قبائل من القيسية وإشتغلوا بالتعدين مثل بني هلال وفزارة ، وقبائل من السبئية مثل جُهَينة و بَلِيّ و بَهراء  وجُذَام   وعَرَك .
تفصيل اصول القبائل المذكورة :
1- جهينة بن زيد بن ليث ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان بن هود بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح. قال الحمداني وهم أكثر عرب الصعيد في الديار المصرية، ولهم بلاد منفلوط واسيوط. قال: وكانت مساكنهم في بلاد قريش يعني الأشمونيين فأخرجتهم قريش بمساعة الخلفاء الفاطميين فصاروا إلى بلاد اخميم اعلاها واسفلها
2- بنو بَلِّى - بطن من قضاعة من القحطانية النسبة اليهم بلوي، وهو بنو بلي بن عمرو بن الحافي بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ ، قال الحمداني: وديارهم اخميم وما تحتها، قال: واتفقوا هم وجهينة فصار لبلي من جسر سوهاي إلى قمولة، وصار لها من الشرق من عقبة قاو الخراب إلى عيداب، قال: والموجود منهم الآن من أصول بلي في هذه البلاد بنو عمر وبنو هاشم، وبنو هرم، وبنو سوادة، وبنو حارثة، وبنو أراش، وبنو ناب، وبنو شاد. قال: وهم الأمراء الآن، وبنو عجيل بن المريب وهم العجلة وفيهم الامارة أيضاً. ) نهاية الارب ج1 ص 181 .
3- بَهراء هم عرب الضبايئة الذين يسكنون الآن بشمال السودان. وبهراء وبلي ابناء عمومة يذكر النويري (وأما عمرو بن الحاف بن قُضَاعة فأعقب من ثلاث أفخاذ: بلىّ بن عمرو، وبهراء ابن عمرو، وحيدان، وقيل: حدّان بن عمرو؛ والى بلىّ هذا ينسب كلّ بلوىّ ككعب ابن عجرة البلوىّ، وبنو العجلان، وبنو أنيف، وبنو عصية وهم كلّهم حلفاء الأنصار: بنى عمرو بن عوف من الأوس وهى قبائل من بلىّ في الأنصار،) نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ج2 ص296
4- عَرَك  بطن من الجعافرة الطيارة نسبة الى جعفر بن ابي طالب ونسبوا في بعض المراجع الى قبيلة جهينة
 وذكر البكري: "ومدينة أسوان، وهي آخر مدن الإسلام وثغرهم من بلاد مصر، وهي متصلة ببلاد النوبة. وبين أسوان- وهي آخر بلاد الإسلام- والعريش، وهو آخر حدّ مصر، حائط العجوز قد حوّط أرض مصر كلها وبين مدينة أسوان ومدينة صور التي هي أول بلاد النوبة صحراء فيها أعراب يعرفون ببني حمار وبني هلال وبني كنانة وبني جُهَيْنَة يؤدون أعشارهم إلى صاحب مصر. وأسوان في أول الصحراء إلى ساحل بحر النعم إلى مدينة على ساحل البحر تسمّى عِيْذَاب ، وهي في  صحراء تتجول فيها قبائل السودان من البجاة. ومسجد الرديني آخر عمل أسوان وهو رباط أسوان"( المسالك والممالك: ص 619).
توضيح : حائط العجوز : هذا الحائط، كان حصنا لأرض مصر، يحدق بجميعها، وكان فيه محارس ومسالح، ومن ورائه خليج يجري فيه الماء، معقود عليه القناطر، عملته دلوكة بنت زبا، وقد وهي وتلاشى، ولم يبق منه إلا يسير في شط النيل الشرقيّ ينتهي إلى أسوان ) المواعظ والإعتبار  الخطط والآثار ص368 . ويقول ابن خلدون (ثم ملك على مصر كلابطره بنت ديوناشيش ومعنى هذا الاسم الساكنة على الصخرة ملكت ثلاثين وقيل ثنتين وعشرين وكانت حاذقة ........فحصنت بلادها وبنت حائطا من الفرماء إلى النوبة شرقي النيل وحائطا من اسكندرية إلى النوبة غربي النيل وهو حائط العجوز لهذا العهد) العبر ج 2 ص 193 وقد ملكت كليو باترا من سنة 51 - 30 ق.م وسيكون هو تاريخ بناء الحائط ويكرن هو ايضا حدود مصر في عهد اخر البطالمة
تفصيل نسب القبائل المذكورة
1- بني حمار : بطن من هلبا سويد بن زيد بن حرام بن جذام القحطانية ولهم تواجد كثيف الان في غرب السودان في دافور وكردفان وجنوب السودان. قال الحمداني: وجذام أول من سكن مصر من العرب حين جاءوا إلى الفتح مع عمرو بن العاص. بنو كنانة - ويقال لهم كنانة طلجة بطن من كنانة خزيمة، ذكرهم القضاعي في خطط مصر وقال: ان منهم اخلاطا في بلاد قريش(بين منفلوط وابوقرقاس بصعيد مصر).
2- كنانة - ويقال لهم كنانة طلجة بطن من كنانة خزيمة، ذكرهم القضاعي في خطط مصر وقال: ان منهم اخلاطا في بلاد قريش. بنو جهينة بن زيد بن ليث ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة .
أي أن بني هلال وجهينة في ذلك الوقت كانوا جنوب صحراء الواحات في الصحراء الغربية من أسوان في درب الاربعين الى حدود دارفور في زمن البكري القرن الخامس الهجري .  
و قد تغير الوضع بين بني الكنز والفاطميين وإنقلب الحال من الولاء إلى العداء زمن الخليفة الفاطمي" المستنصر بالله سنة 463 هـ/1071م عندما أعلن "كنز الدولة محمد "إستقلاله التام ببلاد النوبة واسوان بسبب حالة الفوضى التي عمت مصر بعد الشدة المستنصرية (قصور النيل ثم المجاعة في عهد المستنصر) وقد شجعه على ذلك بعض العرب الوافدين إليه مثل بني هلال الذين تم تغريبهم من الشام إلي الصعيد كأسرى حرب.
وقد حدثت ثورة من كنز الدولة وتحركت قواته للقضاء على الخليفة الفاطمي الجديد " المستعلي بالله " بسبب دفع بدر الدين الجمالي بولاية العهد إلى المستعلي بالله بدلا من أخوه الأكبر نزار الذي ينتمي إليه بعض فرق الشيعة ، الأمر الذي رفضه بعض زعماء الفرق الشيعية الفاطمية الإسماعيلية، ومنهم الحسن الصباح زعيم حركة الحشاشين الإسماعيلية في إيران،الذي عرف فيما بعد بشيخ قلعة الجبل (قلعة أَلَمُوت في شمال ايران) ويبدو أنه أثار أتباعه من بني الكنز ضد بدر الجمالي وهو السبب في الثورة أي أنه كان خلافا شيعيا داخليا.
فأرسل الخليفة الفاطمي" المستعلي بالله أبو القاسم"القائد "أميرالجيوش بدر الدين الجمالي" إلي كنز الدولة محمد عام 491 هـ/1098م والذي هزم كنز الدولة وقتل عدد كبير من العرب المتواجدين مع "كنز الدولة محمد" وخاصة عند معركة إسنا وفر كنز الدولة إلى دنقلة وسلمه ملك النوبة إلي "بدر الجمالي" وقتل على باب الحديد ثم تم تعيين سعد الدولة " سارتكين القواسي" إبن أخ" كنز الدولة محمد "واليا على أسوان بوساطة ملك النوبة والذي إشترك معه في قتال الفرنج بالشام وقتل خلال المعارك في عسقلان عام 493هجرية .
عام 544ه ـ تذكر المصادر ان والى قوص هو طلائع بن رزبك ثم اسند ولاية قوص الى شاور بن بحير السعدي اخر وزراء الدولة الفاطمية وقد استخدم طلائع بن رزبك العرب في الصعيد للاستيلاء على الوزارة بالقاهرة وبعد مقتله سنة 556هـ استخدم شاور العرب ايضا في دخول القاهرة والاستيلاء على الوزارة ثم قتل شاور سنة 564هـ بعد صراعه مع اسدالدين شيركوه وخلف اسد الدين على وزارة مصر ابن اخيه صلاح الدين الايوبي وقد كانت اسوان والنوبة الشمالية(المريس وهي بلاد العلاة وبلاد الجبل ) اقطاعا لبني الكنز في ذلك الوقت .
 وفي سنة 568هـ /1173م دافع كنز الدولة عن أسوان ضد هجوم ملك النوبة وطلب النجدة من "صلاح الدين الأيوبي " الذي أرسل إليه" الشجاع البعلبكي" .
حيث يروي المقريزي : وفيها خرج العبيد من بلاد النوبة لحصار أسوان ، وبها كنز الدولة، فجهز السلطان الشجاع البعلبكي في عسكر كبير فسار إلى أسوان ، وقد رحل العبيد عنها، فتبعهم ومعه كنز الدولة، وواقعهم وقتل منهم كثيرا، وعاد إلى القاهرة ، وفيها سار الملك المعظم شمس الدولة فخر الدين تورانشاه بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين ، إلى بلاد النوبة، وفتح قلعة إبريم وسبى وغنم ، وعاد إلى أسوان ، وأقطع إبريم رجلا يعرف بإبراهيم الكردي، فسار إليها في عدة من الأكراد ، وإنبثوا يشنون الغارات على بلاد النوبة، حتى إمتلأت أيديهم بالأموال والمواشي بعد فقر وجهد فوافى كتاب ملك النوبة إلى شمس الدولة وهو بقوص مع هدية، فأكرم رسوله وخلع عليه ، وأعطاه زوجين من نشاب ، وقال له : " قل للملك مالك عندي جواب إلا هذا " وجهز معه رسولا ليكشف له خبر البلاد، فسار إلى دمقلة وعاد إليه ، فقال:وجدت بلادا ضيقة ، ليس بها من الزرع سوى الذرة ونخل صغير منه إدامهم ، ويخرج الملك وهو عريان على فرس عرى، وقد إلتف في ثوب أطلس  ، وليس على رأسه شعر. فلما قدمت عليه وسلمت ضحك وتغاشى، وأمر بي فكويت على يدي هيئة صليب ، وأنعم علي بنحو خمسين رطلا من دقيق وليس في دمقلة عمارة سوى دار الملك ، وباقيها أخصاص " (السلوك لمعرفة دول الملوك ج1 ص 2) .
 أي ان حملة تورانشاه بن أيوب ومن معه من الاكراد استولوا على حصن ابريم وكان ان حصن ابريم كان ضمن املاك كنز الدولة من ربيعة وغيرهم منذ زمن الاخشيديين سنة 345هـ
وقال في ذلك ابن كثير : وفيها أَرسل السلطَان صلاح الدينِ أَخاه شمس الدولة تورشاه إلى بلاد النوبة فَافتتحها، واستحوذ علَى معقلها وهو حصن يقال لَه إبريم، ولَما رآها بلدة قَلِيلَةَ الْجدوى لا يفي خراجها بكلْفتها، استخلَف على الحصن الْمذْكور رجلا من الْأكراد يقال لَه إبراهيم، فَجعله مقدما مقررا بحصن إبرِيم، وانضاف إِلَيه جماعةٌ من الْأَكراد البطَّالين، فَكثرت أموالهم وحسنت أحوالهم هنالك وشنوا الغارات وحصلوا على الغنائم. (البداية والنهاية ج12  ص 335)
قام " كنز الدولة بن المتوج" بعد ذلك بجمع عدد كبير من الناس بإغراء المال وأيضا بسبب حب الناس له فقام بقتل" آبي الهيجاء السمين" الحاكم الجديد في بداية عام 570 هـ /1175م لانه استولى على اقطاع الكنز في قلعة ابريم التي كانت جزء من امارته ، وقام بذلك أثناء صد"صلاح الدين "هجوم أسطول الفرنج الصقلية على الإسكندرية في اواخر سنة 569هــ.  
فتحالف كنز الدولة مع "عباس بن شادي وفلول ثورة مؤتمن الخلافة وعمارة اليمني " وبعض الجند المصريين والسودانيين ضد صلاح الدين الأيوبي في محاولة إعادة الحكم الفاطمي. 
فأرسل صلاح الدين الأيوبي حملة بقيادة أخيه "الملك العادل "وقضى عليهم جميعا وبلغ عدد القتلى ثمانين ألفا. ويذكر أبو شامة:" وأسرعت البلية إِلَيْهَا وَبهَا وَقعت وأتى السَّيْف على أَهلهَا وباءت بعد عزها بذّلها"( عين الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤرخ ج2 ص 339 أبو شامة) . فخربها وأنزل السيف في أهلها عند بلدة الطود .
رواية ابن خلدون : كان أمير العرب بنواحي اسوان يلقب كنز الدولة وكان شيعة للعلوية بمصر  وطالت أيامه واشتهر ولما ملك صلاح الدين قسم الصعيد اقطاعا بين أمرائه وكان أخو أبى الهيجاء السمين من أمرائه واقطاعه في نواحيهم فعصى كنز الدولة سنة خمسمائة وسبعين واجتمع إليه العرب والسودان وهجم على أخى أبى الهيجاء السمين في اقطاعه فقتله وكان أبو الهيجاء من أكبر الامراء فبعثه صلاح الدين لقتال الكنز وبعث معه جماعة من الامراء والتف له الجند فساروا إلى اسوان ومروا بصدد فحاصروا بها جماعة وظفروا بهم فاستلحموهم ثم ساروا إلى الكنز فقاتلوه وهزموه وقتل واستلحم جميع أصحابه وأمنت بلاد اسوان والصعيد والله تعالى ولى التوفيق (تارخ ابن خلدون جزء 5 ص 288).
و يروي المقريزي: وفيها جمع كنز الدولة والي أسوان والعرب والسودان ، وقصد القاهرة يريد إعادة الدولة الفاطمية، وأنفق في جموعه أموالا جزيلة ، وإنضم إليه جماعة ممن يهوى هواهم ، فقتل عدة من أمراء صلاح الدين . وخرج في قرية طود رجل يعرف بعباس بن شادي، وأخذ بلاد قوص ، وإنتهب أموالها. فجهز السلطان صلاح الدين أخاه الملك العادل في جيش كثيف ، ومعه الخطير مهذب بن مماتي، فسار وأوقع بشادي وبدد جموعه وقتله ، ثم سار فلقيه كنز الدولة بناحية طود، وكانت بينهما حروب فر منها كنز الدولة، بعدما قتل أكثر عسكره. ثم قتل كنز الدولة في سابع صفر، وقدم العادل إلى القاهرة في ثامن عشريه(السلوك لمعرفة دول الملوك ج1 ص 5 احداث سنة 570 هـ).
ومن ذلك التاريخ إنتهت إمارة بني الكنز عند أسوان والمريس ورحل كثير منهم الى المَقُّرة على عدة موجات من الهجرة وتصاهروا مع ملوكها وإكتسبوا لهجتهم وإستفادوا من نظام الوراثة عند النوبيين المقرة بأن يرث إبن البنت ثم حولوا نظام الوراثة إلى النظام الأبوي بعد اسلام النويين وإنتقل مُلك النوبة إلى أولادهم على مدى عشرات السنين من هروبهم اليها.
 في ذلك التوقيت ظهرت فكرة إقامة تحالف صليبي حبشي ويقصد بالحبشة في ذلك الوقت ممالك النوبة المسيحية بالسودان لأن ملوك أوروبا كعادتهم تاريخيا كانوا يخلطون إسم  النوبة بالحبشة لأنهم يطلقون على الجميع لفظ "إثيوبيا " أي بلاد السود، وذلك للإطباق على مصر من الشمال والجنوب وظهور مخطط أوروبي حبشي لتحويل مجرى نهر النيل وحرمان المصريين من مياهه ولم يتم هذا المشروع في زمن الأيوبيين.
و كان ملك البرتغال في ذلك الوقت قد منح اليسوعيين (الجزويت) الولاية الروحية على الحبشة وبلاد النوبة(تاريخ دولة الكنوز الاسلامية ص 81 و 82 د عطية القوصي). يقصد بالنوبة في كلام د عطية القوصي النوبة العلوة لأن النوبة المقرة أصبح مذهبها يعقوبي.

**********
دولة بني الكنز الثانية
بعد القضاء على امارة بني الكنز الاولى وانشغال الدولة الايوبية ثم دولة المماليك بالحروب الصليبية بدأت مملكة النوبة المسيحية بالمقرة تهدد الحدود الجنوبية لمصر وكان بني الكنز ركزوا تواجدهم في اسوان وجنوبها في المريس في جزء النوبة المصرية وفر بعضهم الى المقرة .
يروي المقريزي " وورد كتاب والي قوص أنه وصل إلى عِيْذَاب، وبعث عسكرا إلى سواكن، ففر صاحب سواكن، وعادوا إلى قوص وقد تمهدت البلاد، وصارت رجال السلطان بسواكن(السلوك لمعرفة دول الملوك ج1 ص 184 احداث عام 664هـ /1266م  ) .
ويذكر المقريزي ان صاحب سواكن بعد ذلك زمن السلطان قلاوون هو الشريف علم الدين.
ويقول ابن بطوطة سنة 725هـ (وصلنا إلى حي من العرب يعرفون بأولاد كاهل مختلطين بالبجاة. عارفين بلسانهم.......وكان سلطان جزيرة سواكن حين وصولي إليها الشريف أبي نمي وأبوه أمير مكة وأخوه أميرها بعده وهما عطيفة ورميثة اللذان تقدم ذكرهما  وصارت إليه من قبل البجاة فإنهم أخواله ومعه عسكر من البجاة وأولاد كاهل وعرب جهينة) (رحلة ابن بطوطة ص 187) .
توضيح : الكواهلة من اكبر قبائل السودان عددا في كردفان وشرق السودان  ويقال ان نسبتهم الى ربيعة الفرس وقيل ينسبون الى عبدالله بن الزبير بن العوام  .
توضيح من هم الشريفين ابي نمى : يقول ابن بطوطة (وكانت إمارة مكة في عهد دخولي إليها للشريفين الأجلين الأخوين أسد الدين رميثة وسيف الدين عطيفة ابني الأمير أبي نمي بن أبي سعد بن علي بن قتادة الحسنيين ورميثة أكبرهما سنا ولكنه كان يقدم اسم عطيفة في الدعاء له بمكة لعدله ولرميثة من الأولاد أحمد وعجلان، وهو أمير مكة في هذا العهد، وتقية وسند وأم قاسم، ولعطيفة من الأولاد محمد ومبارك ومسعود. ودار عطيفة عن يمين المروة ودار أخيه رميثة برباط الشرابي عند باب بني شيبة وتضرب الطبول على باب كل واحد منهما عند صلاة المغرب من كل يوم ) رحلة ابن بطوطة ص 113.
ولم تذكر كتب التاريخ اسم هذا الوالي صراحة و يذكر بعض من الجعافرة انه كان الامير حمد بن محمد ابو الجعافرة. وقد توفي الامير حمد سنة675 هـ /1277م حسب وثائق انساب الجعافرة .
و يذكر بوثائق الانساب ان الظاهر بيبرس إستعان في حملته ببعض العرب منهم الجعافرة أولاد محمد أبوالجعافرة من البحيرة والقاهرة وولى الأمير حمد بن محمد ابوالجعافرة أميرا على الصعيد الأعلى بالطود – قرب الأقصر - وأنشأ بهم إمارة عربية جديدة بين قوص وأسوان أي شمال دولة بني الكنز التي قامت على أرض المريس وسوف أتحدث عنها لاحقا.
عام671 هـ /1273م  قام الملك" داوود الأول " ملك النوبة بهجوم على أسوان وعلى ثغر عِيْذَاب وصد" نجم الدين عمر " (من أمراء أسوان المنتسب الى كنز الدولة) هذا الهجوم حتى جاءت حملة "ارسلها الظاهر بيبرس "لصد هذا الهجوم عام 671هـ .
يقول ابن كثير (ثم دخلت سنة إحدى وسبعين وستمائة وفي المحرمِ منها وصل صاحب النوبة إلى عيذاب فنهب تجارها وقتل خلقا من أهلها، منهم الوالي) (البداية والنهاية  ج13  ص 306  ) .
حيث يذكر المقريزي احداث سنة671هـ /1264م" سار والي قوص من أسوان حتى قارب دنقلة من بلاد النوبة، وقتل وأسر ثم عاد" (السلوك لمعرفة دول الملوك ج1 ص 205) .
ثم قام بحملة ثانية على بلاد النوبة (بلاد مقرة) عام 673 هـ وكان في الحملة ملك نوبي يدعى "شكندة " كان يشكو" للظاهر بيبرس "أن الملك" داوود" إغتصب عرشه فأجلسه" الظاهر بيبرس" على عرش دنقلة .
و في ذلك الوقت كان" شكندة او مشكد" ( احد امراء النوبة الفارين الى القاهرة ) قد إستعان "بالظاهر بيبرس" لإعادته لعرش النوبة من "داوود الأول " .
رواية المقريزي أحداث سنة 674هـ /1276 م : " وفيها حضر ابن أخت ملك النوبة واسمه مشكد متظلما من داود ملك النوبة، فجرد السلطان معه الأمير آقسنقر الفارقاني، بعده من العسكر وأجناد الولاة والعربان، ومعه الزراقون والرماة ورجمال الحراريق والزردخاناه، خرج في مستهل شعبان حتى عدي أسوان، وقاتل الملك داود ومن معه من السودان، فقاتلوه على النجب، وهزمهم وأسر منهم كثيراً. وبث الأمير آقسنقر الأمير عز الدين الأفرم، فأغار على قلعة الدقم، وقتل وسبي، ثم توجه الأمير سنقر في أثره يقتل وياسر حتى وصل إلى جزيرة ميكائيل وهي رأس جنادل النوبة فقتل وأسر وأقر الأمير آقسنقر قمر الدولة صاحب الجبل وبيده نصف بلاد النوبة على ما بيده، ثم واقع الملك داود حتى أفني معظم رجاله قتلا وأسرا، وفر داود بنفسه في البحر وأسر أخوه شنكو، فساق العسكر خلفه ثلاثة أيام، والسيف يعمل فيمن هناك حتى دخلوا كلهم في الطاعة، وأسرت أم الملك داود وأخته وأقيم مشكد في المملكة، وألبس التاج وأجلس في مكان داود، وقررت عليه القطعة في كل سنة وهي فيلة ثلاثة، وزرافات ثلاث، وفهود إناث خمس، وصهب جياد مائة، وأبقار جياد منتخبة مائة وقرر أن تكون البلاد مشاطرة، نصفها للسلطان ونصفها لعمارة البلاد وحفظها، وأن تكون بلاد العلى وبلاد الجبل للسلطان وهي قدر ربع بلاد النوبة لقربها من أسوان، وأن يحمل القطن والتمر مع الحقوق الجاري بها العادة من القديم وعرض عليهم الإسلام أو الجزية أو القتل فاختاروا الجزية، وأن يقوم كل منهم بدينار عينا في كل سنة. وعملت نسخة يمين بهذه الشروط، وحلف عليها مشكد وأكابر النوبة، وعملت أيضاً نسخة للرغبة بأنهم يطيعون نائب السلطان مادام طائعا، ويقومون بدينار عن كل بالغ. وخربت كنيسة سرس(فرس) ، التي كان يزعم داود أنها تحدثه بما يرديه، وأخذ ما فيها من الصلبان الذهب وغيرها، فجاءت مبلغ أربعة آلاف وستمائة وأربعين دينارا ونصف، وبلغت الأواني الفضة ثمانية آلاف وستمائة وستين دينارا. وكان داود قد عمرها على أكتاف المسلمين الذين أسرهم من عيذاب وأسوان، وقرر على أقارب داود حمل ما خلفه من رقيق وقماش إلى السلطان، وأطلقت الأسري الذين كانوا بالنوبة من أهل عيذاب وأسوان، وردوا إلى أوطانهم. من العسكر من الرقيق شيئاً كثيراً، حتى أبيع كل رأس بثلاثة دراهم، وفضل بعد القتل والبيع عشرة آلاف نفس، وأقام العسكر. بمدينة دمقلة سبعة عشر يوما، وعادوا إلى القاهرة في خامس ذي الحجة بالأسرى والغنائم، فرسم السلطان للصاحب بهاء الدين بن حنا أن يستخدم عمالا على ما يستخرج من النوبة من الخراج والجزية بدمقلة وأعمالا، فعمل لذلك ديوان (السلوك لمعرفة دول الملوك ج2 ص 94 و95) .
وذكر هذه الرواية ايضا ابن شداد وذكر هروب "داوود الأول" إلى مملكة علوة وقبض ملك علوة على "الملك داوود الأول  " وأرسله إلى" الظاهر بيبرس "عام 675 هـ /1277م  وسجن" الملك داوود "وتوفى في سجنه ووصل سبي النوبة الى القاهرة وبيعوا بمرسوم السلطان بنا لا يباع منهم لنصراني ولا يهودي وان لايفرق بين الاباء والاولاد (تاريخ الملك الظاهر بيبرس ص 129) .
وقد إستعانت حملة الظاهر بيبرس بكنز الدولة في ذلك الوقت "قمر الدولة "أمير قلعة الجبل في ابريم ويبدوا انه ممن فروا الى المقرة بعد هزيمة الكنوز على يد صلاح الدين الايوبي او من استقر بالنوبة من الاكراد الذين وطنهم صلاح الدين في قلعة ابريم ومنهم جنيد شيخ قبيلة الجوابرة بعد ذلك وهو من الهكارية الاكراد وقد إستولى بيبرس كذلك على سواكن ببلاد البجة والحداربة .
رواية بدر الدين العيني : عن حملة الملك الظاهر بيبرس: "ولما جردّ العسكر من مصر خرجوا في ثامن شوال ووصلوا إلى الدو، فأغاروا على قلعتها ونزلوا جزيرة ميكائيل، وهي رأس جنادل النوبة ، فقتلوا وأسروا وغنموا، وكان قمر الدولة آبي صاحب الجبل، فآمنوه وقرروه على ولايته، ثم التفوا الملك داود وعساكره، فكسروه وأسر أخوه وأمّه وأخته، وقتلوا من السودان ألوفا، وهرب داود إلى الأبواب، وهي فوق بلاده، فإلتقاه صاحبها وإسمه "أدرو" قاتله وقتل ولده، وأكثر من كان معه، وأمسكه وأرسل به إلى السلطان أسيرا، فاعتقل بقلعة الجبل إلى أن مات في السجن فيما بعد، ورتّب الأمراء شكنده مكان داود خاله، وقرّروا عليه في كل سنة قطيعة يؤديها، وهي: ثلاثة أفيلة، وثلاثة زرافات، وخمس فهود، ومائة أصهب جياد، وأربعمائة رأس بقر، وأن تكون البلاد مشاطرة: النصف للسلطان، والنصف لعمارتها وحفظها، وأن تكون بلاد العلي وبلاد الجبل للسلطان خاصا لقربها من أسوان، ويحمل ما يتحصل منها من التمر والقطن مع ما تقرر من القطيعة والجزية وهي دينار واحد من كل واحد من العقلاء البالغين إلى الأبواب الشريفة، وإستحلفوه على ذلك الأيمان التي يحلفها النصارى، وعادت العساكر المنصورة (عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان ج1 ص 144  ) .
وقد امرهم السلطان انه بعد فتح البلاد لشكندة ويسلموها له يكون النصف لشكندة والربع لعمارة البلاد والربع للسلطان ورتبوا على كل بالغ في النوبة جزية دينارا سنويا وان تكون الدر وابريم خاصة للسلطان واقام بها والي من جهته على بلاد الجبل(كنز الدرر وجامع الغرر ج 8 ص 183 و 184) .
ويتبين من تقسيم خراج النوبة - النصف لملك النوبة والنصف لملك مصر- وهو ما كان عليه من اتفاق البقط الاول في السابق ويؤكد ان البقط هي كلمة نوبية بمعنى النصف  ، ومعنى ان يكون النصف المخصص للسلطان يتم تقسيمه مرة اخرى الى نصفين نصف للسلطان (الدولة) ونصف لعمارة النوبة أي ان سياسة الدولة كانت ترمي الى تسكين قبائل عربية تابعة للسلطان في هذه المنطقة بين الشلال الثاني(نهاية النوبة المصرية) ودنقلة ، فلم يكن الانفاق على عمارة النوبة بنصف الخراج المقرر عليها الا لذلك الغرض .
وقال المقريزي :(وقرر أن تكون البلاد مشاطرة، نصفها للسلطان ونصفها لعمارة البلاد وحفظها، وأن تكون بلاد العلى وبلاد الجبل للسلطان وهي قدر ربع بلاد النوبة لقربها من أسوان) .
ثم مات "شكندة" وتولى من بعده "برك" ثم قتل برُك علي يد "سي مأمون- بيت مأمون" (تاريخ السودان ص71) والذي إستولى على عرش دنقلة والذي تولى عرش النوبة ثلاث مرات متقطعة.
حدود الدولة الظاهرية في ذلك التاريخ : -  يذكر العَيْني عن الظاهر بيبرس :"وفتح بلاد النوبة بكمالها، وإتسعت مملكته من الفرات إلى أقصى بلاد النوبة" (عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان ج1 ص 153).
ويقول ابن كثير احداث سنة 674هـ(وفتح بلاد النوبة بكمالها من بلاد السودان، وانتزع بلادا من التتار كثيرة، منها شيرزور والبيرة، واتسعت مملكتهُ من الفرات إلى أقصى بلاد النوبة)( االبداية والنهاية ج 13 ص 323  ) .
سنة 686 هـ / 1287 م امر " السلطان قلاوون" بحملة على بلاد النوبة بقيادة "علم الدين سنجر الشهير بالخياط "و"عز الدين آيدمر السيفي" و"عز الدين والكوراني" والي قوص. 
رواية المقريزي: "توجه الأمير علم الدين سنجر المسروري المعروف بالخياط متولي القاهرة، والأمير عز الدين الكوراني، إلى غزو بلاد النوبة. وجرد السلطان معهما طائفة من أجناد الولايات بالوجه القبلي والقراغلامية، وكتب إلى الأمير عز الدين أيدمر السيفي السلاح دار متولي قوص أن يسير معهما بعدته ومن عنده من المماليك السلطانية المركزين بالأعمال القوصية،وأجناد مركز قوص،وعربان الإقليم:وهم أولاد أبي بكر وأولاد عمر،وأولاد شيبان وأولاد الكنز وبني هلال، وغيرهم. فسار الخياط في البر الغربي بنصف العسكر، وسار أيدمر بالنصف الثاني من البر الشرقي، وهو الجانب الذي فيه مدينة دمقلة. لما وصل العسكر أطراف بلاد النوبة وأخلي ملك النوبة سمامون البلاد، وكان صاحب مكر ودهاء وعنده بأس. وأرسل سمامون إلى نائبة بجزائر ميكائيل   وعمل الدو وإسمه جريس ويعرف صاحب هذه الولاية عند النوبة بصاحب الجبل يأمره بإخلاء البلاد التي تحت يده أمام الجيش الزاحف، فكانوا يرحلون والعسكر وراءهم منزلة بمنزلة حتى وصلوا إلى ملك النوبة بدمقلة، فخرج سمامون وقاتل الأمير عز الدين أيدمر قتالاً شديداً، فإنهزم ملك النوبة وقتل كثير ممن معه وإستشهد عدة من المسلمين ، فتبع العسكر ملك النوبة مسيرة خمسة عشر يوما من رواء دمقلة إلى أن أدركوا جريس وأسروه ، وأسروا أيضاً إبن خالة الملك وكان من عظمائهم، فرتب الأمير عزالدين في مملكة النوبة ابن أخت الملك، وجعل جريس نائبا عنه، وجرد معهما عسكراً، وقرر عليهما قطعة يحملأنها في كل سنة، "( السلوك لمعرفة دول الملوك ج1 ص 250).
ويقول ابن خلدون عن نفس الحملة وذكر القبائل العربية التي بها " بعد ان إستنفر العربان أولاد أبى بكر وأولاد عمر وأولاد شريف وأولاد شيبان وأولاد كنز الدولة وجماعة من الغرب وبنى هلال وساروا على العدوة الغربية والشرقية في دنقلة وملكهم بيتمامون هكذا سماه النووي(تاريخ ابن خلدون جزء 5 ص 400). 
رواية النويري عن نفس الحملة وذكر ايضا القبائل العربية التي بها " وجرد الأمير عز الدين أيدمر السيفى، السلاح دار، متولى الأعمال القوصية، بعدته ومن عنده من المماليك السلطانية، المركزين بالأعمال القوصية، وأجناد مركز قوص، وعربان الأقاليم وهم: أولاد أبى بكر، وأولاد عمر، وأولاد شريف ،وأولاد شيبان، وأولاد الكنز، وجماعة من العربان الريسية وبنى هلال (نهاية الأرب في فنون الأدب ج 32 ص 238) .
بعد الحملة عاد ملك النوبة مرة اخرى حيث يروي المقريزي(وأما النوبة فإنه سمامون ملكها رجع بعد خروج العسكر إلى دمقلة، وحارب من بها وهزمهم، وفر منه الملك وجريس والعسكر المجرد، وساروا إلى القاهرة، فغضب السلطان وأمر بتجهيز العسكر لغزو النوبة(السلوك لمعرفة دول الملوك ج1 ص 252).
ويروي المقريزي عن حملة اخرى سنة 688 هـ ( وجرد الأمير عز الدين أيبك الأفرم أمير جاندرا إلى بلاد النوبة، ومعه من الأمراء قبجاق المنصوري وبكتمر الجوكندار وأيدمر وإلى قوص، وأطلاب كثير من الأمراء، وسائر أجناد المراكز بالوجه القبلي ونواب الولاة، ومن عربان الوجهين القبلي والبحري عدة أربعين ألف راجل، ومعهم متملك النوبة وجريس ......... تقدمهم جريس نائب ملك النوبة ومعه أولاد الكنز ليؤمن أهل البلاد ويجهز الإقامات. فكان العسكر إذا قدم إلى بلد خرج إليه المشايخ والأعيان، وقبلوا الأرض وأخذوا الأمان وعادوا، وذلك من بلد الدو إلى جزائر ميكائيل، وهي ولاية جريس وأما ما عدا ذلك من البلاد التي لم يكن لجريس عليها ولاية، من جزائر ميكائيل إلى دمقلة، فإن أهلها جلوا عنها طاعة لمتملك النوبة. فنهبها العسكر وقتلوا من وجدوه بها، ورعوا الزروع وخربوا السواقي إلى أن وصلوا مدينة دمقلة، فوجدوا الملك قد أخلاها حتى لم يسبق بها سوي شيخ واحد عجوز، فأخبرا أن الملك نزل بجزيرة في بحر النيل بعدها عن دمقلة خمسة عشر يوماً. فتتبعه وإلى قوص، ولم يقدر مركب على سلوك النيل هناك لتوعر النيل بالأحجار"( السلوك لمعرفة دول الملوك ج1 ص 255) .
جزائر ميكائيل موقعها بين جزيرة بلانة الى جزيرة جنساب شمال الشلال الثاني على الحدود المصرية السودانية ، وحول بلانة كانت سكنى الانصار العكارمة و من جنوبها كانت سكنى للنوبيين الذين جلوا عنها طاعة للسلطان وسيسكنها بعد ذلك العرب الذين وفدوا مع الحملة .
حدود مصر في عهد قلاوون : يقول ابن كثير ( ثم دخلت سنة إحدى وتسعين وستمائة فيها فتحت قلعة الروم. وسلطان البلاد من دنقلة إلى مصر إلى أقصى بلاد الشام بكماله وسواحله بلاد حلب وغير ذلك ) (البداية والنهاية ج13 ص 385  ) .
بعد الحملة قام السلطان قلاوون بتولية "داوود الثاني " ملكا على النوبة ثم عاد "سيمامون" إلى مُلك النوبة وتوفى سنة 693 هـ 1277م فتولى عرش النوبة " أني " ثم " بوديما " في نفس العام ثم "أماي" وتوفى" أماى "سنة 716 هـ وتولى بعده أخوه"كربيس" الذي إمتنع عن دفع البقط فأرسل "محمد بن قلاوون" حملة إزاحته عن العرش، وقد طلب "كربيس من "محمد بن قلاوون" أن يولي إبن أخته المسلم "كنز الدولة شجاع الدين نصر بن فخرالدين مالك " .
شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك هو إبن عم نجم الدين عمر والاخير هذا هو غير نجم الدين بن رضوان بن علي المغربي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد أبوالجعافرة المتوفى 800 هـ جد الكنوز الشرقيين "الماتوكيين" الذي خلفه إبنه نصر الدين ملك النوبة وسياتي ذكره لاحقا .
نجم الدين عمر قاوم داوود ملك النوبة سنة 671هـ  ورده عن حصار اسوان واشتهر بالشجاعة والكرم والمذكور في الطالع السعيد للادفوي يقول : وكان بها بنو الكنز امراء اصايل من ربيعة اهل فتوة ومكارم ممدوحون مقصودون من البلاد الشاسعة والاماكن المتباعدة ، صنع لهم الفاضل السديد ابوالحسن علي بن عرام سيرة وذكر مناقبهم وحالهم وجمع اسماء من مدحهم من اهل الثغر ورد عليهم وادركنا منهم فخر الدين مالك وابن اخيه نجم الدين عمر كانا مشهورين بالمكارم والاحسان ... ولما كان الغلاء في سنة اربع وتسعين وستمائة : قام بفقراء اسوان واعطى الغلال حتى نفدت ثم الثمار حتى فرغت ثم ذبح النعم حتى خرج الغلاء وله ولاولاده باسوان اثار جميلة واوقاف على وجوه البر جزيلة ..... وانه لما ارسل السلطان جيشا الى كنزالدولة واصحابه نزحوا عن البلاد ودخلوا بيوتهم فوجدوا بها قصائد في مدحهم ... ولما قيل لداوود ملك النوبة : انه يحضر الى اسوان يفلكها فما قدامه من يرده ، حضر وحاصرها فخرج له نجم الدين عمر المذكور وحده بغير سلاح سوى دبوس في يده ومازال يضرب به حتى قارب الملك وكثروا عليه فرد ودخل البلد فغلب داوود ورجع خائبا. ص13 )  .ويثبت من تلك الرواية للادفوي ان بني الكنز كانوا باسوان ونزحزا منها بعد ذلك وذكر ابن حجر والمقريزي سنة 768هـ انهم كانوا يسكنون خارج مدينة اسوان(الطالع السعيد. ص13  ) .
رواية النويري عن الحملة( وصحبتهم سيف الدين عبدالله برشنبوا النوبى، وهو ابن أخت داود ملك النوبة، وكان قد ربّى فى البيت السلطانى من جملة المماليك السلطانية، فرأى السلطان أن يقدمه فى ذلك الوقت على أهل بلاده ويملكه عليهم، واتصل خبر هذه الحادثة بالملك كرنبس  متملك النوبة، فأرسل ابن أخته كنز الدولة شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك بن الكنز إلى الأبواب السلطانية، وسأل شموله بالإنعام السلطانى فى توليته الملك(نهاية الأرب في فنون الأدب ج 31 ص 40).
غير أن السلطان قلاوون رفض وولى مكانه  نشلي "عبد الله بن سمبو- برشمبو" والذي كان قد أسلم وبدأ إسلام أهل النوبة من ذلك التاريخ .
إلا أن أهل النوبة كرهوا نشلي" عبد الله بن سمبو - برشمبو "والذي حفز ذلك كنز الدولة "شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك " وحرض" شجاع الدين نصر" النوبيين على قتال " بن سمبو - برشمبو " في معركة سنة717 هـ وقتل "بن سمبو - برشمبو ".
يقول ابن خلدون :  قد تقدم لنا غزو الترك إلى النوبة أيام الظاهر بيبرس والمنصور قلاون لما كان عليهم من الجزية التى فرضها عمرو بن العاص عليهم وقررها الملوك بعد ذلك وربما كانوا يماطلون بها أو يمتنعون من أدائها فتغزوهم عساكر المسلمين من مصر حتى يستقيموا وكان ملكهم بدنقلة أيام سارت العساكر من عند قلاون إليها سنة ثمانين وستمائة وإسمه سمامون ، ثم كان ملكهم لهذا العهد إسمه " آى " لا أدرى أكان معاقبا لسمامون أو توسط بينهما متوسط وتوفى آى سنة ست عشرة وسبعمائة وملك بعده في دنقلة أخوه كربيس ثم نزع من بيت ملوكهم رجل إلى مصر إسمه نشلى وأسلم فحسن إسلامه وأجرى له رزقا وأقام عنده فلما كانت سنة ست عشرة إمتنع كربيس من أداء الجزية فجهز السلطان إليه العساكر وبعث معها عبد الله نشلى المهاجر إلى الإسلام من بيت ملكهم فخاف كربيس عن لقائهم وفر إلى بلد الابواب ورجعت العساكر إلى مصر وإستقر نشلى في ملك النوبة على حاله من الإسلام وبعث السلطان إلى ملك الأبواب في كربيس فبعث به إليه وأقام بباب السلطان ثم ان أهل النوبة إجتمعوا على نشلى وقتلوه بممالاة جماعة من العرب سنة تسع وبعثوا عن كربيس ببلد الأبواب فألفوه بمصر وبلغ الخبر إلى السلطان فبعثه إلى النوبة فملكها وإنقطعت الجزية بإسلامهم (تاريخ ابن خلدون جزء 5 ص 429).
رواية النويري : وملك عبد الله برشنبوا دنقلة، واستقر ملكه، وعاد العسكر إلى القاهرة. فكان وصوله فى جمادى الأولى سنة سبع عشرة وسبعمائة، ولما وصل متملك النوبة وأخوه إلى الأبواب السلطانية سأل كنز الدولة الإذن له فى العود إلى ثغر أسوان، وأنهى أن له بالثغر سواقى وعليه خراجا للديوان السلطانى، فرسم بعوده إلى بلده، فتوجه إلى الثغر ثم توجه منه إلى جهة دنقلة، وكان عبد الله برشنبوا لما ملك غيّر قواعد البلاد، وتعاطى نوعا من الكبر لم تجر عادة ملك النوبة بمثله، وعامل أهل البلاد بغلظة وشدة، فكرهوا ولايته. فلما قصدهم كنز الدولة ووصل إلى بلد الدو هى أول بلاد النوبة - استقبله أهل البلاد بالطاعة وحيوّه بتحية الملك، وهى قولهم: موشاى موشاى، وهذه لفظة لا يخاطب بها غير الملك، وانضموا إليه ودخلوا تحت طاعته، فتقدم إلى دنقلة، فخرج إليه برشنبوا والتقوا، فقتل برشنبوا، وملك كنز الدولة بلاد النوبة إلا أنه لم يضع تاج الملك على رأسه رعاية لحق أخواله، وتعظيما لهم، وحفظا لحرمتهم. ووصل الخبر إلى الأبواب السلطانية بقتل برشنبوا فى شوال سنة سبع عشرة وسبعمائة، فعند ذلك رسم السلطان بالإفراج عن إبرام أخى كرنبس وأرسله إلى النوبة، وأمره أن يحتال فى القبض على ابن أخته كنز الدولة وإرساله إلى الأبواب السلطانية، ووعده أنه إذا فعل ذلك أفرج عن أخيه كرنبس وملكه وأرسله، وتوجه إبرام إلى دنقلة فاستقبله ابن أخته كنز الدولة بالطاعة، وسلم إليه الملك، وصار فى خدمته، وخرجا لتمهيد البلاد مما يلى ثغر أسوان، فلما قرب إلى الدو قبض إبرام على الكنز الدولة وقيده، وعزم على إرساله، فمرض إبرام وهلك بعد ثلاثة أيام من حين القبض على ابن أخته، فاجتمع أهل النوبة على كنز الدولة وملكوه عليهم، فملك البلاد حينئذ ولبس تاج الملك، واستقل بالمملكة، وضم إليه العرب واستعان بهم على من ناوأه " (نهاية الأرب في فنون الأدب ج 32 ص 238 احداث سنة 716هـ) .
وهؤلاء العرب الذين ضمهم اليه شجاع الدين نصر هم من استعان بهم السلطان قلاوون قبل ذلك في الحملة على النوبة ثم قرروا الاستقرار بالنوبة ولهم ذريتهم حتى الان في منطقة النوبة وخاصة الجزء من الدر الى بطن الحجر الى السكوت ثم الى المحس ثم الى دنقلة .
ويقول الرحالة ابن بطوطة بعد سنة 725هـ (ثم إلى دُنْقُلة وهي أكبر بلادهم وسلطانها يدعى بابن كنز الدين، أسلم على أيام الملك الناصر، ثم ينحدر إلى جنادل وهي آخر عمالة السودان وأول عمالة أسوان من صعيد مصر) (رحلات ابن بطوطة ج 2 ص 528) .
يتبين ان من النوبة حتى الشلال الثاني عند بلانة تتبع ولاية اسوان في زمن ابن بطوطة
وقد طاف ابن بطوطة في رحلاته من رجب سنة 725هـ وهي الفترة بعد تولى شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك ووصفه انه "اسلم" يدل على ان الملك لم يكن هو شجاع الدين اما انه مات او عزل لان المصادر لم تذكر بعد ذلك ماذا حدث في النوبة ، وان هذا الملك الذي ذكره ابن بطوطة اما انه نوبي ممن اسلم او يدل على عدم معرفة ابن بطوطة باصول بني الكنز لانه ذكر " ابن كنز الدين" بدلا من كنز الدولة فضلا عن انه في نفس الصفحة ذكر ان نهر النيل متصل ببلاد الزغاوى (تشاد وافريقيا الوسطى)  و تُنْبُكتُو و كَوْكَوْ  وهو قول غير صحيح جغرافيا ، لذلك فروايته غيردقيقة وغيرواضحة وكثير من روايات ابن بطوطة عن بعض البلاد منقولة نصا من كتب رحالة اخرين اقدم منه زمناوقد لا يكون زارها بالفعل.
وبذلك أصبحت النوبة المقرة في ذلك التاريخ تحت حكم المسلمين، إذ كان كنز الدولة أو واحد من أحفاده لا يزال على العرش في عام 1349 م/ 750هـ . 
حيث يذكر العمري أن النوبة بلد مسيحي يحكمه ملوك مسلمون من بنى كنز(التعريف بالمصطلح الشريف ص 48  إبن فضل الله العمري، و صبح الاعشى ج5 ص268 القلقشندي) .
ويقصد العمري بذلك النوبة المقرة عند دنقلة لان النوبة المريس (بلاد العلاة وبلاد الجبل – وهي النوبة المصرية من جنوب اسوان الى ادندان) كانت ملكا للعرب منذ كنز الدولة الاول.
حدود مصر في ذلك التاريخ : كما يصفها إبن فضل الله العمري:"ومصر يشتمل عليها أربعة حدود:- فأما الحد القبلي فينتهي من ضفة القلزم حيث عِيْذَاب على بلاد الحداربة، إلى الروم(يقصد البليمي) من بلاد النوبة خلف الجنادل التي على مصب النيل، إلى جبال المعدن، إلى صحراء الحبشة. وأما الحد الشرقي فينتهي إلى بحر القلزم، وغالب ما بينه وبين مجرى النيل منقطع رمال ومحاجر وجبال؛ ويسمى ما ساحل البحر في هذا الحد: بر العجم، ثم يتسع من حيث السويس وما أخذ شرقا عن بركة الغرندل التي أغرق الله فيها فرعون فينتهي الحد إلى تيه بني إسرائيل حتى يقع على أطراف الشام.وأما الحد الشمالي وتسميه أهل مصر: البحري فما بين الزعقة ورفح حيث الشجرتان؛ وما إخال اليوم بقاء الشجرتين، وإنما هما موضع الشجرة التي تعلق فيها العوام الخرق، وتقول هذه مفاتيح الرمل، وهي حيث الكتب المجنبة عن البحر الشامي قريبا من الزعقة. فأما الأشجار التي بالمكان المعروف الآن بالخروبة، ويعرف قديما بالعش وقد بني بها خان سبيل، وعملت ساقية يجري منها الماء إلى حوض تستسقي من المارة والحلال - فهي وإن عظمت محدثة عن زمان من حدد الأقاليم وليست في موقع ما ذكروه. ثم يأخذ هذا الحد مساحلا مع البحر الشامي. وأما الحد الغربي فآخره في العمارة معمور الإسكندرية، آخذا على الليونة إلى العميدين، إلى العقبة، وهو آخر حد مصر، ثم يعطف الحد على الواحات مقتبلا على الصعيد حتى يقع على الحد القبلي" (التعريف بالمصطلح الشريف ص 217 و 218.). 
ومازل حتى هذا التاريخ الربع الاول من القرن الثامن الهجري بعد ان اصبح ملك النوبة من اولاد كنز الدولة وامتداد علاقات التداخل بالمصاهرة بين قبائل بني الكنز وبين نوبيين المقرة وستمر النوبة مرحلة خطيرة وحرجة وخصوصا النوبة المقرة لم تذكر احداثها المصادر التاريخية ليظهروا في صراعات جديدة سنة 1365م/ 767 هـ تؤدي الى تغيير الخريطة العرقية من جديد

**********
الصراع بين المماليك وحلف بني هلال والحلف العركي في الصعيد وفرار عرب الصعيد إلى النوبة و أعماق السودان
 روى المقريزي.: "وفيه قدم الخبر بقتل الأمير صعبه كاشف الوجه القبلي، فيما بين عرك وبني هلال، وقتل كثير من أصحابه، وأخذ ما معهم. وشن العرب بعد قتله الغارات على البلاد، وأمعنوا في نهب الغلال وقطع الطرقات، وذلك بعد دخولهم سيوط ونهبها"( السلوك لمعرفة دول الملوك. ص 151 ج 2 . أحداث سنة 749 هـ). 
ثم يقول المقريزي (وادعى الأحدب السلطنة، وجلس في جتر أخذه من قماش الهذبانى، وجعل خلفه المسند، وأجلس العرب حوله، ومد السماط بين يديه، فنفذ أمره في الفلاحين ...... وقرروا تجريد العسكر لهم ........ فطار الخبر إلى عامة بلاد الوجه القبلي، فأخذ العربان حذرهم، فمنهم من عزم على الدخول بأهله إلى بلاد النوبة ، ومنهم من اختفي في موضع أعده ليأمن فيه على نفسه) .
وروي المقريزي ايضا أحداث سنة 755 هـ : "حشد الأحدب بن واصل شيخ عرك جموعه، وصمم على لقاء الأمراء، وحلف أصحابه على ذلك. وقد إجتمع معه عرب منفلوط، وعرب المراغة وبني كلب وجهينة وعرك، حتى تجاوزت فرسانه عشرة آلاف فارس تحمل السلاح، سوى الرجالة المعدة، فأنها لا تعدولا تحصى لكثرتها.وجمع الأحدب مواشي أصحابه كلهم وأموالهم وغلالهم وحريمهم وأولادهم، وأقام ينتظر قدوم العسكر".... "ثم رحل الأمير شيخو عن سيوط، وبعث الأمير مجد الدين الهذبانى ليؤمن بنى هلال أعداء عرك، ويحضرهم ليقاتلواعرك أعداءهم. فإنخدعوا بذلك، وفرحوا به،وركبوا بأسلحتهم، وقدموا في أربعمائة فارس، فما هو الا أن وصلوا إلى الأمير شيخو فأمر بأسلحتهم وخيولهم فأخذت بأسرها، ووضع فيهم السيف، فأفناهم جميعاً. وركب الأمير شيخو من فوره، وصعد عقبة أدفو في يوم وليلة، فلما نزل إلى الوطاة قدم عليه نجاب من أمراء أسوان بأن العرب قد نزلوا في برية بوادي الغزلان، فألبس العسكر آلة الحرب وهلك من العرب خلائق بالعطش،ما بين فرسان ورجالة وجدهم المجردون في طلبهم، فسلبوهم.وصعد كثير منهم إلى الجبال" (السلوك لمعرفة دول الملوك. ج 2 ص 209). 
و عن نفس الحدث روى إبن إياس: "وفي عام 754هـ نشب نزاع بين عرك وبني هلال، وتدخل المماليك في هذا النزاع، ومالأوا بني هلال، وقتل عدد كبير من المماليك وأمرائهم في هذا الحادث. و قدم العسكر " وشن المماليك الحملة عليهم، وبعث أمراء المماليك " ليؤمن بني هلال أعداء عرك، ويحضرهم ليقاتلوا عرك أعداءهم، فإنخدعوا بذلك، وفرحوا به، وركبوا بأسلحتهم، وقدموا في أربعمائة فارس، فما هو إلا أن وصلوا إلى الأمير شيخو  قائد المماليك حتى أمر بأسلحتهم وخيولهم فأخذت بأسرها ووضع فيهم السيف، فأفناهم جميعا ". وقامت معارك عنيفة بين الحلف العركي والمماليك، وقتل من الجانبين خلق كثير، وطورد العرب إلى بلاد السودان، ولم يبقى بدوي في صعيد مصر"( وقائع الدهور ص 550.).
 ووصف ابن إياس نهاية هذه المعركة فقال: "ثم إن الأمراء مشوا وراء العربان إلى آخر بلاد الزنج .
أي إلى ما بعد جنوب السودان حاليا في بلاد الصومال وكينيا وجنوبها.
وبذلك بدأت الهجرات العربية المكثفة إلى أعماق السودان فرارا من الحرب مع المماليك. 
وهذه الفترة شهدت اسلام الكثير من الاقباط فمنهم من حسن اسلامه ومنهم من اسلم مكرا أوخوفا وتصاهروا مع العرب في مصر في الوجهين القبلي والبحري وارتد بعضهم زمن المنصور على بن الاشرف شعبان  وذكر ذلك المقريزي  وقال (كثرت الأخبار من الوجه القبلي والوجه البحري بدخول النصارى في الإسلام، ومواظبتهم المساجد، وحفظهم للقرآن، حتى أن منهم من ثبتت عدالته وجلس مع الشهود. فإنه لم يبق في جميع أعمال مصر كلها قبليها وبحريها كنيسة حتى هدمت، وبنى مواضع كثير منها مساجد. فلما عظم البلاء على النصارى، وقلت أرزاقهم، رأوا أن يدخلوا في الإسلام. ففشا الإسلام في عامة نصارى أرض مصر، حتى أنه أسلم من مدينة قليوب خاصة في يوم واحد أربعمائة وخمسون نفراً، وممن أسلم في هذه الحادثة الشمس القسى، والخيصم. وحمل كثير من الناس فعلهم هذا على أنه من جملة مكرهم، لكثرة ما شنع العامة في أمرهم، فكانت هذه الواقعة أيضاً من حوادث مصر العظيمة ومن حينئذ اختلطت الأنساب بأرض مصر، فنكح هؤلاء الذين أظهروا الإسلام بالأرياف المسلمات، واستولدوهن، ثم قدم أولادهم إلى القاهرة، وصار منهم قضاة وشهود وعلماء، ومن عرف سيرتهم في أنفسهم، وفيما ولوه من أمور المسلمين، تفطن لما لا يمكن التصريح به)  السلوك ج2 ص 216 وقال المقريزي عن ارتداد بعضهم في ذي الحجة سنة 781هـ (فيه حضر إلى القاهرة طائفة ما بين رجال ونساء، ذْكروا أنهم ارتدوا عن الإسلام وقد كانوا قبل ذلك على النصرانية، يريدون بارتدادهم التقرب إلى المسيح بسفك دمائهم، فعرض عليهم الإسلام مرارا فلم يقبلوا، وقالوا: " إنما جئنا لنتطهر ونتقرب بنفوسنا إلى السيد المسيح " فقدم الرجال تحت شباك المدرسة الصالحية بين القصرين، وضُربت أعناقهم،) السلوك ج2 ص 330 و 331   .
 وقد تقسمت المنطقة من الصعيد إلي النوبة ودنقلة إلى الأبواب بشمال سوبا أي شمال الخرطوم حاليا إلى أحلاف قبلية كما يذكر د/ عبد المجيد عابدين (دراسات في تاريخ العروبة في وادي النيل).
وهي :1- الحلف القرشي .     2- حلف ربيعة .     3- الحلف الهلالي .
     4-  الحلف العركي .        5- بهراء .         6- المغاربة .
ويذكر القلقشندي : نبذة عن إمارات العرب و أمراء النوبة العرب أصحاب المكاتبات مع المماليك حتى 769هـ .
ولعلّ هؤلاء أيضا من عربان الممالك المحروسة، غير أنه لا إقطاعات لهم، وعدّ منهم ثمانية أشخاص، وذكرأنه كتب إلى كل منهم الإسم  ومجلس الأمير:
الأول :- سُمرة بن كامل العامريّ.    الثاني:- عبّاد بن قاسم . 
الثالث:- كمال بن سُوار. قال: وهو مستحدث المكاتبة في العشر الأول  من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وسبعمائة. 
الرابع:- جنيد: شيخ الجوابرة من الهكاريّة بأبواب النّوبة. قال: وهو مستحدث المكاتبة في سنة تسع سنين وستين وسبعمائة 769هـ.
الخامس:- شريف: شيخ النّمانمة، بأبواب النّوبة أيضا، ومكاتبته مستجدّة حينئذ.                             السادس:- عليّ: شيخ دغيم .  السابع:- زامل الثاني.    الثامن:- أبو مَهنّا العمراني . (صبح الأعشى القلقشندي الجزء 8 ص 3)
**********
صراع بني الكنز وبني الجعد الأنصار والنوبيين فيما بين الدر و دنقلة
وبحلول عام 767هـ وصلت إلى مصر إلى السلطان "الأشرف شعبان الثاني" سفارة من ملك النوبة العربي والمسلم تسعى إلى كسب الدعم ضد قبائل عربية معينة كانت قد بدأت تغزو مملكة المقرة ، تلك القبائل تمثلت في بنى جعد وبنى عكرمة وبنى كنز والعرب الفارين من المماليك وعرب حملة السلطان قلاوون التي استقرت بالنوبة . في فترة زمنيَّة سبقت عام 1365م/ 767 هـ حيث حدث هناك إنقلابا من الإنقلابات المتكررة في قصر المقرة بدنقلة ، خلع فيه الملك وقتل على يد إبن أخته .
وروي القلقشندي عن جهينة في دنقلة:ثم انتشرت أحياء جهينة من العرب في بلادهم واستوطنوها،وعاثوا فسادا، وعجز ملوك النّوبة عن مدافعتهم فصاهروهم مصانعة لهم، وتفرّق بسبب ذلك ملكهم حتى صار لبعض جهينة من أمّهاتهم على رأي العجم في تمليك الأخت وابن الأخت، فتمزّق ملكهم واستولت جهينة على بلادهم، ولم يحسنوا سياسة الملك  ........ وذكر في مسالك الأبصار: أن ملكها الآن مسلم من أولاد (كنز الدولة) قال: وأولاد الكنز هؤلاء أهل بيت ثارت لهم ثوائر مرّات. فيحتمل أن أولاد الكنز من جهينة أيضا جمعا بين المقالتين(صبح الأعشى القلقشندي الجزء 5 ص 268) .
ويقول المقريزي: وكانت الكثرة والغلبة ببلاد الصعيد لست قبائل، وهم: بنو هلال، وبلى، وجهينة، وقريش، ولواته، وبنو كلاب ، وكان ينزل مع هؤلاء عدّة قبائل سواهم من الأنصار، ومن مزينة  ،وبني دراج    وبني كلاب  وثعلبة  وجذام"( المواعظ والإعتبار  بذكر الخطط والآثار ص 350).
روى المقريزي عن هذه الحادثة سنة 767هـ / 1366م : ثم قدم ركن الدين كرنبس من أمراء النوبة، والحاج ياقوت ترجمان النوبة، وأرغون مملوك فارس الدين، برسالة متملك دمقلة، بأن إبن أخته خرج عن طاعته، وإستنجد  ببني جعد من العرب، وقصدوا دمقلة فإقتتلا  قتالا  كثيراً، قتل فيه الملك وإنهزم أصحابه. ثم أقاموا عوضه في المملكة أخاه، وإمتنعوا بقلعة الدو فيما بين دمقلة وأسوان. فأخذ إبن أخت المقتول دمقلة، وجلس على سرير المملكة، وعمل وليمة، جمع فيها أمراء بني جعد وكبارهم، وقد أعد لهم جماعة من ثقاته، ليفتكوا بهم، وأمر فأخليت الدور التي حول دار مضيفهم، وملأها حطباً. فلما أكلوا وشربوا، خرجت جماعة بأسلحتهم، وقاموا، على باب الدار، وأضرم آخرون النار في الحطب، فلما إشتعلت، بادر العربان بالخروج من الدار، فأوقع القوم بهم، وقتلوا منهم تسعة عشر أمير في عدة من أكابرهم. ثم ركب إلى عسكرهم، فقتل منهم مقتلة كبيرة، وإنهزم باقيهم، فأخذ جميع ما كان معهم وإستخرج ذخائر دمقلة وأموالها، وأخلاها من أهلها. ومضى إلى قلعة الدو، وسألا أن ينجدهما السلطان، على العرب، حتى يستردوا ملكهم ، وإلتزم بحمل مال في كل سنة إلى مصر. فرسم بسفر الأمير أقتمر عبد الغني، حاجب الحُجَّاب، ومعه، الأمير ألجاي أحد أمراء الألوف وعشرة أمراء عشرات، وثمانية أمراء طبلخاناه منهم أمير خليل بن قوصون، وأسندمر حرفوش الحاجب ،ومنكوتمر الجاشنكير ، ودقماق بن طغنجى، ويَكتمر شاد القصر، وأمير موسى بن قرمان، وأمير محمد بن سرطقطاى، في عدة من المماليك السلطانية، وأخذوا في تجهيزهم من سادس عشر شهر ربيع الأول . وساروا في رابع عشرينه، وهم نحو الثلاثة آلاف فارس، فأقاموا بمدينة قوص ستة أيام، وإستدعوا أمراء أولاد الكنز من ثغر أسوان ورغبوهم في الطاعة، وخوفوهم عاقبة المعصية، وأمنوهم. ثم ساروا من قوص، فأتتهم أمراء الكنوز طائعين عند عقبة إدفو، فخلع عليهم الأمير أَقتمرعبد الغني وبالغ في إكرامهم. ومضى بهم أسوان، فخيم بظاهره من البر الغربي،أربعة عشر يوماً،نقل ما كان مع العسكر في المراكب من الأسلحة وغيرها على البر، حتى قطعت الجنادل إلى قرية بلاق فأكمل نقل الأسلحة،والغلال، وغير ذلك، وطلعت المراكب من الجنادل، وأصلح ما فسد منها في طلوعها من الجنادل، وصارت من وراء الجنادل، وشحنت بالأسلحة والغلال، وبقية الأزواد، والأمتعة، ومرت في النيل. وسارت العساكر، تريد النوبة، على محازاتها في البر، يوماً واحداً، وإذا برسل متملك النوبة قد لاقتهم، وأخبروهم بأن العرب قد نازلوا الملك، وحصره بقلعة الدو فبادر الأمير أقتمر عبد الغني لإنتقاء العسكر، وسار في طائفة منهم تجريدة، وترك البقية مع الأثقال. وجد في سيره، حتى نزل بقلعة أبريم، وبات بها ليلته، وقد إجتمع بملك النوبة، وعرب العكارمة ، وبقية أولاد الكنز، ووافاه بقية العسكر. فدبر مع ملك النوبة على أولاد الكنز، وأمراء العكارمة، وأمسكهم جميعاً. وركب متملك النوبة في الحال، ومعه طائفة من المماليك ومضى في البر الشرقي إلى جزيرة ميكائيل حيث إقامة العكارمة.   وسار الأمير خليل بن قوصون في الجانب الغربي، ومعه طائفة، فأحاطوا جميعاً بجزيرة ميكائيل عند طلوع الشمس، وأسروا من بها من العكارمة، وقتلوا منهم عدة بالنشاب والنفط ،وفر جماعة ونجا بعضهم، وتعلق بالجبال وغرق أكثرهم. وساق بن قوصون النساء والأولاد ، والأسرى والغنائم، إلى عند الأمير أَقتمر، ففرق عدة من السبي في الأمراء، وأطلق عدة، وعين طائفة للسلطان. ووقع الإتفاق على أن يكون كرسي ملك النوبة بقلعة الدو، لخراب دمقلة، كما مر ذكره، ولأنه يخاف من عرب بني جعد أيضاً إن نزل الملك بدمقلة أن يأخذوه فكتب الأمير أقتمر عبد الغني محضراً برضاء ملك النوبة بإقامته بقلعة الدو، وإستغنائه عن النجدة، وأنه أذن للعسكر في العود إلى مصر. ثم ألبسه التشريف السلطاني،وأجلسه على سرير الملك بقلعة الدو، وأقام إبن أخته بقلعة أبريم. فلما تم ذلك جهز ملك النوبة هدية للسلطان، وهدية للأمير يَلْبُغا الأتابك، ما بين خيل، وهجن، ورقيق، وتحف. وعاد العسكر ومعهم أمراء الكنز، وأمراء العكارمة في الحديد. فأقاموا بأسوان سبعة أيام، ونودى فيها بالأمان والإنصاف من أولاد الكنز. فرفعت عليهم عدة مرافعات، فقبض على عدة من عبيدهم ووسطوا. ورحل العسكر من أسوان، ومروا إلى القاهرة، فقدموا في ثاني شهررجب، ومعهم الأسرى، فعرضوا على السلطان،( السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 768هـ ج 3 ص 248) .
توضيح : عرب العكارمة : بنو عكرمة - بطن من الاوس من القحطانية، قال الحمداني: وهم ينتمون إلى سيد الاوس سعد بن معاذ الانصاري أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومساكنهم بجوار منفلوط من صعيد مصر ) نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ج1 ص 367 القلقشندي و قد وفدوا الى النوبة مع حملة قلاوون ولكن بعض المؤرخين اكتفوا بذكر عدد من القبائل ثم ذكروا كلمة وغيرهم  وكل مؤرخ ذكر قبيلة لم يذكرها مؤرخ اخر.
جزائر ميكائيل وقد تغير اسمها وهي جزائر بلانة و جزيرة الكشاف و جريرة دبروسة على الحدود المصرية السودانية وقد غرقت بعد التهجير الاخير سنة 1964م
-----
 ثم عادت الحملة من القاهرة مرة اخري الى اسوان ومعها أسرى بني الكنز (من بني ربيعة وبني هلال وفزارة وزغبة وجهينة) وكذلك بني جعد وأودعوهم السجن عند بلوغهم أسوان، فتولى واليها الأمير حسام الدين المشهور (بالدم الأسود)، قتلهم جميعا بعد تعريضهم للتعذيب عن طريق تسمير أجسادهم فوق ألواح خشبية والتشهير بهم ، ثم بعث برؤوسهم إلي القاهرة لتعلق علي أبوابها).
كانت نتائج هذه الحملة قاسية علي بني الكنز وبني جعد ، فعزموا علي الثأر لقتلاهم وساروا في قوة كبيرة في نفس العام إلى أسوان، وإشتبكوا مع القوات المملوكية وهزموها، ثم أغاروا علي مدينة اسوان وقتلوا واليها حسام الدين وأنزلوا بسكانها القتل والتخريب وجلا أهل أسوان منها في ذلك الزمان .
حيث يذكر المقريزي: وإستجد السلطان والياً بأسوان على إقطاع أولاد الكنز، ولم يعهد مثل ذلك فيما سلف وخلع على الحسام المعروف بالدم الأسود، وسلمه أولاد الكنز المسجونين بالقاهرة وسار إلى قوص فسمرهم جميعاً، ومضى بهم مسمرين من قوص إلى أسوان، و وسطهم بها  فشق ذلك على أولادهم، وعبيدهم، وإجتمعوا مع العكارمة، وأتوا. في جمع كبير إلى أسوان  فلقيهم الدم الأسود وقاتلهم، فهزموه، وجرحوا عدة من مماليكه ومالوا على أهل أسوان، يقتلون وينهبون، ويخربون الدور، ويحرقون بالنار، حتى أفنوا عدة من الناس، وأسروا النساء، وفعلوا كما فعلت الفرنج  بالإسكندرية،( السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 768هـ ج 3 ص 235) .
وهذه الواقعة كونها في الأشهر الحرم تشبه حرب الفِجَار في أيام الجاهلية قبل الاسلام ! وكانت ايضا بين قريش وهوازن وبني هلال بطن من هوازن .
وبالطبع هذا الإنتقام قد شمل النوبيون وملك النوبة الذي حرض وتواطأ مع المماليك على قتل بني الكنز وبني الجعد وبدأ جلاء القبائل النوبية والعربية الى دارفور .
 و يقول ماك مايكل عن هجرة النوبيين في هذه الفترة طبقا لما حصل عليه من وثائق تاريخية وانساب من شيوخ قبائل دارفور: "أن أولئك المهاجرين من بلاد النوبة عقب سقوط دنقلة إلى جهات كردفان ودارفور لم يكونوا نوبيين خلصا بل كانوا يمثلون خليطا من العرب النوبيين ومن هؤلاء سكان جبل ميدوب في شمال دارفور والتنجور والبرقد وكذلك سكان جبل ميدوب يدعون النسب إلي المحس وأن التنجور هاجروا من النوبة إلى دارفور في القرن15م بعد802هـ ،أما البرقد فإنهم هاجروا من النوبة  إلى دارفور في القرن16م بعد902هـ ، وهم جميعا يتكلمون لغة تشبه لغة النوبيين على النيل (Mac Michael : History of the Arabs in the Sudan, p 44).
• وقد ذكر الامير بيكار في  aus mehemed ali’s reich   ..... سجل رؤيته لقرى هجرها اهلها بالكامل بحثا عن مواطن جديدة في دارفور (دمحمد رياض ود كوثر عبدالرسول   رحلة في زمان النوبة ص 174).
**********
الصراع بين بني الكنز
(أحلاف ربيعة وبني هلال وجهينة وعرك ) وبين المماليك في الصعيد وأسوان والنوبة والسودان
كانت فترة حكم المنصور على بن الاشرف شعبان الثاني (بين778ه الى 783ه = 1376م الى 1381م) ثم سلطان صلاح زين الدين أبو الجودالصالح حاجي بن الاشرف شعبان الثاني (25محرم 783هـ الى19 رمضان 784هـ) مليئة بالاضطرابات وثورات المماليك بعضهم ضد بعض وثورات العرب ضد المماليك .
في سنة 776هـ يذكر المقريزي ( واستقر الأمير فخر الدين عثمان الشرفي كاشفاً بالوجه القبلي من حدود الجيزة إلى أسوان (السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 780هـ ج 3).
ثم تم تعيين قرط بن عمير التركماني واليا على أسوان .
سنة780هـ/ 1379م  في شهر رجب أحضر قرط أحد عشر رجلا من أكابر بني الكنز فقتلهم وأحضر مائتين من عبيدهم في الحديد فبيعوا، ولم يعهد هذا من قبل فقدم بدر بن سلام كبير عربان البحيرة ومعه طائفة منهم يبدوا لنصرة بني الكنز علي المماليك أو الإستيلاء على المنطقة الجنوبية فلقيهم "مراد " كاشف الوجه القبلي فقاتلهم وقتل "مراد " الكاشف .
 ويبدوا أن المجموعة التي خرجت من البحيرة إلى الصعيد والنوبة بقيادة بدر بن سلام كانت بغرض حرب ربيعة وبني هلال وكانت طليعة حكم نجم الدين للنوبة والسودان بعد ذلك.
في ذي الحجة وجدت ورقة مكاتبة من غلام الله  "مهتار الشربخانة السلطانية"( ) بالقاهرة وهو من أبناء نجم الدين ، أنه أراد قتل "الامير برقوق   بعد صلاة الجمعة ومعه مائتين من العبيد وعجلت الصلاة و حدث هرج في هذه الجمعة بالقاهرة وقتل عدد من عامة الشعب وقبض على غلام الله و سجن بخزانة شمايل   ثم أفرج عنه.
--------------
توضيح : غلام الله أحد أبناء نجم الدين له عدة اسماء غلام الله بالقاهرة و غالي بالصعيد وذكر له د عطية القوصي اسم غلام الله .، تذكر مصادر الانساب مقتله غدرا على يد اميرا على عربان بالصحراء الغربية لاسوان اسمه "عُرف الديك " يرحج انه من امراء بني هلال بعد ان حضر اليه برسالة من والده نجم الدين وقد ذكر غلام الله في وفيات الاعيان سنة 783 هـ (ومات غلام اللّه مُهتار الطشت خاناه ؛ في ثالث عشرين ربيع الآخره)المقريزي السلوك ج 3 ص360
و غلام الله هوغالي هو جد قبيلة الحربياب وقد كان غلام الله يقيم بالقاهرة ويشغل في ذلك الوقت منصب مهتار الشربخانة وايضا مهتار الطشت خانة ، ومهتار بمعني كبير المهنة في مصر  . و معني وظيفة مهتار الشّراب خاناه كما ذكر وصفها القلقشندي في صبح الاعشى في صناعة الانشا جزء4  ص 10 : وذلك أنهم يضيفون كل واحد منها إلى لفظ خاناه كالطشت خاناه، والشراب خاناه ونحوهما؛ وخاناه لفظ فارسيّ معناه البيت، والمعنى بيت كذا إلا أنهم يؤخرون المضاف عن المضاف إليه على عادة العجم في ذلك، وهي ثمانية بيوت:الأوّل- (الشّراب خاناه) . ومعناه بيت الشراب، وتشتمل على أنواع الأشربة المرصدة لخاصّ السلطان، والمشروب الخاص من السكر والأقسما  وغير ذلك، وفيها يكون السكر المخصوص بالمشروب، وبها الأواني النفيسة من الصّينيّ الفاخر من اللازورديّ وغيره مما تساوي السّكرّجة  الواحدة اللطيفة منه ألف درهم فما حوله. ووظيفة الشادّ  بها تكون لأمير من أكابر أمراء المئين الخاصكية المؤتمنين، ولها مهتار يعرف بمهتار الشراب خاناه متسلم لحواصلها، له مكانة علية، وتحت يده غلمان عنده برسم الخدمة، يطلق على كل منهم شراب دار،.
وفي صبح الاعشى في صناعة الانشا جزء 46 ص 10  قال: ولها أيضا مهتار من كبار المهتارية، يعرف بمهتار الطّشت خاناه، وتحت يديه عدّة غلمان بعضهم يعرفون بالطشت دارية، وبعضهم يعرف بالرختوانية  . وله التحدّث في تفرقة اللحم على المماليك السلطانية من الحوائج خاناه وإقامة قبّاض اللحم، ويطلق على كلّ من غلمان الطشت خاناه وقباض اللحم بابا، وهي لفظة رومية بمعنى الأب، أطلقوها على مهتار الطّشت خاناه تعظيما له، غلبت على من عداه.).
وكان المهتار له شان عظيم في مصر حتى ان خازن المهتارية وهو اقل شأنا من المهتار! كان له من القدر وكان نوبي كما يذكر المقريزي في وفيات سنة 775هجرية (ومات الحاج صبيح الخازن، النوبي الجنس، في حادي عشر المحرم، وقد انتشر ذكره وعظم قدره، بحيث كان له من الحرمة ما لأعيان الأمراء، وترك دنيا عريضة ونعماً جليلة، وكان خازن الشراب خاناه السلطانية) السلوك ج 3 ص 284 .
ويقول اهل مصر( ان من بنى مصر كان اصله حلواني ) ، ولم تذكرالمصادر الشعبية المصرية من هو هذا الحلواني وفي أي عصر؟ ولكن يبدوا ان المقصود كان في عصر بناء القاهرة الجديدة التي سميت مصر وهي الموقع مكان القصرين الفاطميين وكذلك في مدينة مصر ( مصرالقديمة حاليا) .
وقد ورثت قبيلة هوارة مهنة صناعة السكر من اولاد نجم الدين بعد ذلك في الصعيد وخاصة بعد تولى امارة هوارة محمد بن عمر بن عبد العزيز 799هـ  وما زال  بعض ابناء نجم الدين يسكنون بين الهوارة بقرية اولاد نجم شمال نجع حمادي وهم بعض من اولاد شائد الدين و حسين بن نجم الدين.
-----
ويبدوا أن قرط كان يحاول الوقيعة بين الأمير نجم الدين وسلطان المماليك لأن العلاقة كانت جيدة بين الجعافرة والمماليك والخليفة العباسي بدليل إفراجه عن غلام الله وذلك لعلم قرط أن نجم الدين كان يبحث له عن إمارة يستقل بها في الجنوب بعد خراب دنقلة وفرار اهلها وخلو المنطقة جنوب اسوان بعدوقعة 767هـ .
في المحرم 781هـ قبض علي غلام الله مرة أخرى بسبب أن قرط وجد سيوفاً قد بعث بها من القاهرة إلي بني الكنز وسجن بخزانة شمايل مرة أخرى ثم أفرج عنه في نفس الشهر.
يذكر المقريزي سنة 780هـ ( وفي خامس عشرينه: ....وفيه وجد الأمير الكبير برقوق ورقة فيها " أن غلام اللّه يريد أن يكبس عليك في صلاة الجمعة.بمائتي عبد " فطلب غلام اللّه ورسم عليه وسجن بخزانة شمايل، ووقع التحرز بحيث أمر خطيب مدرسة السلطان في يوم الجمعة سابع عشرينه أن يعجل في الخطبة، وقبض على جماعة العبيد وكثر الأرجاف بكبس الجوامع - في يوم الجمعة هذا - وقتل العامة، فنودي بالأمان.) (السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 780هـ ج 3 ص322).
وفي نفس الشهر سمر رجلان من بني الكنز مما أوجب خروج بني الكنز عن الطاعة وكثر فسادهم وخرجت أسوان من أيدي الدولة وجلا عنها أهلها ثم خربت بعد ذلك .
نفس الشهر تم تعيين قرط نائبا على الصعيد وإبنه حسين واليا على قوص .
يذكر المقريزي ( وفيه خلع على الأمير قُرُط، واستقر نائب الوجه القبلي، وخلع على ولده حسين بولاية قوص فانفرد بالتحكم في بلاد الصعيد بأسرها من الجيزة إلى بلاد النوبة (السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 780هـ ج 3 ص324).
رواية ابن حجر حوادث سنة 781 وفي رابع عشرين المحرم استقر قرط نائب السلطنة بالوجه القبلي وابنه حسين والي قوص ، وأوقع قرط في ربيع الآخر بالعرب فكسروه (إِنْبَاء الغُمْر بأَبْنَاء العُمْر ج1 ص  296) .
وقتل بني الكنز الحامية المملوكية أتباع قرط بن عمير التركماني ولم يكن قرط متواجدا في أسوان وفر إبنه حسين بن قرط هاربا إلى السودان ثم عاد إلى القاهرة. وإنتهى الأمر بإعدام قرط بن عمير على يد السلطان برقوق بعد وشاية محمد بن تنكز أحد أمراء المماليك سنة 785 هـ (إِنْبَاء الغُمْر بأَبْنَاء العُمْر ج2 ص 130).
ويروي المقريزي احداث سنة 783 هـ (وورد الخبر بأن متملك الحبشة داود بن سيف أرعد - الملقب بالحطى - أنفذ جيشًا إلى أطراف معاملة أسوان، فأوقعوا بالعربان(مما يدل على ان من كان يسكن جنوب اسوان الى حدود بلاد الحبشة هم من العرب ولم يكونوا نوبيين)، ونال أهل الإسلام منهم بلاء كبير، فبعث الأمير الكبير إلى متى بن سمعان بطريق النصارى اليعاقبة بالمعلقة من مدينة مصر، يأمره أن يكتب إلى صاحب الحبشة يمنعه من التطرق إلى بلاد المسلمين، فأجاب بعد امتناع، وكتب إليه بما اقترحه عليه الأمير الكبير من ذلك. وكتب السلطان إليه كتابا بالإنكار عليه، وندب لرسالته البرهان إبراهيم الدمياطي، نقيب قاضي القضاة المالكي، وجهز. بما يليق به) (السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 801هـ  ج 3 ص 491  ) .
يذكر المقريزي ان والي اسوان حتى 19 محرم 787هـ سنة هو مبارك شاه الذي تولى البهنسا  في ذلك التاريخ وترك اسوان فقام بني الكنزز بقتل الوالي الجديد ولم اقف على اسمه  حيث ذكر المقريزي في نفس السنة في20 رجب : وقدم الخبر بأن أولاد الكنز هجموا على ثغر أسوان، وقتلوا معظم أهله، ونهبوا الناس، وأن الوالي فر منهم. فخلع على حسين بن قرط بن عمر التركماني، واستقر في ولاية أسوان. ورُسم أن يتوجه معه الكاشف وابن مازن. (السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 787هـ ج 3 ص380)  و تم تعيين حسين ابن قرط واليا على أسوان .
سنة 791هـ :فيه ورد الخبر باتفاق الولاة مع الأمراء بالصعيد. وكان من خبرهم أنه لما استقر أبو درقة في ولاية أسوان سار إلى ابن قرط، واتفقا على المخامرة، وسارا إلى قوص وأفرجا عن الأمراء، وعدتهم زيادة على ثلاثين أميراً في عدة كبيرة من المماليك. فلما بلغ ذلك الأمير مبارك شاه نائب الوجه القبلي وقد اجتمع معه نحو الثلاثمائة من الظاهرية وافقهم على المخامرة، واستمال عرب هوارة، وعرب ابن الأحدب، فوافقوه واستولوا على البلاد. فلما خرجت التجريدة الأولى من قلعة الجبل، انتهت إلى أسيوط ، فقبض عليهم مبارك شاه (السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 791هـ ج3 ص417).
سنة 790هـ حاول المماليك إعادة ولاية أسوان فتم تعيين إبراهيم الشهابي واليا على أسوان ثم سنة 793هـ إبراهيم الباشقردي ثم حسن صهر ابي درقة ثم واستقر ألطُنْبُغا المرادي في ولاية أسوان عوضاً عن حسين صهر أبي درقة، ثم تولى إبراهيم الشهابي ولاية أسوان مرة أخرى وعهد إليه بمعاون ناصر ملك النوبة (إبن الأمير نجم الدين) ويبدوا أنه لم يتم ذلك وتأجل ذلك لأسباب منها هزيمة هذه الحملة حيث يروي المقريزي في احداث سنة 801هـ شهر المحرم ( خلع على الأمير زين الدين مقبل أحد المماليك السلطانية، واستقر في ولاية ثغر أسوان عوضاً عن الصارم إبراهيم الشهابي، وقد قتله أولاد الكنز ) . (السلوك في معرفة دول الملوك ج 3 ص491)
سنة801هـ شهر رجب: (الأميرمبارك شاه الحاجب بنيابة الوجه القبلي، ورسم له أن يحكم من جزيرة القط إلى أسوان، ويولى من يختار من الولاة، ويعزل من كره )( السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 801 هـ  ج4 ص 15.).
لاحظ انه كلما تولى والي لاسوان من خلال السلطان المملوكي بخلاف مبارك شاه يتم قتله وتهدأ اسوان بولاية مبارك شاه ! 
و تذكر مصادر الأنساب أن ناصر ظل بالقاهرة سنوات وهو أكبر أبناء الأمير نجم الدين وفي بعض المصادر أنه حفيد نجم الدين وأخري أنه أخو نجم الدين .
سنة802هـ /1400م تولى على بن قرط ولاية أسوان ثم عزل قرط ثم تولاها بلبان.
سنة 806 هـ و 807 هـ و 808 هـ مجاعة هلك فيها ثلثي سكان مصر ودمر أكثر قراها حتي باع أهل مصر أولادهم بأبخس الأثمان وإنتقل من الناس إلى الشام مالا يعد وإنتقل كثير من أهل الصعيد إلى السودان وأعالي جنوب وادي النيل.
وتصمت المصادر التاريخية عن الحديث عن النوبة جنوب اسوان وما يحدث داخلها من احداث سياسية وتغيرات عرقية بعد وفود الملك نصر الدين الى القاهرة حتى تجدد الصراع بين الكنوز والمماليك سنة 838هـ .
 من ذلك يتضح أن النوبة بعد 791هـ  كانت خارج ولاية المماليك فقد قسمت بعد ولاية قرط إلى جزئيين - الشمالي من أسوان إلى فَرِّيِق شرق أبوسمبل (سميت فَرِّيِق لإفتراق الأخوين عندها) بولاية نجم الدين والجنوبي من فريق إلى دنقلة بولاية شرف الدين وظلت صلتهم وثيقة بسلاطين المماليك وخلفاء الدولة العباسية في القاهرة و ابناؤه في البلاط السلطاني هم غلام الله غالي ومبارك شاه .
و روي المقريزي سنة 841هـ شهر رجب(وفي سابع عشرة: خلع على الأمير أركماس الجاموس أمير شكار ، وأعيد إلى كشف الوجه القبلى، وإستقر ملك الأمراء ليحكم من الجيزة إلى أسوان(السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 841هـ ج 3 ص379) .
سنة 843 هـ ( وفيه إستقر محمد الصغير والى قوص في كشف الوجه القبلي، عوضًا عن أركماس الجاموس، وجهز له التشريف(السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة سنة 842 هـ  ج 4 ص451  ) .
ويذكر في مصادر السيرة الشعبية للكنوز الحاليين انهم كانوا في حروب وصراعات في ذلك الوقت مع أمير يدعي الجاموس .
حدود مصر في ذلك الوقت كما يصفها المقريزي (فاعلم أن أرض مصر: لها حدّ يأخذ من بحر الروم ومن الإسكندرية، وزعم قوم من برقة في البرّ حتى ينتهي إلى ظهر الواحات، ويمتدّ إلى بلد النوبة، ثم يعطف على حدود النوبة في حدّ أسوان على حدّ أرض السبخة في قبليّ أسوان حتى ينتهي إلى بحر القلزم، ثم يمتدّ على بحر القلزم ويجاوز القلزم إلى طور سينا، ويعطف على تيه بني إسرائيل مارا إلى بحر الروم في الجفار خلف العريش ورفح، ويرجع إلى الساحل مارّا على بحر الروم إلى الإسكندرية، ويتصل بالحدّ الذي قدمت ذكره من نوحي برقة (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار. ص 31 ج 1  ) .


**********
خراب أسوان
قام بنو الكنز في ذلك الوقت بتخريب أسوان وإجلاء أهلها منها وخراب أسوان على أيديهم عدة مرات في767هـ و780هـ ثم إجلائهم عن النوبة وأسوان بعد780هـ ثم 815 هـ.
قال المقريزي عن سبب تسمية أسوان : "أسوان من قولهم: أسى الرجل، يأسى أسى: إذا حزن، ورجل أسيان وأسوان: أي حزين "( الخطط والآثار الجزء الأول ص 365) .
وقال المقريزي: " ففي بلاد أسوان وما تحتها بنو هلال...وكانوا أهل بلاد الصعيد كلها إلى عِيْذَاب . وقال الحمداني ايضا ولهم بلاد اسوارة من صعيد مصر، قال: وكانوا أهل بلاد الصعيد كلها إلى عيد آب. (نهاية الارب ص 444)
 ويتحدث عن ربيعة:"وكان بصعيد مصر أولاد الكنز أصلهم من ربيعة.... وكانت البجة تشن الغارات على القرى الشرقية في كل وقت حتى أخربوها، فقامت ربيعة في منعهم من ذلك حتى كفوهم، ثم تزوجوا منهم وإستولوا على معدن الذهب "( البيان والإعراب فيما نزل مصر من الأعراب ص27.).
أي أن ربيعة صاهرت البجة وبني هلال صاهروا النوبيين وبني هلال جنوب أسوان وربيعة في أرض معدن الذهب بالعلاقي في ذلك الوقت وفي مدينة أسوان .
يروي المقريزي 767هـ  :"وقدم الخبر بكثرة فساد أولاد الكنز، وطائفة العكارمة بأسوان، وسواكن وأنهم منعوا التجار، وغيرهم من السفر، لقطعهم الطريق، وأخذهم أموال الناس. وأن أولاد الكنز قد غلبوا على ثغر أسوان، وصحراء عِيْذَاب وبرية الواحات الداخلة. وصاهروا ملوك النوبة وأمراء العكارمة وإشتدت شوكتهم"( السلوك في معرفة دول الملوك ج 2 ص 247 في أحداث سنة 767هـ).
مما يدل على وجودهم في الواحات الغربية ومصاهرتهم للنوبيين .
وقد ذكر إبن خلدون عن بعض من جهينة في النوبة : " ثم إنتشرت أحياء العرب من جهينة في بلادهم وإستوطنوها وملكوها وملؤها عيبا وفسادا وذهب ملوك النوبة إلى مدافعتهم فعجزوا ثم ساروا إلى مصانعتهم بالصهر فإفترق ملكهم وصار لبعض أبناء جهينة من أمهاتهم على عادة الأعاجم في تمليك الأخت وإبن الأخت فتمزق ملكهم وإستولى أعراب جهينة على بلادهم وليس في طريقه شئ من السياسة الملوكية للآفة التى تمنع من إنقياد بعضهم إلى بعض فصاروا شيعا لهذا العهد ولم يبق لبلادهم رسم للملك وإنما هم الآن رحالة بادية يتبعون مواقع القطر شأن بوادي الأعراب ولم يبق في بلادهم رسم للملك لما أحالته صبغة البداوة العربية من صبغتهم بالخلطة والالتحام (تاريخ ابن خلدون ج5 ص 429  ).
وحدث ذلك حول دنقلة ، ويدل ذلك على أن العرب صبغوا النوبيين بالبداوة والترحال كما صبغ النوبيين العرب باللهجة وتغلب العرب إما قهرا بالصراع أو بالخلطة والمصاهرة وهو ما يفسر وجود النوبيين حاليا في صحراء دارفور وكردفان مثل القبائل النوبية كالميدوب والبرقد والبيقو والبرتي والتنجور وقد كانوا نيليين يسكنون وادي النيل من أسوان إلي جنوب دنقلة.
ومن ذلك يتبين أن ملوك النوبة بدنقلة حيث كرسي ملك النوبة في ذلك التاريخ منتصف القرن الثامن الهجري كانوا من عرب جهينة وأنهم أخذوا النوبيين معهم في البداوة والترحال إلى صحراء السودان وأن بني هلال كانوا في النوبة السفلى جنوب أسوان في صحرائها وكانوا دائموا الهجوم والغارات على الصعيد وأسوان و النوبة وأيضا قد صاهروا النوبيين .
بعد حادثة حسام الدين سنة 767هـ قام بنو الكنز في ذلك الوقت كما يروي المقريزي : " ومالوا على أهل أسوان، يقتلون وينهبون، ويخربون الدور، ويحرقون بالنار، حتى أفنوا عدة من الناس، وأسروا النساء، وفعلوا كما فعلت الفرنج بالإسكندرية،"( السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 767هـ ج2 ص253.) .
ثم ولى السلطان برقوق ولاية أسوان إلى قرط بن عمير التركماني وإشتد على هؤلاء القوم .
حيث يروي المقريزي:"وفي سابع عشر من المحرم سمر رجلان من أولاد الكنز وطيف بهما القاهرة ومصر ثم وسطا وهذا أوجب وهن الدولة فإن قرط لشدة عسفه وكثرة عتوه أوجب خروج أولاد الكنز على الطاعة وكثر فسادهم حتى خرجت أسوان من أيدي الدولة ثم خربت "( السلوك في معرفة دول الملوك في أحداث سنة 780 هـ ج 2 ص 324.).
و يروي إبن حجر العسقلاني في أحداث سنة 780 هـ/ 1379م " وفيها أغار قرط على أولاد الكنز فأمسك منهم أحد عشر نفسا من أكابرهم وأحضرهم إلى القاهرة وهو أول من تعرض لهم وكانوا يسكنون خارجا عنها وهم من ذرية بعض عبيد بني عبيد أصحاب القصر بالقاهرة وكاتب بذلك كبير الدولة وعلقت الرؤوس على باب زويلة وأرسل صحبتهم المائتي نفس فإسترقوا وبيعوا فإنفتح منهم باب شر وآل الأمر أن خربت أسوان بأيديهم وجلا عنها أهلها في زماننا هذا وإستولى بقاياهم عليها"( إِنْبَاء الغُمْر بأَبْنَاء العُمْر ج 1 ص 270).
(ذرية بعض عبيد بني عبيد) كما يصفهم إبن حجر العسقلاني قد يكونوا ذرية من أسرهم الجيش الفاطمي مثل بني هلال والذين تم تغريبهم على يد الفاطميين العبيديين واختلطوا ببني الكنز من قبيلة ربيعة  أو هم بقايا عبيد ام المستنصر الذين تحالفوا مع كنز الدولة محمد  فهزمهم وأفنى معظمهم صلاح الدين الايوبي ، او كما ذكر ابن حوقل عن رئيس ربيعة وانه من بني عبيد وقال" بنى عُبَيد بن ثعلبة الحنفىّ وهو جدّ أبى عبد الله محمّد بن أحمد بن أبى يزيد بن بشر "  قد يقصد عبيد بني عبيد الذين هم احفاد كنز الدولة .
وقال المقريزي في تسمية أتباع الفاطميين بالعبيد حيث قال عن جوهر الصقلي (وللنصف من رمضان جلس المعز في قصره على السرير الذهب الذي عمله عَبْدَه القائد جوهر في الإيوان الجديد" (الخطط ص 249 ج 2) .
و يذكر المقريزي سنة 787هـ شهر رجب ( وقدم الخبر بأن أولاد الكنز هجموا على ثغر أسوان، وقتلوا معظم أهله، ونهبوا الناس (السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 787هـ ج 3).
و يروي المقريزي: "وكانت الكثرة والغلبة ببلاد الصعيد لست قبائل وهم : بنو هلال و بَلِيّ وجهينة وقريش ولواتة وبنو كلاب وكان ينزل مع هؤلاء عدة قبائل سواهم من الأنصار ومن مزينة وبني دراج وبني كلاب وثعلبة وجذام).... ثم تلاشى أمر الصعيد منذ سنة الشراقي في أيام الأشرف شعبان بن حسين بن محمد إبن قلاوون سنة 776هـ وتزايد تلاشيه في أيام الظاهر برقوق لجور الولاة ولم يزل في إدبار إلى أن كانت سنة ست وثمانمائة 806هـ وشرقت مصر بقصور مد النيل فدهى أهل الصعيد من ذلك بما لا يوصف حتى مات من مدينة قوص سبعة عشر الف انسان ومات من مدينة سيوط أحد عشر ألف إنسان... ثم دمر أيام المؤيد شيخ (تولى الحكم سنة 815هـ) فلم يبقى منه إلا رسوم يبذل الولاة الجهد في محوها "( المواعظ والإعتبار  بذكر الخطط والآثار الجزء 1 ص 534).
ويروي المقريزي(خربت الإسكندرية، وبلاد البحيرة، وأكثر الشرقية ومعظم الغربية، والجيزية، وتدمرت بلاد الفيوم، وعم الخراب بلاد الصعيد، بحيث بطل منها زيادة على أربعين خطة كانت تقام في يوم الجمعة، ودثر ثغر أسوان، وكان من أعظم ثغور المسلمين، فلم يبق به أمير ولا كبير لا سوق ولا بيت، وتلاشت مدائن الصعيد كلها، وخرب من القاهرة وظواهرها زيادة على نصف أملاكها. ومات من أهل إقليم مصر بالجوع والوباء نحو ثلثي الناس. وقتل في الفتن بمصر مدة أيامه خلائق لا تدخل تحت حصر، مع تجاهره بالفسوق من شرب الخمر، وإتيان الفواحش، والتجرؤ العظيم على الله - جلت قدرته والتلفظ من الاستخفاف بالله تعالى ورسله ما لا تكاد الألسنة تنطق بحكايته لقبيح شناعته "( السلوك الجزء 3 ص 151 احداث سنة 815 هـ).
بمعني أنه لا يوجد خراج يدفع لخزانة الدولة لخلو الصعيد من الناس بعد هلاكهم بالمجاعة أو رحيل أكثرهم عن الصعيد إلى النوبة والسودان.
يروي إبن خلدون في العبر : وفيه الحديث عن الجعافرة :"وبالصعيد الأعلى من أسوان وما وراءها إلى أرض النوبة إلى بلاد الحبشة قبائل متعددة وأحياء متفرقة كلهم من جهينة إحدى بطون قضاعة ملؤا تلك القفار وغلبوا النوبة على مواطنهم وملكهم وزاحموا الحبشة في بلادهم وشاركوهم في أطرافها والذين يلون أسوان هم يعرفون بأولاد الكنز كان جدهم كنز الدولة وله مقامات مع الدول مذكورة ونزل معهم في تلك المواطن من أسوان إلى قوص بنو جعفر بن أبى طالب حين غلبهم بنو الحسن على نواحى المدينة وأخرجوهم منها فهم يعرفون بينهم بالشرفاء الجعافرة ويحترفون في غالب أحوالهم بالتجارة"( العبر ج6 ص 5 و6).
و يروي المقريزي:" وكان بأسوان رجال من العسكر مستعدون بالأسلحة لحفظ الثغر من هجوم النوبة والسودان عليه، فلما زالت الدولة الفاطمية أهمل ذلك، فسار ملك النوبة في عشرة آلاف، ونزله تجاه أسوان في جزيرة وأسر من كان فيها من المسلمين،  ثم تلاشى بعد ذلك أمر الثغر، واستولى عليه أولاد الكنز من بعد سنة تسعين وسبعمائة، فأفسدوا فسادا كبيرا، وكانت لهم مع ولاة أسوان عدّة حروب إلى أن كانت المحن منذ سنة ست وثمانمائة، وخرب إقليم الصعيد، فارتفعت يد السلطنة عن ثغر أسوان، ولم يبق للسلطان في مدينة أسوان وآل، واتضع حاله عدّة سنين ثم زحفت هوارة في محرم سنة خمسة عشر وثمانمائة إلى أسوان وحاربت أولاد الكنز وهزموهم وقتلوا أكثرا من الناس وسبوا النساء والأولاد وإسترقوا الجميع وهدموا سور مدينة أسوان ومضوا بالسبي وقد تركوها خرابا يبابا لا سكن بها "( المواعظ والإعتبار  بذكر الخطط والآثار ج 1ص 557). 
وعلى أثر ذلك هاجر كثير من القبائل النوبية والعربية إلى دارفور وكردفان وإلى بلاد النيجر ونيجيريا وغرب أفريقيا  .
**********
ربيعة و بنو هلال وجهينة في دارفور والسودان
منطقة النوبة السفلى (وادي الكنوز قبل التهجير) كان يسكنها النوبيون السلو(نسبة إلى " سِلَكُو "  silko  ) الملك الذي أسس أول مملكة نوبية من جنوب أسوان إلى الشلال الثالث "نوباتيا") والجريساب نساب الى جريس اد امراء النوبة وهم أصل منطقة المريس (النوبة بين الشلال الأول  و الثاني) وكان موجود منهم قليل في وادي الكنوز بالنوبة قبل التهجير ثم ببلاد التهجير وأغلبهم في منطقة دارفور في مملكة التنجور القديمة ويوجد معهم بني هلال(هلالية التنجور، والفور، والرزيقات، وهلالية البرقد،  والزيادية ) . مختلطون معهم وبلهجتهم وكان ملوكهم من بني هلال مثل أحمد سفيان المعقور مؤسس أول سلطنة إسلامية في دارفور سنة848 هـ / 1445م.
وربط رواة السودان بين "أحمد سفيان ، وبين أبي زيد الهلالي، فزعموا أن أحمد هو أخو أبي زيد، وأن أباهما هو الأمير رزق الذي لعب دورا في قصة أبي زيد الهلالي، وأن رزقا هذا في بعض الروايات هو جد قبائل الرزيقات بالسودان وصعيد مصر (دراسات في تاريخ العروبة في وادي النيل ص 76) .
وقيل أن الأمير رزق ينسب إلى العباسيين كما  يروي نعوم شقير (1964م : 1922م ). و قال بعض نسابة السودان أنه أمير بني هلال وأن لقب الهلالي بالنسب والمصاهرة. (تاريخ السودان ص 150
وبعضهم كان موجود بالنوبة قبل التهجير و يسمون ب "التنجار"  او "التنجور" معناها المغربين ومن يسكنون أرض الغرب" وهم العرب الذين دخلوا النوبة بالتغريب مثل بني هلال وربيعة وزغبة وغيرهم .
ويوجد أيضا هلالية البرقد و يتحدثون اللهجة الثانية التي يتحدثها أهل منطقة النوبة (المحسية و الفاديجاوية حاليا) ويشترك في هذه اللهجة أيضا البرتي والميدوب وكانوا هم النوبة المقرية (عاصمتها دنقلة) ورحل أغلبهم منها مع عرك وجهينة وبني هلال حلفائهم وأنسابهم ويتواجدون بينهم في دارفور وكردفان.
ومن اسماء المجموعة العربية التي استقرت في دارفور من بنو هلال (هلاليين) المختلطة بالنوبيين :  فرتوكنكي  2- تبايقي وفيهم عنصر نوبي 3-  تكن جي وهم عنصر نوبي هلالي  4-  ترون  5- شروركي عنصر نوبي هلالي 
وهناك مجموعة اخرى تتكون من بطون قرقر كي وينقسون الى اربعة :1-  قرقر كي وهم بنو هلال   2- شيخ كي  3- كندو كي  4- مرور كي
و مجموعة اخرى وهي نقول كي برقداوي من بنو هلال و منيسكي برقداوي من بني هلال  و تبايقي نوبي  من بني هلال
ومن القبائل الاخرى غير الهلالية وسط  النوبيين : كجر تقي برقداوي (احمر) عربي هباني و نازل رنقي : ويسمون المشاؤون وفيهم افخاذ من عرب الهوارة 
و كروبات كي وهم عربي قرشي
و يقول ماك مايكل: "أن أولئك المهاجرين من بلاد النوبة عقب سقوط دنقلة إلى جهات كردفان ودارفور لم يكونوا نوبيين خلصا بل كانوا يمثلون خليطا من العرب النوبيين ومن هؤلاء سكان جبل ميدوب في شمال دارفور و التنجور والبرقد وكذلك سكان جبل ميدوب يدعون النسب إلي المحس وأن التنجور هاجروا من النوبة إلى دارفور في القرن 15م / بعد 802هـ ، أما البرقد فإنهم هاجروا من النوبة إلى دارفور في القرن16/ بعد 902هـ ، وهم جميعا يتكلمون لغة تشبه لغة النوبيين على النيل (Mac Michael : History of the Arabs in the Sudan, p 44). 
أما بني سُلَيم ، تنتمي إلى مجموعة البقارة، وتعيش على النيل الأبيض، من جهة الغرب، في أرض كردفان.
أما بني فزارة  وهي تتألف من العشائر الآتية: دار حامد و بني جرار و الزيادية و البزعة و الشنابلة و المعاليا والمجانين (الإسلام والعروبة في دارفور في العصور الوسطى ص156.) .
والزيادية هي نسبة الى ابي زيد الهلالي ونسبهم عباسي كما ذكر نعوم شقير والراجح ان نسبهم الى بني هلال.
 يقول القلقشندي: "بنو بهراء " بطن من قضاعة من القحطانية ، وكانت منازلهم شمالي منازل بلى، من الينبع إلى عقبة إيلياء، ثم جاور بحر القلزم منهم خلق كثير، وإنتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة وكثروا هناك، وغلبوا على بلاد النوبة، وهم يحاربون بلاد الحبشة إلى الآن . (صبح الاعشى ج1 ص 369).
ومن قبائل جهينة التي إستقرت في السودان : التعايشة في دارفور والحلاويون على النيل الأزرق والخوالدة على النيل الأبيض وبعض من مجموعات البقارة والضبايئة بالعطبرة وبحر ستيت والرفاعيون على النيل الأزرق والأبيض والجزيرة ويروى أنه قد حدث تقاتل بين جهينة وبني رفاعة بطن من بني هلال حول منطقة عِيْذَاب في سنة 680هـ وطلب السلطان الصلح بين القبيلتين حفاظا على التجارة والحج من خلال الميناء (موسوعة القبائل العربية د/ محمد سليمان الطيب ج1 ص 236.).
حيث يروى المقريزي : (وفيه كانت وقعة في صحراء عِيْذَاب بين عرب جهينة ورفاعة قتل فيها جماعة، فكتب إلى الشريف علم الدين صاحب سواكن بأن يوفق بينهم ولا يعين طائفة على أخرى، خوفا على فساد الطريق )( السلوك لمعرفة دول الملوك أحداث. أحداث سنة 680 هـ . ج2 ص427).
ومن قبائل بَلِيّ في السودان في شرق السودان وإريتريا والمعاقلة بالخرطوم(موسوعة القبائل العربية د/ محمد سليمان الطيب ج1 م1 ص 341.).
وقد وصلت قبائل جذام وجهينة وبني هلال إلى السودان الأوسط حيث اشتكى منهم سلطان البرنو ، في سنة 800هـ / 1398م  ، يروى القلقشندي: " ووصل من هذا الملك كتاب في الدولة الظاهرية (برقوق) يشتكّى فيه من عرب جذام المجاورين له ويذكر أنهم أخذوا جماعة من أقاربه باعوهم في الأقطار"( صبح الأعشى في صناعة الأنشا الجزء8 ص 7).
وقد اشارت كتابات اخرى الى ان تنقالا (وهو أمير قبائل الفلاَّتة أو الفلاَّن التي يرجح هجرتها من الشمال في أسوان وجنوبها الى بلاد دارفور والسودان والتكرور في القرن التاسع الهجري /السادس عشرالميلادي) الذي غزا الفوتا الذي ذكرته كتب تاريخ السودان وهو في القرن (16)الميلادي ينحدر من عقبة  كما اشارت الى ان الامام  سليمان بال الذي أطاح بأسرة كولي الوثنية التي كانت حاكمة في نهاية القرن (18) الميلادي ليحل محلها حكومة اسلامية كان رئيسها الاول هو الامام عبدالقادر ينتسب الى عقبة عن طريق ابنه روبة (الغَرَّابة ص 9  د/عبدالله عبدالماجد إبراهيم مدير جامعة أم درمان).
يقول د/عبد الله عبد الماجد : وهناك من المؤرخين والجغرافيين من يجعل الفلاتة من النوبة الكوشية ويربطهم بقبائل السودان النوبية فاذا صح هذا فان الفلاتة والنوبة وجميع سكان شمال السودان وجنوب مصر من اصل واحد او فرع واحد (الغرابة ص175) .

**********
الجعافرة عند الطود وأسوان والمريس ودنقلة
يذكر بوثائق الأنساب أثناء الحملة التي امر بها الظاهر بيبرس على النوبة إستدعى عدد من القبائل العربية ومنها أولاد الجعافرة بالبحيرة كما ذكرنا فقد إنتقل أولاد محمد أبو الجعافرة (1- حمد2- حماد3- احمد4-عيسى5- كمال الدين6- كميل الدين7- عمار8- جهينة) في حملته على النوبة سنة662هـ /1264م  التي قام بها والي قوص (لم تذكر المصادر التاريخية اسمه ويقول الجعافرة انه الامير حمد ) بإستثناء عيسي الذي ظل في القاهرة يملك حوش عيسى بالقاهرة بجوار منطقة الحسين وتذكر مصادر الأنساب وفاته بتونس ومن أبنائه(محمد وسراج الدين وإسماعيل وقاسم و حماد) ومحمد ذريته بتونس وحماد ذريته بالبحيرة وإسماعيل ذريته بدارالسلام سوهاج وقاسم بديروط وسراج الدين ذريته بالنوبة والجيزة والسودان.
ومن العيساوية بالقاهرة من خرج لحرب تيمور لنك ملك المغول الذي دمر الشام سنة 803هـ/ 1401م حيث روى المقريزي : (حضر من عربان البحيرة إلى خارج القاهرة ستة آلاف فارس. ومن الشرقية ابن بقر، والتزم بألفين وخمسمائة فارس، ومن العيساوية  وبني وائل  ألف وخمسمائة فارس، فانفق فيهم الأمير يلبغا السالمي الأموال، ليتجهزوا إلى حرب تمرلنك)( السلوك لمعرفة دول الملوك ج 3 ص34  ) .
توضيحات :
اصل عرب البقارة في الشرقية و السودان: -بنو عبيد - بطن من جذام من القحطانية وهم بنو عبيد من مالك بن سويد بن زيد بن جذام بن حرام ومن عقبه بنو أسير ومنهم طائفة بالحوف من الشرقية من الديار المصرية، وفيهم الأمرة والأمرة الآن فيهم في بني بقر) نهاية الارب ج1 ص 346  وكان منهم الامير جمال الدين بقر أمير عرب الشرقية وينتمي اليهم عرب البقارة بغرب السودان وقبيلة هلبا سويد ايضا ومنهم ما زال بالشرقية.
-اصل قبيلة الوائلية سكناهم : كان يطلق الوائلية او بني وائل على المنطقة بين جامع احمد بن طولون الى قطرة بني وائل عند اول مصر القديمة .
-العيساوية : يحتمل انه يقصد من يسكنون منطقة حوش عيسى والان هي مكان القصرين الفاطميين بين شارع الازهر وشارع جوهر القائد .
-------------
ويقول إبن خلدون في تاريخه:"والذين يلون أسوان هم يعرفون بأولاد الكنز كان جدهم كنز الدولة وله مقامات مع الدول مذكورة ونزل معهم في تلك المواطن من أسوان إلى قوص بنو جعفر بن أبى طالب حين غلبهم بنو الحسن على نواحي المدينة وأخرجوهم منها فهم يعرفون بينهم بالشرفاء الجعافرة ويحترفون في غالب أحوالهم بالتجارة "( العبر ص5 ،6).
ويقول عنهم إبن خلدون "الشرفاء الجعافرة " حيث لقب الشرفاء مختص به أولاد الحسن والحسين فقط بعد القرن الثالث الهجري - فلما ولى الفاطميون بمصر قصروا إسم الشريف على ذرية الحسن والحسين أصحاب الولايات منهم ومن ليس له ولاية منهم يلقب سيد- ولقب الجعافرة كان يطلق على أحفاد جعفر بن أبي طالب ثم تسمي أولاد محمد بن يوسف الحسيني المتوفى 661هـ بأبو الجعافرة بسبب تصاهره مع بنو جعفر بن ابي طالب ، ثم لقب أحفاد محمد الحسيني بالجعافرة فإختص أولاد جعفر بن أبي طالب بالجعافرة الطيارة بعد ذلك .
يوجد بعض الشرفاء الجعافرة في ذلك الوقت في الصعيد الاعلى و يسمون الان بالزيانبة وقد كانوا يسكنون بلاد قريش بالصعيد (سمالوط ومنفلوط وديروط وملوي) وايضا بالصعيد الأعلى بين الطود وأسوان هم اولاد الشريف حصن الدولة ثعلب  بعضهم في منطقة بطن الحجر جنوب بلانة ذكرهم الرحالة بوركهارت .
يذكر المقريزي في الخطط ان للشريف حص الدولة ثعلب انه كان له العديد من الاملاك بالقاهرة منها ( بستان ابن ثعلب فإنه كان بستانا عظيم القدر، مساحته خمسة وسبعون فدانا ) وهي الان ارض اللوق او حي عابدين ، والمدرسة الشريفية بحارة الجودرية و حمّامي السيدة العمة بحارة الروم
وهناك من المصادر تنسب حصن الدولة ثعلب الى الجعافرة الطيارة واخرى تنسبه الى الجعافرة الحسينيين يقول القلقشندي (السلاطنة - بطن من بني جعفر الصادق من الحسينيين بني الحسين السبط ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والحسين قد مر نسبه في الكلام على الحسينين ، قال الحمداني ومساكنهم فيما بين منفلوط وأسيوط من صعيد مصر، ويعرفون بأولاد الشريف، قال: والأمرة فيهم في بني ثعلب قال الحمداني: وكانت نفوسهم قد سمت إلى الملك خصوصاً الشريف حصن الدين بن ثعلب، وكان قد انف من أمارة المعز ابن آيبك التركماني أول الملوك التركية، وكان ملك الدولة الناصربن العزيز وأرسل إليه الفايزي الوزير وغيره في جيوش فلم يظفروا به، وآخر أمره نصب له الظاهري بيبرس حبائل الغدر وصاده بغوائل المكر حتى شنقه بالأسكندرية. قلت: وبالشريف حصن الدين هذا تعرف دروة الشريف من بلاد الأشمونيين المعروفة قديماً بدورة سربام، وهو الذي بنى الجامع بها على شاطئ البحر اليوسفي) (نهاية الارب في معرفة انساب العرب ج 1  ص 138 ).
و نسب المقريزي الامير حصن الدولة ثعلب الى الجعافرة الطيارة الزيانبة (وولدت زينب بنت علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه لعلي بن عبد الله بن جعفر أولاداً عرفوا بالزيانبة، وهم بنو جعفر الذين بمصر بالصعيد الأعلى ومنهم ثعلب). (البيان والاعراب ص 21).
وقال المقريزي عن نسب الامير ثعلب (حصن الدولة بن ثعلب بن يعقوب بن مسلم بن أبي جميل دحية بن جعفر بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، الجعفريّ الزينبيّ، أمير الحاج والزائرين، وأحد أمراء مصر في الدولة الأيوبية،)( الخطط ج4 ص 216  ).
و تحدث عن تواجدهم فقال:"وكانت مساكن الجعافرة من بحري منفلوط إلى سملوط غربا وشرقا، ولهم بلاد أخرى يسيرة، وبحرجة منفلوط قوم من بني الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وفي سيوط طائفة من أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على بن الحسين بن علي عليهما السلام يعرفون بأَولاد الشريف قاسم وكانت بلاد الأشراف التي ينزلون بها هم ومواليهم وأتباعهم وأحلافهم من الأشمونين إلى بحري اتليدم ومعظمهم بالدروة"( البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب ص 26) .
  ولهم فرع اخر في الصعيد الاعلى بين قوص واسوان ذكرهم ابن خلدون وذكرت منهم من نزلوا منطقة النوبة مع حملة قلاوون وكانوا يتواجدون  خاصة في منطقة بطن الحجر جنوب وادي حلفا وبمنطقة المحس عامة.
وكان هناك اختلاط بين قبائل الجعافرة الطيارة والجعافرة الحسينيين (الاسماعيليين والمهديين) في المنطقتين في الصعيد بلاد قريش (بين منفلوط الى ابوقرقاص حاليا) والصعدي الاعلى (بين قوص واسوان) وايضا في الوجه البحري في نواحي البحيرة والشرقية ويتضح ذلك من النصوص التاريخية اللاحقة .
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم جعفر ابن ابي طالب بعد إستشهاده في غزوة مؤتة ، فقال : ورأيت جعفراً ملكاً ذا جناحين مضرجاً بالدماء مصبوغ القوادم (حديث حسن) ، وحديث "رأيت جعفر يطير في الجنة مع الملائكة "(حديث ضعيف) .
فقد تسمي آل جعفر بن ابي طالب بالجعافرة  ، ثم اختصوا بلقب الجعافرة الطيارة بعد ذلك تمييزا لهم عن الجعافرة الحسينيين.
يقول ا.د محمود السيد : والظاهر ان اندماج بين القبيلتين تم في نهاية العصر الايوبي بحيث اصبح بنو جعفر ابن ابي طالب وبنو جعفر الصادق يعرفون جميعا باسم الجعافرة وذلك بعد ان سيطر الامير حصن الدين ثعلب على بلاد الصعيد واصبح اميرا للجعافرة  وقد احتفظ الجعافرة بالزعامة على عرب مصر طوال العصر الايوبي (تاريخ القبائل العربية في عصر الدولتين الايوبية والمملوكية ص 38).
قال القلقشندي : قال ابن حزم: وليس للحسين عقب الا من ابنه زين العابدين، ومن عقبه العبيديون خلفاء مصر قبل الدولة الايوبية، والجعافرة المنسوبون الى جعفر الصادق بن محمد الباقر، وبنو مسلم الذين منهم أمراء المدينة الآن، وبنو الاخيضر القائمون باليمامة، وبنو صالح ملوك غانة  من بلاد السودان، وبنو الرسمي أئمة الزيدية باليمن القائمون الى الآن وباقيهم منتشر في أقطار المشرق والمغرب وقد ذكر الحمداني ان منهم جماعة على القرب من مدينة منفلوط منسوبة اليهم) (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ج 1 ص 128).
توضيح : الملك موسي منسي ملك غانا ومالى سنة 1307م =706هـ الى ان مات سنة 137م =737 هـ وقد ورث الملك بصفته احد احفاد احدي شقيقات جده الملك سوندياتا من اب عربي وكانت قبائل المانديك اكبر القبائل التي ينتمي اليها اخواله ملوك على غانة يعتبرونه وليا الهمه الله حكم بلادهم ) من كتاب الاسلام في ممالك وامبراطوريات افريقيا السوداء  ص 72
وقول القلقشندي ان ابن حزم نَسَّبَ بنو الاخيضر وبني صالح بغانة انهم حُسَينيون ، رغم ان ابن حزم ذكر نسبهم الى الحسن السبط رضي الله عنه ! ولم يذكر القلقشندي ملوك سواكن اولاد الشريف ابي نمى الحسني انهم ايضا من بني الاخيضر .
وذكر القلقشندي بنو صالح (وهم بنو صالح بن عبد الله بن موسى ابي الكرام بن موسى الجون ابن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط رضى ....... وقال في العبر: ولعل صالح هذا هو صالح بن يوسف بن محمد بن الاخيضر  بن يوسف بن ابراهيم بن موسى الجون (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ج 1 ص 311).
توضيح : بنو الأخيضر - تصغير أخضر، بطن من بني الحسن السبط ابن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه بن أبي طالب بن هاشم من العدنانية، وهم بنو محمد الأخيضر بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الجون بن حسن بن الحسن السبط، كان لهم مالك باليمامة من جزيرة العرب، وكان أول أمرهم أنه لما ثار محمد المهدي بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط اختفى أخوه موسى الجون إلى أن هلك، وكان من عقبة محمد الأخيضر المقدم ذكره، وأخوه إسماعيل فخرج اسماعيل بالحجاز وتسمى بالسكاك سنة أحدى وخمسين ومائتين، ثم قصد مكة فاستولى عليها وخطب لنفسه، ثم هلك فولى معاوية أخوه محمد الأخيضر سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وقصد اليمامة فملكها، وكان له من الولد محمد وإبراهيم ويوسف وعبد الله، فملك بعده إبنه يوسف، ثم ملك بعده إبنه اسماعيل، ثم ملك بعده أخوه الحسن بن يوسف، ثم ملك بعده ابنه أحمد بن الحسن، ولم تزل بيده جتى غلبه عليها القرامطة) نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ج 1 ص 89
وقال القلقشندي عن كل قبيلة اطلق عليها اسم الجعافرة : اولا : الجعافرة - بطن من بني الحسين السبط من بني هاشم من العدنانية، وهم بنو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط، وجعفر هذا من الائمة الاثنى عشر عند الاثنى عشرية، وهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب، ثم ابنه الحسن السبط، ثم أخوه الحسين السبط، ثم ابنه علي زين العابدين، ثم ابنه محمد الباقر، ثم ابنه جعفر الصادق هذا، ثم ابنه موسى الكاظم، ثم ابنه علي الرضا، ثمابنه محمدالجواد، ثم ابنه علي الهادي، ثم ابنه الحسن العسكري( الإمام الحسن العسكري: ولد بالمدينة سنة 231 هـ، وتوفّي بسامراء سنة 260 هـ)، ثم ابنه محمد المهدي  وهو الثاني عشر، وهم يعتقدون أنه حي وينتظرون خروجه، وكان له من الولد موسى الكاظم ومحمد الديباجة، فاما موسى الكاظم فكان على زي الاعراب مايلا الى السواد، ومن عقب موسى الكاظم أيضاً سوى من تقدم ذكره، علي الرضى الذي عهد له المأمون بالخلافة بعده ومات قبل المأمون، ومنهم أيضاً اسماعيل الامام الذي تنسب إليه الطائفة الاسماعيلية من الشيعة، وهو اسماعيل الأمام بن جعفر الصادق المقدم ذكره والى الاسماعيليي هؤلاء تنسب قلاع الاسماعيلية بأعمال طرابلس من الشام المعروفة بقلاع الدعوة، ومن عقب اسماعيل هذا العبيديون خلفاء مصر قبل الدولة الايوبية، واما محمد الديباجة بن جعفر الصادق فانه بويع له بالخلافة أيام المأمون بمكة المشرفة ولم يتم أمره، قال الحمداني: وجاءت طائفة من بني جعفر الصادق الى مصر فنزلوا بصعيدها من المتمرغ بمنفلوط إلى أسيوط سلموط غرباً وشرقاً، قال ولهم أيضاً حدود ببلاد أخرى يسيره، وذكر ابن فضل الله في مسالك الابصار ان بوادي بني زيد من بلاد الشام فرقة من الجعافرة، وكذلك بالقدس الشريف وفي بعض قرى اذرعات قوم يدعون انهم من بني جعفر أيضاً.
ثانيا- الجعافرة : بطن من الطالبين من بني هاشم من العدنانية وهم بنو جعفر الطيار بن أبي طالب، وهو الذي قطعت يده يوم موته فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى جعل له منهما جناحين يطير بهما في الجنة، ولذلك قيل له الطيار، وكان له أولاد منهم محمد، وعبد الله، مسح النبي على رؤوسهم حين جاء نعي أبيهم جعفر سنة ثمان من الهجرة، ودعا لهم وقال أنا وليهم في الدنيا والآخرة، وكان عبد الله هذا يضرب بجوده المثل حتى يقال أنه لم يبلغ أحد في الإسلام مبلغه في الجود، وكان أهل المدينة يتداينون على قدومه،وتزوج محمد هذا أم كلثوم ابنة عمه علي ابن أبي طالب بعد موت عمر بن الخطاب، قال في العبر: ومن ولد عبد الله هذا عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، أقام بفارس وبويع له في الكوفة في آخر الدولة الاموية، وأراد بعض سفه بن عباس تحويل الدعوة اليه فلم يوافق على ذلك أبو مسلم الخراساني القائم بدعوة بني العباس .
ثالثا- الجعافرة - بطن من بني عامر بن صعصعة من العدنانية وهم بنو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامربن صعصعة. (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ج1 ص 123 الى 125  ) .
وقال القلقشندي ايضا بنو خالد - بطن من عامر بن صعصعة من العدنانية، وهم بنو خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامربن صعصعة. (نهاية الارب في معرفة انساب العرب ج 1 ص) .
وقال الزركلي في النصف الثاني من القرن العشرين عن :- هلال بن عامر : هلال بن عامر بن صعصعة، من هوازن، من عدنان ........ وأنهم كانت لهم في أيام ابن خلدون بقايا في الصعيد، وأن المقريزي وصفهم بالكثرة في شرقي عيذاب، وأن في المؤرخين من يعد " الجعافرة " في الصعيد بطنا منهم، وقد سكن بعضهم السودان (الاعلام  ج8 ص 91  ) .
ربما قصد الزركلي قول المؤرخ والنسابة القلقشندي عندما ذكر الجعافرة بنو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة هم فرع من جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر وليسوا من بني هلال بن عامر ولكن القلقشندي لم يذكر اماكن تواجدهم حتى يمكن القول انهم جعافرة الصعيد وقد عد بعض النسابة اماكن تواجد بنو جعفر بن كلاب في العراق و ذكر المقريزي في البيان والاعراب (وببلاد الفيوم بنو كلاب ) .
اما الجعافرة الحسينيين حسب وثائق الانساب التي بدات تظهر سنة 935هـ /1529 م وحكت تاريخهم وكيف انهم ينسبون الى محمد المهدي ابن الحسن العسكري وانه هاجر من سامراء العراق الى فاس ومكناس بالمغرب هربا من ملاحقة خلفاء العباسيين ل محمد المهدي بالقتل وان ذريته انتشرت بالمغرب العربي ثم بمصر واخفت نسبها من خلال الاصهار وخاصة في الجعافرة الحسينيين الاسماعيليين (أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق) والجعافرة الطيارة والانصار وكنوز ربيعة حتى كثر عددهم في بداية الدولة العثمانية فقاموا بالاعلان عن نسبهم الى محمد المهدي وتاريخ حياة اجدادهم في المغرب ومصر والصعيد والسودان .
توضيح بخصوص محمد الملقب بالمهدي بن حسن العسكري : هناك العديد من الروايات التاريخية التي تذكر ميلاده (ولد في النصف من شعبان سنة 255 هـ، وأُمّه نرجس، وُصِفَ فقالوا عنه: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخد، أقنى الأنف، أشم، أروع، كأنّه غصن بان، وكأنَّ غرّته كوكب دريّ، في خده الأيمن خال كأنّه فتات مسك على بياض الفضّة، وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أذنه، ما رأت العيون أقصد منه، ولا أكثر حسناً وسكينةً وحياءً ) وهي أقوال علماء الأنساب في ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)، وفيهم السنّي والزيدي إلى جانب الشيعي . وانه عاش بعد أبيه سنتين ثم عدم اي الى سنة 262هـ / 876 م ، ولم يعلم كيف مات ، وأمه نرجس أم ولد ،
والشيعة يدعون بقاءه في السرداب وأنه صاحب الزمان ، وأنه حي يعلم علم الأولين والآخرين ، اما بعض من اهل السنة من يقول بموته واخر ينفي ولادته اصلا ! ، واخرون يقولون انه هرب الى فاس ومكناس وتزوج من سيدة تدعى حميدة وانجب منها "على " الملقب بالتقي وذريته بالمغرب ومصر وغيرها.
وهو موضوع يطول شرحه وتفصيله ويحتاج الى مؤلف خاص وما اكثر ما ذكر في نسب ذرية محمد المهدي بن الحسن العسكري.

* نسب محمد الملقب بأبوالجعافرة  هو : محمد أبو الجعافرة بن يوسف المغربي بن إبراهيم بن عبد المحسن بن حسين الفاسي بن محمد أبوالنما بن موسى الأشهب بن يحيى بن عيسى بن علي التقي بن محمد المهدي بن حسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين  بن على زوج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعا .
وإنتشرت قبيلة الجعافرة أبناء محمد أبو الجعافرة بين قوص وأسوان ثم دخلوا النوبة بعد أكثر من قرن من وجودهم بالصعيد ربما كان سبب الإستعانة بهم هو رغبة الظاهر بيبرس في إيجاد قبيلة علوية تنسب إلى آل البيت تعتقد مذهب أهل السنة وتستطيع السيطرة على المد الشيعي في الصعيد ثم إنهاء هذا المذهب الذي كان يمثل تهديدا شيعيا جنوبيا على حكومة مصر على مذهب أهل السنة بعد صلاح الدين الأيوبي وقد إستعان بالحملة بالعديد من القبائل العربية القريشية وغيرها التي إستقرت بالنوبة المصرية والسودانية حتى الآن.
 يذكر الإدفوي عن مذهب الشيعة أنه كان موجود في إدفو ثم ضعف وإنتهى في عصره"وكان التشيع بها فاشيا وأهلها طائفتان الإسماعيلية والإمامية ثم ضعف حتى لا يكاد يميز به إلا أشخاص قليلة جدا "( الطالع السعيد ص 66).
 ثم في منتصف القرن الثامن الهجري الذي يليه حضر أحد أحفاده حيث مرور قوافل الحجاج من المغرب إلى الأراضي المقدسة بالحجاز عبر أسوان ثم ميناء عِيْذَاب وهو علي المغربي الملقب بتمام وإبنه رضوان الملقب يتميم الدار (تميم تصغير تمام ، والدار هي دار الجعافرة حيث تمت قبيلة الجعافرة بأحد أحفاد عيسى بن محمد أبو الجعافرة وهو الأخ الذي لم يحضر إلى الصعيد (وتلك التسمية جاءت من قصة أن العباس رضي الله عنه كان له تسع أولاد فولد له العاشر فسماه "تمام" وكان ينشد ويقول(تموا بتمام فصاروا عشرة يارب فاجعلهم كراما بررة وإجعل لهم ذكرا واتهم الثمرة) أما لقب الأنصاري (وفي رواية تميم حبيب الأنصار) فيبدوا أن للأمير رضوان بن علي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد أبو الجعافرة موقف في صف الأنصار في الصراع مع بني الكنز (الكنز الأوائل الذين فروا إلي دنقلة (المقرة) ومنهم قبائل عربية كالشايقية والقراريش وربيعة وبني هلال وفزارة و بَلِيّ وجُهَينة وعَرَك وقد سكنوا المَحَس و دنقلة ودارفور وكردفان .
و بسبب مصاهرة قبيلته للأنصار وخاصة أحفاد جابر بن عبدالله الأنصاري المدفون بالإسكندرية ومساعدة الجوابرة وبعض قبائل الأنصار الأخرى لنجم الدين في حكم أسوان والنوبة بعد ذلك حيث دأبت قبيلة الجعافرة وغيرها على التلقب بنسب أنسابهم حيث تسمت بإسم  الجعافرة بسبب أن محمد الملقب بأبو الجعافرة تزوج من أخواله من بني عمر بن جعفر أخت الأمير شكر بن عبدالله ابن سعيد الجعفري "الطيار "
 وكذلك لقب الأمير رضوان بتميم بن تمام بالأنصاري وكذلك أيضا لقب همام بن يوسف بالهواري زعيم الصعيد سنة 1765م وهو جعفري من ذرية حمد بن محمد أبوالجعافرة تلقيبا بنسب أخولهم وأنسابهم وجده الامير عمر بن عبدالعزيز امير الصعيد حتى سنة 853 هـ / 1449 م.
واولاد نجم الدين وشرف الدين هم فرع من أولاد عيسى بن محمد ابو الجعافرة بحوش عيسى بنواحي الأزهر بين شارعي الازهر و شارع جوهر القائد ومنشأة شرف الدين وأخيه بشارع الأزهر موجود هناك كأثر حتى الآن .
أولاد الأمير رضوان بن على المغربي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد أبوالجعافرة:- والذي إمتدت إمارتهم من الصعيد الأعلى وأسوان إلى بلاد النوبة والسودان ، وهم شرف الدين ونجم الدين ولهم منشأة بإسمهم مازالت موجودة كأثر بحوش عيسى بشارع الأزهر بإسم  منشأة شرف الدين وأخيه يحتمل أنها جزء من بواقي القصر الغربي الصغير الفاطمي.  
1- الأمير نجم الدين والذي ظل من زعماء بني الكنز أميرا على أسوان بعد 780 هـ / 1379م  حتى وفاته سنة 800 هجرية وأولاده 1- نصرالدين2-مبارك 3- عون الله 4-غالي5-حسين 6- مالك 7- عبدالله الملقب بالغربي 8- شائدالدين. 
2- الأمير شرف الدين والذي كان أميرا على دنقلة. 
فقد امتلك الجعافرة بعض اثار الفاطميين العبيديين (أحفاد عبيد الله المهدي) في القاهرة حيث آلت أملاك العبيديين أيام الظاهر بيبرس إلى بيت المال(المواعظ والإعتبار  بذكر الخطط والآثار ج 2 من ص 448) ، ثم آل بعضه إلي عيسى بن محمد أبو الجعافرة حيث ينسب إليه ملكية بقايا القصرين الفاطميين بما سمي بحوش عيسى ويوجد جزء متبقي الآن من القصر الصغير الغربي (قصر البحر) بإسم  منشأة شرف الدين وأخيه بشارع الأزهر وهم من أحفاد عيسى (شرف الدين وأخيه نجم الدين بن رضوان المقلب بتميم الدار بن علي المغربي الملقب بتمام بن سراج الدين بن عيسى بن محمد أبو الجعافرة) .
وقد تولوا إمارة الصعيد الأعلى على العرب المقيمين بها بصفتهم أشراف الصعيد بتولية من الظاهر بيبرس للأمير حمد بن محمد أبو الجعافرة لإمارة العرب بالصعيد الاعلى سنة 675هـ و إستولوا على إمارة النوبة بعد ذلك أواخر القرن الثامن الهجري بعد حروب مع العرب القاطنين جنوب أسوان .
تذكر مصادر الأنساب(الشجرة البرزنجية لنسب الأشراف الجعفرية الموجودة لدي أحفاد الشيخ الشريف الجعفري القاضي موسى أبومعوض نقيب الأشراف في عهده-توفى 1888م/1305هـ-وهي نسبة مكونة من169صفحة وهي نسبة منقولة عن نسخة منسوخة من أخرى عن النسبة الأصلية المكتوبة سنة 935هـ وموقعة وعليها أختام عديدة .
هذه الفترة من منتصف القرن التاسع الهجري الى منتصف القرن العاشر الهجرى من 850 هـ الى دخول الاتراك الى النوبة سنة 922 هـ /1521م  لا توجد مصادر تاريخية لمؤرخين مصريين او اجانب توضح التحول العرقي المهم الذي حدث بالنوبة واستقرار هذه المجموعة الموجودة الحالية من اسوان الى دنقلة لذك فقد اعتمدت على مصادر الانساب
و من صفحة 105 إلى صفحة 118رواية تتحدث عن نجم الدين وشرف الدين ، وناصر الدين وعون الله ومبارك ،و هم أولاد نجم الدين : و أن هذه القصة مروية عن شخص يدعى سراج عن جده السيد عمر عن جده السيد حيدر:  أن نجم الدين في ذلك الزمان "أواخر القرن الثامن الهجري" نزل مصر المحروسة "القاهرة" وسكن بها حوالي تسع سنين تقريبا وله أملاك بها وله ولأولاده وذريته من بعده خمس خراج أرض الجزيرة "الدلتا المصرية" ونواحي المحلة الكبرى والبحيرة "ولم تذكر سبب هذا الحق هل هو خمس ال البيت في بيت المال ؟ أو خمس ميراث ؟ " وذكرت أن شرف الدين هو عم نجم الدين وأن نصر الدين إبن غالي إبن نجم الدين وأن إسمه نجم الدين بن تميم بن تمام بن حبيب الأنصاري الخزرجي.  
وأن الأمير نجم الدين تزوج بنت خاله (منقولة خطا عمه بدلاً من خاله في الشجرة البرزخية ، لأن الأنصار أنساب نجم الدين وليس أعمامه كما ذكر ناقل النسبة) وهي سارة بنت سعود بن السيد حيدر بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد جابر بن السيد تميم بن حبيب الأنصاري بن السيد أنس بن السيد هاشم .
و النسبة المخطوطة خاصة بقصة نسب قبيلة الجعافرة ، وفي المخطوطة ص106 ذكر(الشيخ الشريف شرف الدين ) فكيف يصفه بالشريف ثم ينسبه في صفحة أخرى إلى الأنصار ؟! ، فضلا عن اقرار الشيخ موسى أبو معوض نقيب أشراف أسوان للشيخ أحمد بن عبد الله الأمباركابي (نسبة إلى مبارك بن نجم الدين بن رضوان بن علي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد أبو الجعافرة) بالنسب الجعفري .
وهذه النسبة بها الكثير من المغالطات التى تدل على عدم الدقة في نقل ونسخ النسبة حيث أحيانا يتحدث ناقل النسبة على لسانه وليس بصياغة النسبة الأصلية كما هي .
ومنها أن الأمير نجم الدين طلب من كمال الدين بن محمد ابو الجعافرة ان يكون من اتباعة "الحَجَّاب" وهو الذي اخذ بثأر الأمير مبارك بعد ذلك – وكمال الدين مولود حسب النسبة سنة 593هـ وهاجر إلى مصوع بإريتريا حاليا على ىساحل البحر الأحمر ولم تذكر له النسبة سنة وفاة وأن نجم الدين توفى بعد 800 هـ أي توفى بعد ولادة كمال الدين بمائتان وعشرة سنة تقريبا فكيف لهما أن يتقابلا ؟! ويطلب منه نجم الدين أن يعطيه" الحَجَّاب !  إلا إذا كان المطلوب منه شخص "الحَجَّاب" هو أحد أحفاد كمال الدين وأسقط نسخ إسمه من النسبة.
ويذكر في المخطوطة عن الراوي أنهم أتوا أسوان في سبعين ألف مقاتل من قبائل عديدة منهم أنصار وغيرهم وحاربوا قوما عرب وهمج و نوبة وبربر وسودان كانوا يسكنون خلف الشلال وهزموهم وملكهم كان إسمه ألقاط ، وإستولى نجم الدين على أسوان والسودان وحكمهما مدة حياته ثم توفى نجم الدين في رحلة إلي مصر السعيدة ودفن بها بباب النصر في المحرم  سنة 800 هجرية وتولي بعده إبنه مبارك الذي قتل في معركة بقوص ودفن هناك ثم تولى أخوه عون الله ولاية أسوان ثم تغلب عليهم بعض العرب فإنتقلوا الى جنوب أسوان فأرسلوا إليهم بالحضور والعودة إلى أسوان فرفضوا فأرسلوا إليهم السيد محمد وَنَّس برسالة فأكرمه هؤلاء العرب لذلك لقب محمد وَنَّس بشيخ الكنوزيين وان أبا محمد وَنَّس كان ملك من ملوك بر مصر ورباه الأمير نجم الدين بعد وفاة أبيه.
ثم تحكي عن الراوي قصة عبد الله بن عون الله وأنه ملك بعد أبيه وأنه قام بقتل أحد عتاة منطقة جنوب أسوان وإسمه بهلول.
توضيح بالنسبة الى الامير محمد ونس : في كلمة "شيخ الكنوزيين" جمع كنوز أي انه يوجد فروع كثيرة وعديد من قبائل الكنوز ومحمد ونس عرف بنسبه العباسي ويرجع على الارجح تاريخه الى الامير نجم الدين في اواخر القرن الثامن الهجري مع نهاية دولة المماليك التركية و بداية دولة المماليك البرجية الشركسية ولكن ذكره بوركهارت في رحلاته وقال ص 56 انه رأي عند جبانة اسوان( قبة عالية من الاجر شيدت تذكارا للولي التركي الشيخ ونس وتنتشر المقابر التركية على مساحة محيطها ثلاثة اميال تقريبا وقد دفن فيها عدد من الاولياء ذوي الكرامات الذين يحج الاتقياء لقبورهم من شتى انحاء مصر ) وان كان يحتمل ان بوركهارت يتحدث عن معاصرة ونس لحقبة الاتراك السابقة على زمن بوركهارت باربعة قرون
وقد قامت القبائل العربية من الجعافرة وقبائل الأنصار وغيرها بتولية نجم الدين وأخيه شرف الدين لإمارة أسوان والنوبة بعد رحيل ثم إعدام قرط بن عمير التركماني والي أسوان على يد السلطان برقوق ثم ترحيل وتغريب بني هلال من النوبة كتغريبة ثانية من أسوان والنوبة إلى السودان وذلك بعد ما فعلوه بأهل أسوان والنوبة ثم بني الكنز سنة 815هـ ويبدوا بمساعدة هوارة سنة 815هـ حيث هناك حدث تعاون وتصاهر بين الجعافرة والهوارة  في ذلك الوقت والذي يدل عليه أن زعيم هوارة عمر بن عبدالعزيز امير الصعيد حتى سنة 853 هـ / 1449م ثم اولاد من بعده محمد ثم يوسف ثم اسماعيل بن يوسف الي اخر احفاده اميرا على الصعيد بعد ثلاثة قرون سنة 1180هـ وهو همام بن يوسف الهواري من ذرية حمد بن محمد أبوالجعافرة .
أي أن بني الكنز ربيعة وحلفائهم قد تلاشوا  بعد 815هـ من أسوان وسكن الجعافرة منطقة الكنوز جنوب أسوان منهم أولاد عيسي بن محمد ابو الجعافرة وأولاد صلاح بن شراون بن محمد بن حمد بن محمد ابو الجعافرة ولقبوا بالكنوز الشرقيين (الماتوكيين) تمييزا عن الكنوز الأوائل.
و قسمت النوبة على الأميرين نجم الدين أميراً على النوبة الشمالية وشرف الدين أميراً على النوبة الجنوبية بدنقلة وإنقطعت ولاية المماليك عن أسوان وجنوبها الي السودان.
يقول القلقشندي : عن النوبة:" لم تزل ملوك مصر تأخذ منهم هذه الإتاوة في أكثر الأوقات حتى ذكر في مسالك الأبصار  أنه كان عليهم في زمنه مقرّر لصاحب مصر في كلّ سنة من العبيد، والإماء، والحراب، والوحوش النّوبية- قلت: أما الآن فقد إنقطع ذلك. وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ"( صبح الأعشى الجزء 5 ص 268) .
ثم إنتقلت الإمارة في دنقلة إلى أولاد شرف الدين وقد تصارعوا عليها و إستولى عليها إبن عمهم الأمير نصر الدين وحولها من مجرد إمارة إلى مملكة وأصبح ملك النوبة وخاطب السلطان برقوق برسائل بهذا الشأن وأقره السلطان برقوق على ذلك حيث يقول القلقشندي
الجملة الثانية (في المكاتبة إلى مسلمي ملوك السّودان، وهم أربعة ملوك الأوّل- ملك النّوبة . وهو صاحب مدينة دنقلة ، وقد تقدّم الكلام عليها مستوفى في الكلام على المقالة الثانية في «المسالك والممالك» .قال في التعريف : وهو رعيّة من رعايا صاحب مصر، وعليه  حمل مقرّر، يقوم به في كل سنة، ويخطب ببلاده لخليفة العصر وصاحب مصر قلت: هذا كان في الدولة الناصرية «محمد بن قلاوون» وهذه الإتاوة كانت مقرّرة عليهم من زمن الفتح، في إمارة عمرو بن العاص، رضي الله عنه، ثم صارت تنقطع تارة وتحمل أخرى، بحسب الطاعة والعصيان. وهي الآن مملكة مستقلّة بذاتها، ولذلك أوردت مكاتبة صاحبها في جملة الملوك.
ورسم المكاتبة إليه إن كان مسلما على ما ذكره في «التعريف»  صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس الجليل، الكبير، الغازي، المجاهد، المؤيّد، الأوحد، العضد، مجد الإسلام، زين الأنام، فخر المجاهدين، عمدة الملوك والسلاطين  وذكر ذلك في «التثقيف» نقلا عنه، ثم قال: ولم أجد له مكاتبة متداولة بين الجماعة. قال: ولم يكتب له شيء في مدّة مباشرتي بديوان الإنشاء، ولم يزد على ذلك
ورأيت في الدّستور المنسوب للمقرّ العلائيّ بن فضل الله أنّ مكاتبته هذه المكاتبة أيضا، وأنه يقال بعد عمدة الملوك والسلاطين: «أدام الله سعادته، وبلّغه في الدارين إرادته، تتضمّن إعلامه كيت وكيت، فيتقدّم بكذا وكذا، فيحيط علمه بذلك» .
 ثم قال: والمكاتبة إليه في قطع العادة، والعلامة «أخوة» ولا يخفى أنّ العنوان بالألقاب، ويظهر أن التعريف «صاحب دنقلة»  (صبح الأعشى الجزء 8 ص 4 و5.) .
ثم إنقلب عليه أبناء عمه شرف الدين وحضر إلي القاهرة سنة 800هـ وطلب من السلطان إعادته إلى ملكه وأقام سنوات بالجيزة وله شواهد هناك (تنسب إليه منطقة نصر الدين بالجيزة) وملك من الأراضي بنواحي الجيزة هو وأولاده نصرالله ومسلم (تنسب إليه زاوية مسلم) وعامر (تنسب إليه مدينة عامر) وعمران (تنسب إليه العمرانية) وإستعان بالسلطان برقوق فأرسل فرج إبن برقوق مع إبنه نصر الله حملة أعادته إلي ملكه في دنقلة.
حيث يروى المقريزي سنة ثمانمائة في الثاني من محرم : قدم ناصر متملك بلاد النوبة فاراً من إبن عمه، فأكرمه السلطان وخلع عليه، وأعاد الصارم إبراهيم الشهابي إلى ولاية أسوان، وتقدم إليه بمعاونة ناصر(السلوك لمعرفة دول الملوك. أحداث سنة 800 هـ. ج2 ص427) .
 سنة 848هـ روى العيني:" فيه أيضا أمر السلطان الأمير شادبك الجكمي وطوخ من تمراز المدعو بيني بازق ومعناه غليظ الرقبة وكلاهما أمير مائة ومقدم ألف بمصر بالسفر إلى بلاد الصعيد لدفع فساد العربان وكان قبل تاريخه أرسل آيتمش من أزوباي المؤيدي أستادار الصحبة ومعه خمسون مملوكا من المماليك السلطانية إلى الصعيد أيضا فضعف آيتمش بمن معه عن قتالهم وهم عرب الكنوز"( حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور ص 4). 
وقد ظلت منطقة النوبة المصرية والمحس تحت حكم قبيلة الغربية (فرع من عبد الله بن نجم الدين) ويبدوا أنه إستعان ببعض البربر من زناتة . 
 أما منطقة المريس أو وادي الكنوز والنوبة المصرية من الشلال الأول  إلى الشلال الثاني ، لكل قبيلة من أبناء الكنز حكما ذاتيا خلال القرن التاسع الهجري وأوائل القرن العاشر الهجري إلي أن إستعانت قبيلة الغربية بالسلطان سليم الأول سنة 926 هجرية/ 1520م ضد ملوك الدناقلة والذي إستولت حامية الغز الكشاف (جنود المماليك و الترك العثمانيين) على منطقة أسوان والنوبة المصرية والمحس بعد ذلك عدا مناطق العوناللاب  (قرشة وجرف حسين و كشتمنة ) حيث كان  يتجنب الكاشف جباية الضرائب منهم كما كان يفعل في بقية قرى النوبة. 
توضيح معني زيادة "اب" الي الاسم للاشارة الى نسب القبيلة وهي نسبة الى أب القبيلة كأن يقال عون الله الاب فتختصر الى عوناللاب ومثلما سمي ميناء عيذاب او عِيد اب وهي( عيد الأب ) نسبة لعيد جد او اب القبيلة و" اب " بمعني الاب او الجد للقبيلة ، ودأبت على هذه الطريقة في التسمية لكل قبائل اسوان والسودان
وذكر بوركهارت:"وأشتهر عن القبيلة العربية التي يسميها النوبيون عون اللاب التي تسكن القرى المجاورة لقرشة،مقاومتها للحكام وخروجها عليهم ورجالها أكثر عرب الكنوز إستقلالا وهم يأبون تزويج بناتهم لأتباع الحكام ".
وظل ذلك الحال حتى عام 1962م ، فيذكر د محمد رياض (وكانت قرى الكنوز تقف احيانا في وجه الكُشَّاف وخاصة إبتداءاً من قرشة فلا تدفع الخراج المطلوب او تدفع اقل منه ) (رحلة في زمان النوبة ص 140).
وقال بوركهارت:"وإستولت قبيلتا الجوابرة و الغربية على الإقليم من أسوان إلى وادي حلفا ونشر عرب القبيلتين بعد ذلك سلطانهم على كثير من العشائرالصغيرة التي سكنت ضفاف النيل أيام الفتح ومن بين هذه العشائر الكنوز وأصلهم من نجد والعراق"( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص168).
ويذكر في نفس الصفحة ايضا :"وإستولت عشيرة من عشائر قريش على المحس وظل هؤلاء العرب يحتلون النوبة قرونا لا تنقطع فيها حروبهم ومناوشاتهم".
ويقول في نفس الصفحة: "وكان الجوابرة قد أوشكوا على هزيمة الغربية وإخضاعهم فإستغاث هؤلاء بالسلطان سليم الأول  في القسطنطينية فأرسل إليهم بضع مئات من الجنود البوشناق تحت إمرة حسن قَوسِىْ وإستطاع هؤلاء أن يكرهوا الجوابرة والدناقلة على الجلاء عن النوبة والإرتداد إلى دنقلة" .

هذه خريطة تعود للقرن ال18 من الدولة العثمانية  مكتوبة باللغة العربية التركية توضح الجزيرة العربية و أجزاء من مصر وتظهر النوبة انها الجزء الذي يبدأ بالقرب من الخرطوم الحالية اي منطقة علوة  بينما الجزء الى القرب من دنقلة ضمن مصر .
أما النوبة المقرة فقد إنتقل  تداول الملك في دنقلة بين أولاد محمد وَنَّس مثل أحفاد عدلان وإدريس الأكبر بن محمد وَنَّس ومنهم الملك طنبل وأسرته ملوك آر كُو سنة 1820 م عندما دخل إسماعيل بن محمد على دنقلة.
و قامت مملكة الفونج العربية الإسلامية بالسودان (ببلاد مقرة وعلوة) سنة 910هـ ،وقد إتحد الفونج مع العرب وبني الكنز بالمقرة ضد مملكة علوة وإستولت على العلوة المسيحية بقيادة عبدالله جماع مع الفونج وعِمارة دُنْقَس (سلطنة الفونج كانت بين عام 1504م/910هـ إلي 1820م/ 1235هـ) وهم من بلاد الحبشة وبلاد برنو وقائدهم عبدالله جماع شيخ عرب القواسمة أحد فروع عرب جهينة وهو من أصل عربي قريشي يعود إلى بني امية) وقد هاجموا علوة من أرابيجي الميناء الرئيسي لعلوة علي النيل الأزرق وبها الحامية الرئيسة لعلوة علي النيل الأزرق وبعد معركة أرابيجي 1504م وإنتصار الفونج دخلوا عاصمتها "سوبا "وخربوها خراباً مشهوراً حتى ُيطلق المثل "خراب سوبا" وبإنتصار الفونج وحلفائهم العرب في 1504م بدأت أول سلطنة عربية إسلامية في كل سودان وادي النيل وكان سلطانها هو قائد الفونج في معاركهم " عِمَارة دُنْقَس " وكان قائد العرب "عبد الله جماع" وزيراً له وتم الإتفاق أن يكون السلاطين من الفونج والوزراء من العرب) (تاريخ السودان ص 98  ) .
فدخل الدين الإسلامي إلى السودان في الشمال والشرق والغرب والوسط والقليل من المناطق الجنوبية، وإنتشرت اللغة العربية  مع الإسلام والتي بدأت تسود البلاد حتى تكونت اللهجة السودانية الحديثة وكانت سلطنة الفونج نواة السودان الحديث المتحد.
ويقول نعوم شقير عن اللملك عمارة دونقس ملك من سنة (910هـ الى 940هـ / 1501م الى 1435) وفي ايامه قدم السلطان قد دخل سليم الى سواكن ومصوع فامتلكهاودخل الحبشة يقصد سنار فخاطب ملكها يدعوه الى الطاعة فاجابه بما مفاده :" اني لا اعلم ما الذي يحملك على حربي وامتلاك بلادي فان كان لاجل تاييد دين الاسلام فاني انا واهل مملكتي عرب مسلمون ندين بدين رسول الله وان كان لغرض مادي فاعلم ان اكثر اهل مملكتي عرب بادية وقد هاجروا الى هذه البلاد في طلب الرزق ولا شيء عندهم تجمع منه جزية سنوية " . وارسل له مع الكتاب (الرسالة)  كتاب انساب قبائل العرب الذين في مملكته جمعه له الامام السمرقندي احد علماء سنار فلما وصل الكتابان الى السلطان سليم اعجبه ما فيهما وعدل عن حرب سنار وقيل واخذ كتاب الانساب معه الى الاستانة (تاريخ السودان ص 100).
أما عن أصل الفونج يقول الشاطر بصيلي : والمؤكد في أكثر من مصدر عن شرق أفريقيا أن الأمويين قد جاءوا إلى ساحل الزنج وأنهم إتخذوا عاصمة لهم في جزيرة لامو وأنهم قد أقاموا مدنا ساحلية عديدة للتجارة (تاريخ و حضارات السودان الشرقي والأوسط ص 216) .
وقال : " جاءت هذه الحقبة التي إشتد فيها القتال في الشرق عرق جماعة الفنج التي كانت تسكن أصلا في وادي شمايل في عمان بجنوب شرق الجزيرة العربية وإستقرت هذه المجموعة في جزيرة لامو.....وجاءت إلى هذه المنطقة قوة عسكرية أرسلها الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان إلى هذا الساحل لمحاربة مناوئيه وهم الفنج وهم جنود من أميرالمؤمنين عبدالملك بن مروان قاصدين إلى ساحل بحر الهند ووصلوا إلى مقديشيو وكلوي" (بوركهارت المصدر السابق ص 221 .).
وقد نجح هذا الإتحاد في توحيد القبائل العربية والإستيلاء على علوة بأعالي السودان وفرار القبائل النوبية إلى دارفور و كردفان وجبال النوبة وبحر الغزال وقد إمتزجت بالنوباويين في هذه المناطق أيضا قبائل عربية أخرى الفارة من الشمال مثل البقارة والمسيرية والرزيقات وبني هلال وبني فزارة وجهينة وجذام وهم من العرب الكنوز الأوائل في الصعيد الاعلى . 
*"وحدث قبل خمسين عاما أن شيخ عرب الهوارة وإسمه همام بسط نفوذه على الإقليم من أسيوط إلى أسوان ثم مد نفوذه إلى النوبة الذي زارها عدة مرات وبلغ نفوذه المحس"( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 169. سنة 1814م) . 
أي قبل 1814م أي سنة 1765م والذي يرجح أنه قد هرب إلى النوبة الكنزية بعد هزيمته وينسب إليه نجع بئر همام " هميم ميتر"جنوب قرشة القديمة،حيث له أحفاد بهذا النجع وله ذرية في بنبان وفي غرب السودان بين قبائل الفلاَّتة.
ثم حُكم مراد بك الذي حارب الفرنسيين ثم إتحد معهم ضد المصريين فولاه الفرنسيين على الصعيد ثم تواطأ سراً مع الإنجليز ضد الفرنسيين وقد  إستدعاه الفرنسيين قبل رحيلهم من مصر و يبدوا أنه إدعى موته في الطريق بالطاعون عند سوهاج لخوفه من مقابلة الفرنسيين أن يكونوا قد علموا بخيانته لهم ، حيث ظهر في مذبحة القلعة سنة 1811م و التي فر منها و هناك خلاف تاريخي في هذا الظهور هل هو مراد بك أو هو أمين بك عثمان ) وقد خربا ونهبا بلاد النوبة أثناء مرورهما عليها هم وفلول المماليك الفارين من الفرنسيين ثم من جيش  محمد علي و تسببوا في مجاعة رهيبة في بلاد النوبة هلك فيها ثلثا سكانها  نتيجة إستيلاء المماليك علي الأبقار والأغنام والغلال والذهب والأموال من النوبيين وقتل عدد كبير منهم للحصول على أموالهم (رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 62. سنة 1814م).
وقد ظلت النوبة المصرية تحت الحكم العثماني (الكُشَّاف) حتى توسع محمد علي إلى أعالي السودان.
ثم حُكم محمد على الذي ضم السودان إلى مصر بعد ذلك من أعالي ومنابع النيل (السودان الحالي) سنة 1818م/1234هـ وأنشأ مدينة الخرطوم عاصمة السودان الحالية .
ثم قامت الثورة المهدية عام 1882م /1298هـ على فكرة ان المهدي المنتظر المبشر به في الأحاديث النبوية الصحيحة وأنه يخرج من أهل الغرب (غرب المدينة المنورة) و هذه فكرة إلتف الكثير من القبائل العربية والنوبية و الأفريقية حول أبناء نجم الدين الذين إعتقدوا أن من ذريته المهدي المنتظر وظلت هذه الفكرة قرونا حتي قالوا بمهدية محمد أحمد بن عبدالله بالسودان ولكن لم تثبت صحة مهديته وتوفى بالطاعون سنة 1885م 22 يوليو /1302هـ 8 رمضان و رغم السنوات القليلة التي حكم فيها السودان وجزء من النوبة المصرية إلا انه حقق إنتصارات أبهرت أكبر قوى الإستعمار الغربي وخاصة إنجلترا والتي منيت على يده بهزيمة لم تتلقاها في الشرق من قبل.
ما زال بعض معتنقي الفكر الشيعي الاسماعيلي اتباع اغاخان المدفون في اسوان (الشيعة النزارية) يحضرون سنويا الى اسوان ويسألون على المواليد الجدد من قبائل الكنوز ويجرون بعض الحسابات على الحروف والارقام بما يسمى (طريقة الجماتريا وطريقة النوتاريكون او مايسمى عند العرب بالجفر) للتوصل الى قرب ظهور مهدي جديد في المنطقة حسب اعتقاداتهم .
ونسب محمد المهدي الى  الامير نجم الدين هو : - الشريف/ محمد أحمد بن عبد الله بن فحل بن عبدالمولى بن عبدالله بن محمد بن حاج شريف بن علي بن أحمد بن علي بن حسب النبي بن صبر بن نصر بن عبدالكريم بن حسين بن عون الله بن نجم الدين.

**********

الديموغرافيا السكانية والأصول العرقية للنوبيين الحاليين

أولا :- قبائل كنزية :
 "الماتوكيين " معناها الشرقيون إشارة إلى الجزيرة العربية و تتحدث اللهجة الدنقلاوية وهي لهجة النوبيين السلو (نسبة إلى سِلَها  أو سِلَكُو " سِلَها  - كُو " و" كُو " بمعني الملك فتكون الملك سِلَها  "ملك نوباتيا أول ملك أقام مملكة نوبية جنوب أسوان إلى الشلال الثالث) وجاءت بمصاهرة العرب مع ملوك النوبيون السلو .
 قرى الماتوكيين :غرب أسوان – قرية الجزيرة – الكرور- جزيرة أسوان - غرب سهيل - جزيره سهيل - جزر فيلة وهيسا- تنجار – الشلال - دهميت - أمباركاب - كلابشه –دابود - مرواو - ماريا - جرف حسين – قرشة - كشتمنه شرق - كشتمنه غرب - الدكه - أبوهور- العلاقي- - قورته - المضيق - دابود ... وغيرها.
ينقسم الكنوز إلى مجموعتين عرقيتين :(نسبة الشيخ الصادق عيسي التي ذكرها ماك مايكلMac Michael : History of the Arabs in the Sudan,p 99-100.)مع التعديل  في عدد أولاد نجم الدين وأحفاد شرف الدين).
سبب أن الشيخ الصادق عيسي لم يذكر كل الأنساب لماك مايكل الإنجليزي وزير داخلية السودان لأن مايكل قام بعمليات فصل عرقي وتهجير للقبائل العربية عن الأفريقية لتكريس الإنفصال الثقافي ثم القيام بالتبشير المسيحي في الجنوب وتذكيرهم بتجارة الرقيق التي كانوا يقومون بها ضد الأفارقة لتأجيج النزعة الحامية ضد العرب والعروبة فقد جعلوا من جنوب السودان منطقة مقفولة بنص قانون اسمه قانون المناطق المقفولة وضع لهذا الغرض، يمنع دخول السودانيين الشماليين والمصريين فيه إلا في مهام رسمية أو بتصريحات خاصة، بينما كفلت الحرية التامة لدخول لأوروبيين للجنوب والتجول فيه وحظر على الجنوبيين محاكاة الشماليين في الزي أو نمط الحياة. ويُعد هذا القانون من أهم وسائل الفصل وعدم التمازج الحرّ بين الشماليين والجنوبيين إبان الحكم الثنائي وهذه الاجراءات والسياسات كانت تمهيدا للإنفصال الذي حدث سنة 2011م تماشيا مع الطريقة والمنهج الإنجليزي "بطيء ولكن أكيد  Slowly but surely بمعنى سياسة طويلة الأجل للوصول إلى الهدف بعد عشرات السنين .
تضم قبيلتين رئيسيتين هما:
الأولى:- قبيلة أولاد السيد ونس بن رحمة ابن الحسن العباسي، و كان للأمير محمد وَنَّس ستة أولاد ، وقد مات و دفن في أسوان، وأولاده الستة هم :
1- إدريس الأكبر : و هو جد الملك طنبل الحاكم من جزيرة آرقُو أو آر كُو بدنقلة و الذي عرفت أسرته بإسم ملوك دنقلة  وكلمة آر كُو تعني باللغة النوبية أرض الملوك (آر - كُو) .
2- حمدالله : و كان أتباعه قلة و سكناهم عند كلابشة ويعرفون بإسم  الوَنَّساب و الحمدلاب وبعضهم بغرب أسوان.
3- أرخى : و يسمون أفراد أسرته قبيلة الأرخياب و يعيش بعضهم في إقليم الجزيرة بالسودان وبعضهم بغرب أسوان وقرية الجزيرة بأسوان.
4- أدهم : و يتواجد أحفاده عند بلدة الخطارة بجوار أسوان و جزيرة أسوان و يوجد لهم فرع بالسودان و لهم فرع آخر يسمون البللاب و المسلماب.
5- عدلان : و يتواجد أحفاده عند أسوان و في السودان بين قبائل الشايقية و يعرفون بإسم  العدلاناب.
6- خيرالله : و هم الخيرلاب و يسكنون بمنطقة أسوان و بعضهم في السودان.
القبيلة الثانية :- قبيلة الأشراف الرؤساء و يسمون بأولاد تميم الداري الأنصاري و هم :
أولاً:-أبناء الأمير شرف الدين و يقال أنه مدفون بالكسنجآر بالسودان ،وذريته بابو هور والمضيق وماريا ومرواو وأغلبهم بالسودان.
و ذريته من ولد واحد هو "مبارك" – حيث كان لشرف الدين عدد من الأولاد لم يتبقى منهم سوى أحفاد ابنه مبارك - الذي قبائله من أحفاده:- إبراهيم القذين، وموسى بجو ، ونصرالله ، وقديس وهم بقرى أبو هور ومرواو وماريا وبالسودان (ذكر ماك مايكل ابنين فقط لشرف الدين هما، إبراهيم وموسى). 
1- ابراهيم القذين: مؤسس قبيلة القذناب و يسكنون أبوهور و بعض مناطق السودان. 
2- موسى بجو(بجو بمعنى العريض):وهو مؤسس قبيلة البجواب و يسكنون أبو هورو بعض مناطق السودان .
3- نصرالله : و يسكنون أبوهور والمضيق .
4- قديس : بماريا و مرواو ومدينة دراو. 
ثانيا:- أبناء الأمير نجم الدين بن رضوان تميم الدار (مات و دفن بالقاهرة (بآخر شارع نجم الدين خلف ميدان الجيش بالعباسية) و له أولاد (ذكر ماك مايكل ابنين فقط لنجم الدين هما  مبارك وعون الله)هم:
1- نصر الدين(وذكر ماك مايكل أن نصر الدين هو أخو نجم الدين):- وأولاده نصر الله- ينتسب إليه قبيلة النصرلاب التي تسكن مع قبائل الشايقية والتي حكمت دنقلة في فترة القرن التاسع الهجري- وعامر وعمران ومسلم .
و الملك نصر الدين حول النوبة من إمارة بعد أبيه إلى مملكة مستقلة بعد ولاية أبيه وأصبح ملك النوبة وخاطب السلطان برقوق برسائل بهذا الشأن واقره السلطان برقوق على ذلك ( ) ثم انقلب عليه أبناء عمه شرف الدين مرة أخرى وحضر إلي القاهر سنة 800هـ وطلب من السلطان إعادته إلى ملكه وأقام سنوات بالجيزة وله شواهد هناك (تنسب إليه منطقة نصر الدين بالجيزة بأول شارع الهرم) وملك من الأراضي بنواحي الجيزة هو وأولاده نصرالله ومسلم (تنسب إليه زاوية مسلم) وعامر (تنسب إليه مدينة عامر) وعمران (تنسب إليه العمرانية) وإستعان بالسلطان برقوق في رد ملكه إليه فأرسل فرج إبن برقوق مع إبنه نصر الله حملة أعادته إلي ملكه في دنقلة ، وأحفاده بقرية العلاقي وبدراو وبالجيزة وبالسودان وغرب السودان. 
اغلب العائلات الاصلية والعريقة بالجيزة تنتمي الى النَجَمَة التي تنسب الى الامير نجم الدين مثل عائلات خطاب والجابري وغيرها ومذكورة في موسوعة محمد سليمان الطيب ج ص 465
2- مبارك :و أولاده عادل وعامر وسعد ويطلق عليهم الأمباركاب.  
3- عون الله : وأولاده حسين وضرغام (شلوف) وراهب(إسم من أسماء الأسد) وعبدالله  ويطلق عليهم العونللاب بقرشة وجرف حسين وكشتمنة (قوز تمنة) وبعض من ماريا وجزيرة بهاريف بأسوان وإدفو والرغامة والمهديون بجزائر الأشراف بدنقلة بالسودان.
• ذكر د محمد رياض ودكوثر عبدالرسول في رحلة في زمان النوبة ص 63 نسب الى احد احفاد عبدالله وهو عمدة قرشة السيد / محمد حسن خليل ابراهيم محمد ببخيت بشير حسين درويش أبوبكر ظافر أبوالنور مكين عبد الله عون الله.) واكتفت بذلك واشارت الى باقي النسبة انها اسماء عربية وقالت انه ربما ينتمي اهل القرية وصاحب النسب الى العرب في فترة تداخل النوبيين مع العرب لانهم مثل باقي المؤرخين العرب والاجانب يتشككون في نسب النوبيين الحاليين الى العرب رغم كل الادلة التاريخية وذلك استنادا الى اللهجة او الى اللون.
• توضيح : الاقواز او القوز بمعني الارض الرملية الحصوية  : ويطلق لفظ قوز في بلاد السودان على كل قرية مبنية على سهل رملي حصوي ) تذييل كتاب رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان ص 221 وذكر بوركهارت الاقواز في السودان  مثل قوز السوق وقوز الفونج  ص 221  و قوز رجب في ص 351. والقوز كلمة عربية كما في معجم تاج العروس (القَوْز: المُستدير من الرَّمل تشبه بِه أرداف النساء، قال: ورِدْفُها كالقَوْزِ بين ، وَقال الجوهرِي: القَوْز: الكَثيب الصغير ، وَقَالَ الأزهرِي: سماعي من العرب في {القَوْز أنه الكثيب المشرِف) ج 15 ص 291
4- عبدالله :وأحفاده بقرية توماس وعافية وهم الغربياب ولقبه (التنوكي) وقرى الأحمدية  والفطيرة والعدوة وإقليت وكرم الديب و بنبان وأسوان وبالسودان . 
5 - حسين : وأولاده  الأسد ، وفياض، وسكروليمون ،وأغلبهم بقرية دابود .
6- غالي:وأولاده حربي فقط ويطلق عليهم ويطلق عليهم الحربياب (جزيرة بأسون) وبالسودان .
7- شاد الدين: و أحفاده بقرية السيالة وقرى أولاد نجم بنجع حمادي .
8- مالك : ولد واحد هو صالح وأحفاده بقرية قورتة .
المجموعة الثانية من قبائل الكنوز وهي تضم 27 قبيلة ،وتشمل قبائل الكنوز التي تسكن صعيد مصر والسودان وهس كما يلي :
1- الونساب , 2- المدوراب , 3- الهزيلات , 4- العونللاب , 5 – الامباركاب , 6- ابو هور ، 7- الجرايساب ، 8- الدابود  9- ﺍﻟﺨﻴﺮﻻﺏ  , 10- ﺍﻻﺩﻫﻤﺎﺏ , 11- الجديساب 12- ﺍﻟﻨﺼﺮﻻﺏ , 13- البغدادلاب , 14- الريفية ,15- ﺍﻟﺴﺎﻟﻤﺎﺏ , 16- الحواطين , 17- الفلاحين, 18- الوزناب , 19- الطوناب , 20- البجواب 21- الهوسا , 22- الطيباب , 23- ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ , 24- الحجاب , 25- الغربية , 26-ﺍﻟﺒﻼﻻﺏ , 27- النكداب .
قبائل اخرى في الكنوز:
البغدادلية : توجد بعض القبائل قليلة العدد مثل عشيرة المهناب والسالماب بدهميت  وأمباركاب تنتمي إلى الأشراف الحسنيين ونسبهم إلى "عبدالقادر الجيلاني " وهم قدموا من بغداد ألي جزيرة بادين بدنقلة ثم إستقروا بدهميت منذ ثلاثة قرون تقريبا وقد ذكرهم بوركهارت في رحلته بإسم  البغدادلية (رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 74. سنة 1814م) نسبة إلى بغداد ،وذكرهم مالكمايكل في داخل السودان أيضا بإسم  البغدادلية(Mac Michael : History of the Arabs in the Sudan, P. 100.) .
 الحداربة : وهي مجموعة قبائل ظلت محتفظة بهذا الإسم وأصله حضارمة وكانت تسكن بميناء سواكن والبحر الأحمر ولهم وادي بشمال السودان وجنوب حلايب (الإسم الأصلي" حدارب ") وقد إستقروا بقرى النوبة وكانوا بمثابة محطات تجارية وكانوا حلقة الوصل بين النوبة والسودان وتجارة اليمن من ميناء " شحر " على خليج عدن ثم الي ميناء سواكن ثم الى مدينة بربر ثم الإتجاه بالتجارة شمالا وجنوبا ، وينتشر تجار الحداربة في كثير من قري النوبة وأسوان و دراو وإسنا وقوص وهم أثرياء من تجارتهم عبر قرون من الزمان.
و بعض أولاد همام الهوراي (جعافرة أولاد همام) الذي هرب إلى النوبة بقرية قرشة نجع بئرهمام جنوب قرشة القديمة ولهم تواجد بين قبائل الفلاَّتة بغرب السودان وبعض الهوارة بقرية كشتمنة. 
" التنجار او التنجور" : وهم بقايا قبائل الكنوز الأصلية من ربيعة وبني هلال وزغبة وغيرهم ولهم نجوع في بعض قرى الكنوز والفاديجا قبل التهجيروكانت توجد قرية تنجور جنوب وادي حلفا . 
وابو غرندل: من قبائل العليقات ولهم فروع وابناء عمومة في سيناء وبعض عائلاتهم في قرى الكنوز مثل قرشةوبعضهم في قرى العرب .
أهالي الشلال : ويذكر بوركهارت : "والأهالي في الأنحاء المحيطة بالشلال سلالة مستقلة "( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص57. سنة 1814م). فبعضهم هَوَسَاويين أو الهَوَسَاب ذكرهم ماك مايكل(Mac Michael : History of the Arabs in the Sudan, P. 100) عن الصادق عيسى وهم قبائل في نيجيريا وبعضهم من عرب البقارة وأصلها فرع من قبائل عرب جهينة وغيرها الموجودة بكردفان وغرب السودان والتنجار او التنجور وهي القبائل الكنزية الأصلية السابقة على أولاد نجم الدين وشرف الدين و محمد وَنَّس وتسربت بعض اسرهم من السودان الى مناطق الشلال باعتبار ميناء الشلال التقاء جنوب وادي النيل بالصعيد ومصر في الشمال وذلك بعد رحيل اجدادهم في فترات تاريخية سابقة .
الحويطات أو الحواطين : وكان لهم نجوع بقرى الكنوز وأصل القبيلة أنها كانت تسكن بجوار قبيلة بلى شمال الجزيرة العربية بعد أن ترك جدها الشريف جماز إمارة المدينة المنورة في القرن التاسع الهجري وفر إلى مصر بعد أن حاربه وهزمه علي بن عطية من نفس قبيلته
ونسب الجمامزة ينتمي إلى الأشراف الحُسَينيين  . ولهم إمتداد بجوار قنا وبمحافظة الشرقية ودرب الجماميز بالقاهرة وعائلة الزمر بالجيزة.
ثانيا :- قبائل تتحدث العربية:
1- قبائل الجعافرة الحمدابية أولاد صلاح بن شراون بن محمد بن حمد بن محمد ابوالجعافرة وهم بقرى المالكي. 
2- قبائل العليقات : بقرى المالكي أيضا وتنسب إلى عقيل بن ابي طالب وتسمى بالعليقات ويعود العليقات إلي محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي ومن أعقاب العليقات من محمد عقيل في الحجاز والعراق والشام ومصر وفارس والهند والأفغان وله 25 بطناً من الحضر والبادية وقد أعقب محمد بن عقيل ثلاثة أولاد هم (القاسم وعبدالرحمن وعبدالله) وقد أنقرض نسل القاسم  وعبدالرحمن وبقي نسل عبدالله بن محمد بن عقيل والذي له فرعين من عبدالله مسلم بن عبدالله ومحمد بن عبدالله وهما من أشهر قبائل جنوب سيناء وتسكن منطقة أبو جفرة ووادي غرندل ووادي أبوزنيمة وأبو رديس ووادي فيران .
ومن قبائل العليقات في القليوبية والنوبة بأسوان أولاد سلمي والتليلات و الحمايدة والخريساب.
3- قبائل العبابدة (موسوعة القبائل العربية .. بحوث ميدانية تاريخية م 1 ج 1 ص 58. محمد سليمان الطيب): وتنسب إلى عباد الثالث الذي ينتهي نسبه إلى عبدالله ابن الزبير بن العوام رضي الله عنه وهم بقري السيالة والمحرقة والعلاقي.
4 - قبائل البشارية : وغالبا تنسب الى إسحاق بن بشر عم كنز الدولة الاول ابو المكارم هبة الله بن الشيخ أبى عبد الله محمد بن علي من قبائل ربيعة .
يقول المقريزي (وكانت البجة تشن الغارات على القرى الشرقية في كل وقت حتى أخربوها، فقامت ربيعة في منعهم من ذلك حتى كفوهم، ثم تزوجوا منهم واستولوا على معدن الذهب بالعلاقى فكثرت أموالهم واتسعوا في احوالهم وصارت لهم مرافق ببلاد البجة واختطوا قرية تعرف بالنماس وحفروا بها آبارا. ورأَس عليهم إسحاق ابن بشر) (البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب ص 27 المقريزي).
ثالثا:- قبائل تتحدث اللهجة المحسية أو الأصح اللهجة النوبية المقرية:
وهي غالبا لهجة قبيلة الواوات القديمة وهي أصل منطقة المحس والسكوت وتوجد قرية الواوه بإقليم السكوت والصحيح أنها  لهجة النوبة المقرة التي كانت عاصمتها دنقلة أما لهجة الكنوز هي لهجة مملكة نوباتيا أو المريس وإنتقلت لهجة الكنوز إلى دنقلة بعد أن آل الملك إلى بني الكنز في دنقلة وإنتقلوا بها إلى هناك . 
 قرى الفديجا (هو إسم  للقبائل التي تتحدث المحسية داخل مصر) :
الدر - الديوان - توماس وعافيه- كُرسكُو – أبوحنضل- تنقالة- أبريم - قَتَّه - عَنِيبَه- مصمص - توشكى شرق- توشكى غرب-  أرمنا - الجنينة والشباك - أبوسميل - بَلَّانه- قُسْطُل - أندان. 
قبائل الفاديجا :- دخلت بعض القبائل الى الأراضي المصرية بعد حدود بلانة هربا من الثورة المهدية وسميت بالفاديجا (معناها أننا سنهلك(ذكر ذلك  المعنى د محمد رياض ودكوثر عبدالرسول في رحلة في زمان النوبة ص 145 منسوبا الى راي الاستاد محمد عوض _  السودان الشمالي سكانه وقبائله ص 304- 306 و جمال حمدان في شخصية مصر ج2 ص 343)وقيل بمعنى الحوض الخامس ولكن هذه التسمية تطلق على بعض القبائل في جنوب السودان ايضا )، ثم أصبح علما على على المنطقة بين كُورسكُو وبلانة وهي ذات أعراق متعددة وخليط كبير من القبائل العربية من الغربية إلى الكشاف الأتراك إلى بني الجعد وبعض الأسر المنتمية إلى الأشراف بالدر وبني الكنز الأوائل (مثل الشايقية والقرايش - جدهم سرار بن حسن كردم (كردم اسم عربي مثل قولهم (وَلَو رَآه كَرْدَمٌ لَكَرْدَمَا ... ) وكردم أَي: َهَرَب  ومعناه ايضا الضَّخْمُ مِنَ الرِّجَال وايضا بمعنى الشُّجَاعُ . معجم تاج العروس ص353) وهو الشهير بكردم الفوار مؤسس امارة كردفان وسميت باسمه- السابقون على قبيلة الكنوز الماتوكيين أولاد نجم الدين وشرف الدين و محمد وَنَّس) وبعض القبائل الوافدة من السودان مثل السكوراب و الفونج والسكوت .
1- قبائل المحـــس :- بعض قبائل المحس ويقال المحاس وقد إختلف في تسمية المحس حيث يقال أن جدهم أنصاري من حفيد لأبي بن كعب يدعى محمد الملقب بمحسن حسب روايات شيوخ قبائلهم (سكان منطقة المحس فجدهم محسن بن مرزوق بن سعد بن جامع بن حسن بناحمد بن عامر بن عبدالكريم بن عبدالله بن يعوقب بن جا بر بن سعد بن موسى بن اويس بن جامع بن سالم بن عبدالرحمن بن علي بن سليمان بن محمد بن زيد بن عمار بن حارثة بن عبادة بن كعب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الخزرجي البدري (تاريخ واصول العرب في السودان الفحل الفكي الطاهر ، ص 132)   ) و هي قبائل كانت موالية لحكامها من قبيلة الغربية وكثير منها قبائل عربية انصارية وقريشية الأصل .
يذكر بوركهارت: "وإستولت عشيرة من عشائر قريش على المحس وظل هؤلاء العرب يحتلون النوبة قرونا لا تنقطع فيها حروبهم ومناوشاتهم"( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 168.).
ويقول ايضا بوركهارت :" يزعم المحس أنهم من قريش - قبيلة الرسول - وكان رجالها بدوا وزراعا كما هو معلوم ويروون أن جماعة كبيرة من قريش إستولت على الوادي حين غزا البدو القادمون من الشرق مصر والنوبة "( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 106).
بمنطقة المحس قبائل قريشية كثيرة مثل قبائل الغربية الكنزية الأصل والجعافرة الساكنين ببطن الحجر وقبائل القراريش والجعليين و الشايقية العباسية بالمحس وهناك قبائل قريشية أخرى غير عباسية بالمحس مثل البكريون نسبة إلى أبي بكرالصديق رضي الله عنه والعمريون نسبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد دخلوا النوبة مع حملة قلاوون سنة 678 هـ / 1280 م وقد تخلفوا عن العودة مع الحملة استقروا النوبة بعد الاذن من السلطان وخاصة ان المنطقة اصبحت تحت نفوذ الدولة الظاهرية بتنازل ملك النوبة للسلطان بيبرس ثم اخلاء سيمانون للبلاد اثناء تقهقره امام حملة قلاوون . 
2- قبائل أخرى من الأنصار : و قد ذكر المقريزي أحداث سنة 767هـ  : وقدم الخبر بكثرة فساد أولاد الكنز، وطائفة العكارمة بأسوان، وسواكن وأنهم منعوا التجار، وغيرهم من السفر، لقطعهم الطريق، وأخذهم أموال الناس. وأن أولاد الكنز قد غلبوا على ثغر أسوان، وصحراء عِيْذَاب وبرية الواحات الداخلة.وصاهروا ملوك النوبة وأمراء العكارمة وإشتدت شوكتهم" (السلوك في معرفة دول الملوك ج 2 ص 247) .
ويذكر المقريزي ايضا ان حول جزائر ميكائيل (بلانة او جزيرة الكُشَّاف ودبروسة ) الى الدر كانت هي مقر اقامة الانصار العكارمة.
و قد تحدث عن وجود طائفة من بني عكرمة في أسوان والنوبة بعد مصاهرتهم وإستقرار بعض العكارمة في قري النوبة ومنطقة المحس ولهم إمتداد بكل أنحاء مصر، ففي محافظة سوهاج وقنا وأسوان ولهم تواجد في محافظة أسيوط و القصير وغيرها من المحافظات و لهم نجع العكرمي بمركز قوص محافظة قنا وقرية العكارمة بحري بمركز قوص أيضاً وقرية الجزيرة بقوص وقرية الطويرات وقرية البراهمة وقرية الخرانقة ولهم تواجد كثيف في محافظة أسوان وبعض قرى النوبة ولهم تواجد في محافظتي الإسماعيلية والسويس وللعكارمة الآن في أسوان عدد من القرى منها قرية العكارمية مركز إدفو وتسمى الحازماب نسبة إلى الشيخ حازم وقرية الرمادي وقرية خور الزق وعدد من قرى الكنزية والفاديجاوية.
 العرب من الأنصار بنى جعد وبنى عكرمة وبعض بنى الكنز والنوبيين لهم حادثة مشهورة في التاريخ زمن الاشرف شعبان الثاني أن صراع بين بني الكنز وبني الجعد الأنصار وبين النوبيين أدي إلى تدخل المماليك وقتل عدد كبير من بني الكنز وبني الجعد عند جزية ميكائيل (جزيرة بلانة او جزيرة الكُشَّاف) وصاي ايضا بها تواجد كثيف من الانصار.
3- الجوابرة وهم أحفاد جابر بن عبد الله الأنصاري المدفون بالإسكندرية  ومن ذريته من تزوج من جميلة أخت نجم الدين قبل إمارته وهم يسكنون مع قبائل الشايقية بالسودان والبعض يظن أن نسبهم شايقية عباسيين وبعضهم يقول أنهم أنصار ولهم تواجد بالمملكة السعودية والمغرب وبالسودان والنوبة وقد تصاهروا مع الشايقية و إكتسبوا صفاتهم في القوة القتالية والفروسية .
ويذكر بوركهارت :" أن الجوابرة يقيمون في دنقلة وأنهم من سراة (اثرياء ووجهاء القوم)دنقلة وأنهم أيضا يقيم بعضهم في الدر ووادي حلفا(رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 186) . 
وذكر القلقشندي ان جنيد: شيخ الجوابرة من الهكاريّة  (الاكراد)  بأبواب النّوبة (صبح الأعشى القلقشندي الجزء 8 ص 3) لكن هل ما ذكرهم القلقشندي هم الجوابرة الدناقلة ؟
4- عرب الضبايئة (فرع من بني بهراء) التي تسكن منطقة النوبة الشمالية "شمال السوادن" وعرب الضبايئة ينتمون للخزرج أصل الخزرج من قحطان بن يعرب ، وأختلط هؤلاء العرب مع سكان النوبة في هذه المنطقة .
5- الغربياب وهي قبيلة كنزية الأصل إختلطت بالمحس وهم من أولاد احمد بن عبدالله بن نجم الدين الملقب بالغربي (الِتنُوكي) وتتواجد بتوماس وعافية وبعض قري الفاديجا ولها امتداد في قرى كوم امبو مثل الفطيرة والعدوة وكَرْم الديب واقليت والاحمدية وغيرها.
6- القراريش وهم أولاد قريش بن الأمير رباط بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن الأمير حسن الشهير بكردم الفوار ، وتتواجد كثير من أسر الشايقية بين قبائل المحس في النوبة المصرية و كذلك بين قبائل العرب بالمالكي وبالدكة بمنطقة الكنوز ولها تواجد كثيف بالسودان وبصعيد مصر في دراو وسلوى وبنبان وحاجر البلاليص والخولة والحجز بإدفو وحاجر المريس بأرمنت  حيث أن أصلهم قراريش هاجروا إلى هناك وعزبة عابد بأبو تشت والعويضية بالأقصروأبوكرشة بالمنشأة بسوهاج ودرنكة بأسيوط وغيرها.
وذكراليعقوبي( ومدينة إسنا في الجانب الغربي من النيل ويقال: إن أهلها المريس ومنها الحمير المريسية) البلدان ص 171 اليعقوبي (بعد 292 هـ = بعد 905 م). ويقول ابن سليم الاسواني:"النوبة والمقرة جنسان بلسانين كلاهما على النيل فالنوبة هم المريس ) وهذا يدل على ان اهل اسنا هم من اهل النوبة المريس وربما هم العربان المريسية الذين اشار اليهم انهم كانوا في حملة قلاوون على النوبة المقرة. ، توجد قرية بها اسمها المريس ويقولون ان نسبهم عبابدة وينتشر عندهم التسمية باسم نوبي
7- الشايقية و يتواجد كثير من أسرهم بجهة الفاديجا وبعض قرى الكنوز وهم أبناء عمومة مع القراريش ولهم أيضا تواجد كثيف بصعيد مصر مثل الرديسية والغنيمية بإدفو والحجرات والحمران بقنا والغنايم (ذكر القلقشندي ان الغنايم من بطون قبيلة هوارة  نهاية الارب ص 442 ج 1) والبدارى بأسيوط وغيرها .
8- القريشيين : اولاد عمربن الخطاب رضي الله عنه وأولاد أبوبكر رضي الله عنه أولاد شريف وهم جعافرة أشراف بطن الحجر وبالمحس بالسودان وبعضهم بقرية بلانة وعنيبة وقد دخلوا النوبة مع حملة قلاوون .
9- عشائر الكُشَّاف نسبة إلى الكَاشِف وهي وظيفة حاكم الإقليم و جامع الضرائب في الدولة العثمانية وهي حاميات من الجند العثمانية عندما أرسل القائد سليم الأول  سرية من الجنود عام 1520 م إلي بلاد النوبة فأسسوا حاميات في أسوان و أبريم لكي يقوموا بحراسة البوابة الجنوبية لمصر ومساعدة الغربية في حربهم ضد الدناقلة والجوابرة وإنتشروا في الإقليم الجنوبي الممتد من الديوان إلي صاي لإتساع الرقعة الزراعية فيها عن القري الشمالية وأصولها ألبانية ومجرية وبوسنية وأناضولية وأذربيجانية وتترية وتركمانية وكردية وجركسية  و إختلطت هذه الحاميات بالمحس و الغربياب والسكوت.
وقد كانت تسمي كل قبيلة بإسم  البلد الوافد منه جد القبيلة إلي بلاد النوبة ومنهم في عنيبة وقتة وأبريم وتوماس وعافية أفراد من قبيلة (المجراب) وكان جدهم قادم من المجر في سرية جنود سليم الأول  وقبيلة (أندرجاناب " أذربيجان") المنتشرة في أبوسمبل والديوان والدر وتنقالة وتوماس وقبيلة (كردياب) وازمرجة نسبة الى ازمير بتركيا وبعض من هؤلاء الكشاف من ما زال له بشرة بيضاء وزرقة العيون . 
ويذكر بوركهارت "وكثرة سكان الدر أتراك إنحدروا من جنود البوسنة (البوشناق) الذين أرسلهم سليم للإستيلاء على البلاد"( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 78).
ويذكرأيضا:"وما زال أحفاد هؤلاء الجند البوشناق الذين صاهروا عرب الغربية والجوابرة يحتلون الأرض التي منحت لأجدادهم في أسوان وأبريم وصاي وما زالوا يتمتعون بالإعفاء من شتى الضرائب والإلتزامات وهم يسمون أنفسهم" قلعتجية أوأهل القلاع" أماالنوبيون فيسمونهم " العثمانلية "وقد طال نسيانهم للغتهم القومية ولكن قسمات وجوههم تنبىء بأصلهم الشمالي"( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 169.). 
وقال أيضاً: توماس قرية كبيرة ، وجل سكانها من سلالة عرب الغربية الذين احتلوا النوبة قديما (رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 84)
وقال أيضاً: "وأهل أبريم لا يفتأون في حرب مع أمراء النوبة ،وهم على قلة عددهم أكفاء لخصومهم لأنهم جميعا يقتنون الأسلحة وهم بيض إذا ما قيسوا بالنوبيين ومازالوا يحتفظون بملامح أجداهم البشناق الذين بعثهم سليم الفاتح ليحتلوا إبريم ولباسهم الجلباب من الكتان الخشن وأغلبهم يغطي رأسه بما يشبه العمامة وهم يقولون "نحن ترك لا نوبيون"( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص30). 
البشناق : نسبة الى مقاطعة البوسنة والهرسك المسلمة احدي مقاطعات جمهورية يوغوسلافيا السابقة وانفصلت بعد حروب مع الصرب
رابعا :- قبائل النوبة الأصلية :
وتسمي هذه القبائل وهم من تبقى من النوبيين الأصليين(سلو و أبوسكُو والجريساب )  أما السكوتيين والسقوراب فأصول سودانية، والموجود منهم حاليا في قري الكنوز والنوبة وكان لهم بعض النجوع الخاصة بهم(أبيسكُو وفي قرية طافية التي كانت بجوار أمباركاب القديمة وفي سرة بين أبوسمبل ووادي حلفا) ولا يزيد عددهم حاليا عن بضعة آلاف ويحمل كثير من قبائلهم نفس الإسماء في قرى النوبة وبعضهم سكن شمال أسوان ويتحدث العربية ونسى أصوله النوبية تماما " السلكاويين" وهم أسر متفرقة بين قرى أسوان و كوم امبو وإدفو .
ويذكر بوركهارت: ويزعم فلاحو طافية أنهم سلالة المسيحيين القلائل الذين كانوا يسكنون المدينة والذين إعتنقوا الإسلام حين فتح العرب المسلمون البلاد أما معظم إخوانهم فقد لاذوا بالفرار أو قتلوا ، وما زال يدعون "أولاد النصارى" إلى اليوم "( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص159).  
================
الخلاصـــــــة
"النوبة قسمان وادي الكنوز ووادي النوبة ويمتد الأول  من أسوان إلي وادي السبوع و يشتمل الثاني على الأصقاع المحصورة بين السبوع والحد الشمالي لدنقلة وسكان القسمين تفصلهم اللغة ولكنهم في عاداتهم وطباعهم متماثلون ويقول رواتهم أن النوبيين الحاليين أصلهم من بدو جزيرة العرب الذين غزوا هذا القطر بعد إنتشار الإسلام أما معظم الأهالي المسيحيين الذين رأيت كنائسهم منتشرة حتى سكوت فقد هربوا من وجههم أو قتلوا وقليل منهم إعتنق دين الغزاة ،و ترى اليوم أحفادهم في تَافة وسَرَّة شمالي وادي حلفا"( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 167).
عثر الرحالة بوركهارت على العديد من الاطلال والخرائب لقري قديمة بجانب القرى النوبية الموجودة اثناء الرحلة  تدل على هجرة سكانها لها ومنها  ، ص 60  خرائب اطلال بالقرب من طافية  ،  و ص  61   خرائب واطلال عند كلابشة ، و ص 62  خرائب بجوار قرشة  ، و ص  68  خرائب بجوار قتة ، و ص 64 اطلال كوبان قرب العلاقي ،و ص 68  خرائب قرب كورسكو  ، و ص 93   وص 147 خرائب عربية شمال معبد الدكة وكلها خرائب قرى قديمة ذات طابع عربي خرائب مساكن قديمة من الطوب وابراج عتيقة عند بطن الحجر
وقال بوركهارت " ويزعم فلاحو طافية أنهم سلالة المسيحيين القلائل الذين كانوا يسكنون المدينة والذين إعتنقوا الإسلام حين فتح العرب المسلمون البلاد أما معظم إخوانهم فقد لاذوا بالفرار أو قتلوا ، وما زال يدعون "أولاد النصارى" إلى اليوم"( رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص159).
أي أن القسمين هم من العرب سواء من يسكن وادي الكنوز أو من يسكن وادي النوبة وأن تسميتهم بكنوز أو نوبة نظرا لسكنة الأرض فقط وليس العرق النوبي الخالص. 
وإذ أنه لا توجد بالأراضي المصرية قومية نوبية خالصة تنتمي إلي أعماق تاريخ النوبة في العصر الفرعوني أو المسيحي إذ أن أغلبهم أصولهم عربية وهم نوبيون بالمصاهرة وجداتهم النوبيات ربين أولادهن على اللهجة النوبية والعادات والتقاليد النوبية أي أنهم أنساب النوبيين إكتسبوا اللهجة بالنسب والمصاهرة عبر قرون طويلة من الزمان وكثير من النوبيين يعرفون أصولهم العربية وخاصة كبار السن منهم ، أما الكثيرمن شباب النوبة فليس لديه إهتمام بالأنساب وتفريعات القبائل وأصول وأنساب القبائل . 
ويتحدث ابن خلدون عن انتشار العرب في بقاع الارض بعد الاسلام وتفرقهم في البلاد واستعجام اعقباهم يقول : ( ثم انقرض أولئك الشعوب في أحقاب طويلة وانقرض ما كان لهم من الدولة في الاسلام وخالطوا العجم بما كان لهم من التغلب عليهم ففسدت لغة أعقابهم في آماد متطاولة وبقى خلفهم أحياء بادين في القفار والرمال والخلاء من الارض تارة والعمران تارة وقبائل بالمشرق والمغرب والحجاز واليمن وبلاد الصعيد والنوبة والحبشة وبلاد الشام والعراق والبحرين وبلاد فارس والسند وكرمان وخراسان أمم لا يأخذها الحصر والضبط قد كاثروا أمم الارض لهذا العهد شرقا وغربا واعتزوا عليهم فهم اليوم أكثر أهل العالم وأملك لامرهم من جميع الامم ولما كانت لغتهم مستعجمة على اللسان المضرى الذى نزل به القران وهو لسان سلفهم سميناهم لذلك العرب المستعجمة " (تاريخ ابن خلدون جزء 2 ص 16).
و كان هناك تقليد سائد قديما أنه إذا تغلبت قبيلة التي على قبيلة أخرى فان القبيلة المنهزمة ترحل إلى مكان آخر وحدث ذلك على مدى التاريخ من إختفاء قبائل البربر من الواحات والصحراء الغربية إلي المغرب العربي بعد أن هربت من فلسطين و بعد الفتح الإسلامي إستبدلت المريس وهي النوبة السفلى عند أسوان بقبائل عربية خالصة ولم يتبقى سوى قبائل مملكة مقرة على الحدود الجنوبية لمصر و مملكة علوة حتى حملة الملك العادل الذي أكره بني الكنز على اللجوء إلى المقرة ثم الدولة المملوكية التي بدأت في القضاء على دولة مقرة وتبعيتها لمصر وبدأ العرق العربي يسود على العرق النوبي بالمصاهرة أو بالصراع على الملك وهاجر كثير منهم إلى دارفور وكردفان نتيجة ضيق الوادي مع تزايد عدد القبائل
، ثم أخيرا دولة الفونج الإسلامية بالسودان سنه 910 هـ والتي قضت على مملكة علوة آخر الممالك النوبية المسيحية وفرار سكانها إلى دارفور و كردفان وجبال النوبة وبحر الغزال ثم الى بلاد النيجر ونيجيريا ويطلق عليهم هناك "النوباو او النوفاو" وأن الهجرات العربية غلبت على السكان الأصليين وهاجر كثير منهم إلى أعماق السودان في العصور الوسطى . 
و من قبائل النوبة الأصلية السلو ويوجد منهم بدارفور بمملكة التنجور القديمة ومنهم جنوب إدفو وقبائل الجريساب (جدهم جريس نائب ابن أخت سيمامون ملك النوبة بالمقرة - شجاع الدين نصر ابن فخرالدين مالك).
وقبائل الهَوَسَاب  وهم بتشاد والنيجر ونيجيريا.
وقبائل طافية (وكانت لهم قرية بجوار أمباركاب القديمة) .
وقبائل السكوت بعضهم كانوا جنوب الدر القديمة وأغلبهم بوادي السكوت شمال السودان وأغلبهم قبائل السكوتو بالنيجر ونيجيريا.
و قبائل السكوراب بقتة و بلانة وأغلبهم بمنطقة إبيي جنوب كردفان .
و قبائل بني الكنز السابقون على الكنوز الشرقيين الماتوكيين الحاليين " أولاد نجم الدين وشرف الدين و محمد وَنَّس " والتي هاجرت هذه القبائل إلى الصعيد والسودان مثل قبائل" الشايقية والقراريش العباسية ".
وقبائل " الفلاَّتة " او الفولان  لهم بقايا في النوبة مثل أحفاد تنقالة وأغلبهم بغرب السودان ودول جنوب غرب أفريقيا وكانوا من أنصار المهدي والحركة المهدية من بعده وهي ذات أصول عربية متنوعة " و خليط كبيرمن القبائل العربية الفارة من الحرب مع الشمال المصري" ولم يحدد أصل عرقي واحد لهم كما هو معروف لدي المجتمع السوداني القبلي و الفلاَّتة الأصلي ذو طباع عربية جيدة وأصيلة وقد نسبت بعض النقائص للمناطق التي كانوا يسكنونها بالخرطوم ثم تركوها تحت ضغط ماك مايكل الإنجليزي وزير داخلية السودان في أوائل القرن العشرين ومن يسكنها الآن ليسوا الفلاَّتة الأصليين بل هم بعض من الحلب او الغجر  .
وأن آخر من سكن النوبة جنوب أسوان إلي دنقلة بعد 815هـ  هم الكنوز الجعافرة (الماتوكيين تمييزا لهم عن قبائل الكنوز الأوائل) والعباسيين (الوَنَّساب والقراريش والشايقية والجعليين) والأنصار (بني جعد والعكارمة والمحس) وعرب الضبايئة والعليقات والعبابدة ثم بعد أكثر من قرن سنة 926هـ /1520م  لحق بهم الكشاف الأتراك بأعرقهم الآسيوية والأوروبية المتعددة و ظل بها بقايا النوبيين من السلو وأبسكو والجريساب وبعض الأصول السودانية مثل الهوساب والسقوراب والسكوت. أي أن الخريطة العرقية للمنطقة تغيرت عدة مرات. وهذا التقليد القبلي كان سائدا حتى في الوجه البحري مثل إضطرار قبيلة الهوارة إلي الرحيل من البحيرة إلى الأعمال الاخميمية بعد أن تغلبت عليها قبيلة زناتة زمن الامير برقوق سنة 782هـ .  


**********

قائمة مصادر ومراجع البحث
مخطوطة بحوزة أحفاد الشيخ موسى أبو معوض بقرية بنيان _ الشجرة البرزنجية لنسب الأشراف الجعفرية. 
ابن الااثير - الكامل في التاريخ دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان الأولى، 1417هـ / 1997م
ابن إياس _ بدائع الزهور في وقائع الدهور دار احياء الكتب العربية المعهد الالماني جمعية المشتشرقين الالمانية .
ابن ايبك الدواداري _ كنز الدرر وجامع الغرر . اصدار المعهد الالماني للاثار بالقاهرة .
ابن بطوطة – رحلة ابن بطوطة  ط دار الشرق العربي .
ابن تغري بردي _ حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور عالم الكتب الأولى، 1410 هـ - 1990 م.
ابن جرير الطبري - تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك دار التراث – بيروت الثانية - 1387 هـ
ابن حوقل _ صورة الأرض دار مكتبة الحياة بيروت 1992م .
ابن حجر العسقلاني _ إِنْبَاء الغُمْر بأَبْنَاء العُمْر دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1406 هـ - 1986م .
ابن خلدون _ مقدمة ابن خلدون  مكتبة لبنان 1992م .
ابن خلدون _ تاريخ ابن خلدون " العبر" دار الفكر، بيروت الثانية، 1408 هـ - 1988 م .
ابن خلكان  - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان  دار صادر – بيروت
ابن فضل الله العمري _ التعريف بالمصطلح الشريف دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان الأولى، 1408 هـ - 1988 م.
ابن فضل الله العمري _ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار  . المجمع الثقافي، أبو ظبي الأولى، 1423 هـ
ابن عَبْدِ الحَكَم  - فتوح مصر والمغرب مكتبة الثقافة الدينية 1415 هـ
البداية والنهاية أبو الفداء بن كثير - البداية والنهاية ،  دار إحياء التراث العربي ولى 1408، هـ - 1988 م.
ابو شامة_ عين الروضتين في أخبار الدولتين: النورية والصلاحية مؤسسة الرسالة - بيروت لأولى، 1418هـ/ 1997م.
البكري _ المسالك والممالك دار الغرب الإسلامي 1992 م .
الدواداري _ كنز الدرر وجامع الغرر دار احياء الكتب العربية عيسي البابي الحلبي 1982 م المعهد الاماني للاثار بالقاهرة .
السيوطي  - تاريخ الخلفاء . مكتبة نزار مصطفى الباز الطبعة الأولى: 1425هـ-2004م
القزويني -  آثار البلاد وأخبار العباد  دار صادر – بيروت.
القلقشندي – صبح الاعشى في صناعة الانشا- دار الكتب العلمية، بيروت .
القلقشندي –  نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب . دار الكتاب اللبنانين، بيروت  .
القلقشندي - قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان دار الكتاب المصري، دارالكتاب اللبناني الثانية، 1402هـ - 1982 م
المسعودي _ مروج الذهب  . طبعة بون سويسرا 1838 .
المقريزي_البيان والإعراب فيما نزل مصرمن الأعراب جوتنجن، ألمانيا1847م فردنادواسطون فيلد Ferdinand Wüstenfeld
المقريزي _ السلوك في معرفة دول الملوك دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان 1997م .
المقريزي _ المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار دار الكتب العلمية، بيروت الأولى، 1418 هـ.
الذهبي _ العبر في خبر من غبر دار الكتب العلمية، بيروت .
النويري  -  نهاية الأرب في فنون الأدب دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة    الأولى، 1423 ،
بدر الدين العَيْني _عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان  دار الكتب والوثائق القومية ، القاهرة.
جلال الدين السيوطي _ حسن المحاضرة في تاريخ مصروالقاهرة دار إحياء الكتب العربية - مصرالأولى1967 م.
خير الدين الزركلي الدمشقي _  الأعلام  دار العلم للملايين بيروت . لخامسة عشر - أيار / مايو 2002 م
ناصر خسرو  - سفرنامة دار الكتاب الجديد – بيروت الثالثة، 1983م .
ياقوت الحموي _ معجم البلدان دار صادر، بيروت الثانية، 1995 م .
صفيّ الدين البغدادي مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع دار الجيل، بيروت  الأولى، 1412 هـ.
احسان عباس - تاريخ دولة الانباط دار الشروق للنشروالتوزيع عمان الاردن مطبعة اولى 1987م 
الشاطر بصيلي عبد الجليل تاريخ و حضارات السودان الشرقي والاوسط . الهيئة المصرية العامة للكتاب 1972م .
جمال حمدان شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان . دار الهلال ط 1994م
حسين مؤنس - اطلس تاريخ الاسلام  - الزهراء للاعلام العربي 
رجب محمد عبدالحليم _ الإسلام والعروبة في دارفور في العصور الوسطى . دار الثقافة للنشر والتوزيع الفجالة  .
عبدالله عبدالماجد _ الغَرَّابة . دار الحاوي ط 1998م/ 1418هـ .
عباس محمد زين - الجذور العربية لحضارة النوبة عباس محمد زين
عبد االمجيد عابدين _ دراسات في تاريخ العروبة في وادي النيل .
عبد العزيز صالح - تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة . مكتبة الأنجلو المصرية
عطية القوصي _ تاريخ دولة الكنوز الإسلامية  إصدار دار المعارف ، الطبعة الثانية  سنة 1981م..
عمر حاج الزاكي _ مملكة مروي التاريخ والحضارة .سلسلة اصدارات وحدة تنفيذ السدود ط1 دمشق 2005م
عون الشريف قاسم  _ القبائل والأنساب في السودان .
لطفي شلش - قبائل الغجر . دارالكتاب المصري طبعة اولى 1958م 
محمد ابراهيم بكر _تاريخ السودان القديم  . دار المعارف الطبعة الثانية 1987م .
محمد رياض و  كوثر عبدالرسول _ رحلة في زمان النوبة. الهيئة المصرية العامة للكتاب .
محمد سليمان الطيب_  موسوعة القبائل العربية .مكتبة دار الفكر العربي 1996 م .
محمد عوض _   السودان الشمالي سكانه وقبائله، القاهرة، 1951م 
مصطفى محمد مسعد _ الإسلام والنوبة في العصور الوسطى  دار المعارف المصرية.
ممدوح عبدالرحمن الريطي – دور القبائل العربية في صعيد مصر . مكتبة مدبولي – القاهرة .
نعوم شقير _ تاريخ و جغرافية السودان. دارالجيل بيروت ط 1981 م .
الإدفوي _ الطالع السعيد الجامع لإسماء الفضلاء والرواة بأعالى الصعيد مطبعة الجمالية   1921م /1339هـ  .
محمد بن عمر التونسي _ تشحيذ الأذهان بسيرة أهل العرب والسودان  الدار المصرية للتاليف والترجمة 1965 م .
علي زين العابدين محمد فرج – فن صياغة الحلي الشغبية النوبية  -  الهيئة المصرية العامة للكتاب.
المعجم الوسيط  ومعجم تاج العروس  دار الهداية
ب.ل. شتي _ بلاد النوبة في العصور الوسطي . ترجمة نجم الدين محمد شريف الخرطوم 1954م  .
جون لويس بوركهارت _ رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان ترجمة فؤاد أندراوس المجلس الاعلى للثقافة  2007م.
وولتر امري _ مصر وبلاد النوبة ترجمة تحفة حندوسة . الهيئة المصرية العامة للكتاب   .
هارولد ماك مايكل _ تاريخ وأصول العرب في السودان (Mac Michael : History of the Arabs in the Sudan ) مطبعة جامعة كمبردج 1922م  .




























هناك 16 تعليقًا:

  1. بارك الله فيك يا اخ امجد ، استمر في هذا الامر ، لاننا مشتاقين للمعرفة اكثر واكثر

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. حذار
    بعض النوبيين من مرضي الهوية يسوقون لعروبة النوبة. يبدوا ان عدوي السودانيين وصلتنا .
    او ربما هي محاولة مخابراتية مصرية لايهام النوبيين بالعروبة حتي لا يكون لهم مطالب حقوقية تقرها القوانين الدولية. سيما و ان الاخوان في دستورهم السابق كانوا يصرون علي اغفال التمييز علي اساس العرق و اللون باعتبارنا عربا و كان هذا بايعاز من المخابرات المصرية.
    ايضا جعفري عميل يعيش في النمسا اسمه محمد الاسواني يسوق لهذا الزعم و قد فتح صفحة عنصرية في الفيس بوك يحرض المصريين علي اهل النوبة بغرض استبعاد النوبيين عن هويتهم النوبية. و هو معروف بانه عميل يعمل للسفارة المصرية في النمسا.
    أمجد النجار هو ذات الشخص الذي استند اليه ذلك الجعفري محمد الاسواني في تقرير عروبة النوبة و نشره في موقعه العنصري هذه هي الوصلة للصفحة العنصرية و استناده الي كلام امجد النجار

    https://www.facebook.com/photo.php?fbid=482106221808810&set=a.303839572968810.80833.201866026499499&type=1&theater

    ردحذف
  4. سلام و تحية فضيلة لك وانا لاحظت قولك "وليس في جميع أرض السودان من المقازرة ولا من الغانيين ولا من الكانميين ولا من البجاة ولا من الحبشة والزنج قبيل شعور نسائهم سبطة مرسلة إلا من كان منهن من نساء النوبة ".
    وهذا يدل ان في ذلك التاريخ- بداية الفتح الإسلامي لمصر على أن العرق النوبي الشمالي النوبة والمقرة بهذه المواصفات عرقية وجنس غير حامي بل ذو عرق عربي(يمني) نوبي"

    هادي تكلف بعيد حيث جيت بشعور سبطة دليلا للعروبة. ولعلمك انا لا انكر العروبة و الملامح نوبة و لكن انا اخالف الاصل الحجتك بين يدي سبطة الشعر علامة عروبية و معروف هادي صفة يعني سبطة ليست مبسوطة في نوبة و لا تدل علشي خلا الظهور و الوجود سبطة في الشعب نوبة و لعلم كان ينبغي يعلم كل ان النوبة ليست شعب القارة السمراء مدعيا لاصل عربي فقط. و الكتب التراثية مملوءة بصفات العربان المشهورة هم بملامح متزنجة
    قال ابن هشام:‏ إنما سمي آكل المرار ، لأن عمرو بن الهبولة الغساني أغار عليهم ، وكان الحارث غائبا ، فغنم وسبى ، وكان فيمن سبى أم أناس بنت عوف بن محلم الشيباني ، امرأة الحارث بن عمرو ، فقالت لعمرو في مسيره:‏ لكأني برجل أدلم أسود، كأن مشافره مشافر بعير آكل مرار

    ردحذف
  5. جزاك الله كل خير على هذا المجهود الرائع والمفيد

    ردحذف
  6. أشكركم على المقال الشيق. عندي سؤال، هل تستمر قبيلة أندرجاناب النوبية حياتها في الوقت الحالي؟ وأي مصدر من المصادر التاريخية تشير الى ان اسم القبيلة مأخوذة من أذربيجان؟
    شكرا جزيلا لكم

    ردحذف
  7. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  8. الي الأخ أمجد نجار وبعد السلام انا نوبي من السودان واختلف مع طرحك الضعيف هذا ولسبب قوي أولا أنت لأتعرف حجم النوبة داخل السودان فقط التصنيفات فديجا ومنتوكا ولكن داخل السودان يوجد أكثر من 103 قومية نوبية تختلف عن بعضها عرقيا ولكن تمتلك منطوقه واحدة.
    الكوشية كانت فترة من الفترات النوبية ودمرت علي يد عيزن نجاشي الحبوش وبعد 250سنه عاد النوبة وطردوا البليمز من الارض الي (صحاريهم الشرقية) هكذا قالها (شيل كو) وليس سألها كما أحببت أن تسهب دعنا نترجم شئ آخر للرومان في مصر توت انج امون هذا الاسم اسم نوبي ومفردة نوبي اصلها انوبي ولدينا حتي يومنا هذا طقوس كثيرة شديدة القدم نحن الفراعنة ونحن الكوشيين ونحن أصحاب حضارات النيل
    مع كامل احتراماتي

    ردحذف
    الردود
    1. النوبيين نوعين طبقا للمالك القديمة نوباتيا ومقرة وهم الان الدناقلة والكنوز لغة واحدة ثم المحس والفاديجا لغة اخرى
      ومن تتحدث عنهم ال 103 هم نوباويين وليسوا نوبيين وفرق بين الاثنين

      حذف
  9. الي الأخ أمجد نجار وبعد السلام انا نوبي من السودان واختلف مع طرحك الضعيف هذا ولسبب قوي أولا أنت لأتعرف حجم النوبة داخل السودان فقط التصنيفات فديجا ومنتوكا ولكن داخل السودان يوجد أكثر من 103 قومية نوبية تختلف عن بعضها عرقيا ولكن تمتلك منطوقه واحدة.
    الكوشية كانت فترة من الفترات النوبية ودمرت علي يد عيزن نجاشي الحبوش وبعد 250سنه عاد النوبة وطردوا البليمز من الارض الي (صحاريهم الشرقية) هكذا قالها (شيل كو) وليس سألها كما أحببت أن تسهب دعنا نترجم شئ آخر للرومان في مصر توت انج امون هذا الاسم اسم نوبي ومفردة نوبي اصلها انوبي ولدينا حتي يومنا هذا طقوس كثيرة شديدة القدم نحن الفراعنة ونحن الكوشيين ونحن أصحاب حضارات النيل
    مع كامل احتراماتي

    ردحذف
  10. السلام عليكم ..
    أسمح لى ان اشكرك على المجهود المبذول فى شرح تاريخ النوبة والقبائل .
    أخى الكريم .. العبد لله من قرية فارس مركز كوم امبو..
    وفارس أهلها من الاشراف الحسنيين نسبة للأمام الحسن بنى على ..
    على قدر علمى بتاريخ قريتى .
    نحن أبنا منصور بن على بن منصور النازل من بلاد المغربسنة 730 هجرية.
    جدنا الادريس الاصغربن ادريس الأكبر فاتح بلاد المغرب وفاس..
    بن الشريفبن عبد الله بن موسى الجوينى المحض بن الشريفالحسن المثنى ب الحسيب النسب الحسن السبط بن سيدنا على زوج سيدتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله علية وسلم..
    عرضت النسب أعلاة حتى ابداء حديثى ..آرى فى الخريطة أسم فارس موقعها غرب النيل .وفى أكثر من خريطة أجد الأسم أما فارس أو فرس أوفرسية...
    وكلها فى الخريطة القديمة لبلاد النوبة ..أبحث دائما عن تارخ قريتى ..وما ادهشنى انها ضمن بلاد النوبة القديمة .وأعلم ان موقعها الحالى حتى قبل التهجير الاخير لبلاد النوبة .كان موقعها كما هو ..
    وكام ذكرت فى الخرائط كانت فى اقصى الجنوب ضمن بلاد النوبة وحسب علمى أ، قد تم النزوح لهذة المنطقة منذ القدم وأستقروا فى الموقع الحالى .. وتم هذا فى عهد الاجداد الاخويين يحى وجويلى ..
    لقترة كان يقال اننا جعافرة ولكن بالنسب لا ننتمى للجعافرة وهذا ما ثبت فى البحث ..فنحن لم نحمل اى من الاسامى التى تنتسب للجعافرة ..
    بحثى الدائم .. هل نحن عرب اشراف أداسة وهذا هو المثبت فى الحقيقة أم نحن من ضمن القبائل التى عاشت فى النوبة القديمة ولسبب ما تمت هجرة هذة القبيلة لموقعها الحالى ..
    هذا لم أجدة فى بحثك وفى تسلسل المتابعة لتاريخ النوبة والقبائل.. ارجوا الافادة

    ردحذف
    الردود
    1. اهلا بك الاخ الكريم ومعذرة على التاخر في الرد حيث لم افتح البوجر من فترة طويلة
      اولا نتشرف بك اخا كريما ثانيا فارس غير فرس حيثتقع فاس غرب كلابشة حاليا اما فارس فهي قرية بين ابوسمبل ووادي حلفا
      وكنت تواصلت مع احد الاشخاص من فارس في القاهرة حتى يوافيني بتاريخ القبيلة وذكرت لهل حادثة ذكرت فيها اسم فارس الدين ستجدها فيا لبحث في احداث سنة 767هـ ذكر في سفارة خرجت من النوبة الى السلكا نالاشرف شعبان الثاني ذكر فيها شخص اسمه "ارجون" وذكر انه مملوك لشخص اسمه فارس الدين ولم توافينا المصادر من هو فارسالدين الذي يبدوا انه احد امراء النوبة

      حذف
    2. شرفني على صفحتي فيس بوك
      https://www.facebook.com/AmjdSeyamAlNjjar

      حذف
  11. اشكرك وبارك الله فيك وبحث جيد
    اتمنى ذكر اين يباع الكتاب في مصر حيث انني باحث واهتم بالانساب والتاريخ واريد الحصول علي نسخة من الكتاب هذا

    ردحذف
    الردود
    1. للاسف نفذت الطبغة لولى وسوف اخبرك عند طباعة الطبعة الثانية

      حذف